سوريا تُصارع الموت رغم سقوط الأسد.. توثيق 73 مجزرة و2818 قتيلًا خلال 6 أشهر

رغم مرور أكثر من ستة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد؛فإنه لا تزال آلة القتل في سوريا مستمرة، وسط فوضى أمنية وتعدد في الجهات المسلحة.

فقد أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا صادمًا وثَّقت فيه مقتل 2818 مدنيًا خلال النصف الأول من عام 2025، بينهم 201 طفل و194 سيدة، بالإضافة إلى 17 ضحية تحت التعذيب.

ووفق التقرير، فإن العمليات القتالية والانتهاكات لم تتوقف، بل تنوعت مصادرها بين قوات حكومية انتقالية وفصائل محلية وجهات مجهولة، ما يكشف حجم الانفلات الذي يعيشه السوريون في مرحلة ما بعد الأسد.

ضحايا في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

أشار التقرير إلى أن سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر 2024 لم يؤدِ إلى توقف أعمال القتل والانتهاكات بحق المدنيين. فالميليشيات المرتبطة بالنظام السابق لا تزال تنشط في بعض المناطق، إلى جانب استمرار سقوط ضحايا بسبب الألغام والذخائر غير المنفجرة، أو نتيجة إصابات قديمة لم يتمكن المصابون من النجاة منها.

وسجلت الشبكة مقتل 50 مدنيًا، بينهم طفلان وسيدتان، على يد قوات الحكومة الانتقالية، إلى جانب 8 مدنيين بينهم 5 أطفال وسيدة على يد عناصر تابعة للنظام السابق، رغم انهياره.

تنوّع الجهات وتعدد الجرائم

أوضح التقرير أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قتلت 40 مدنيًا، من بينهم 11 طفلاً و9 سيدات، بينما سجل الجيش الوطني السوري مقتل 5 مدنيين، بينهم طفلان وسيدة. كما تحمّلت القوى المسلحة المشاركة في عملية “آذار” في الساحل مسؤولية مقتل 1217 شخصًا، بينهم 51 طفلاً و63 سيدة.

وأشار التقرير إلى أن المجموعات المسلحة غير الرسمية الموالية للنظام تسببت في مقتل 445 مدنيًا، بينما وثقت الشبكة مقتل طفل على يد التحالف الدولي، و27 مدنيًا بينهم سيدة على يد القوات الإسرائيلية، وخمسة مدنيين آخرين قُتلوا على يد ميليشيا “حزب الله” اللبناني. أما العدد الأكبر من الضحايا، والبالغ 1020 مدنيًا، فسقطوا على يد جهات لم تُحدد هويتهم.

اللاذقية وطرطوس في الصدارة

سجل التقرير أن محافظة اللاذقية كانت الأكثر تضررًا من حيث عدد الضحايا، إذ بلغت نسبة الضحايا فيها نحو 22% من إجمالي عدد القتلى، تلتها محافظة طرطوس بنسبة 13%، وأوضح أن معظم الضحايا في المحافظتين قضوا خلال العمليات العسكرية في الساحل التي جرت في شهر آذار.

ورغم الحديث عن مرحلة انتقالية، لا يزال التعذيب يمارس داخل مراكز الاحتجاز. فقد وثق التقرير مقتل 17 شخصًا تحت التعذيب خلال النصف الأول من العام، من بينهم شخص واحد على يد بقايا قوات النظام، و10 على يد الحكومة الانتقالية، و5 على يد “قسد”، إضافة إلى شخص واحد توفي تحت التعذيب على يد الجيش الوطني.

73 مجزرة و50 اعتداء على مراكز مدنية

سجلت الشبكة وقوع 73 مجزرة في مختلف أنحاء سوريا خلال النصف الأول من العام، ارتكبتها أطراف النزاع المختلفة. كما تم توثيق ما لا يقل عن 50 اعتداءً على منشآت حيوية مدنية، كانت محافظة حلب الأكثر تضررًا منها بتسجيل 18 حادثة، تلتها محافظة اللاذقية بثماني حوادث.

وشملت الاعتداءات ثلاثة هجمات على منشآت تعليمية، وثمانية على منشآت طبية، إضافة إلى سبعة استهدفت أماكن عبادة.

 استمرار العنف رغم سقوط نظام الأسد

في شهر يونيو وحده، وثقت الشبكة مقتل 140 مدنيًا، بينهم 10 أطفال و15 سيدة، على يد أطراف مختلفة. وأشارت إلى أن قوات الحكومة الانتقالية قتلت سبعة مدنيين، بينهم سيدتان، فيما قتلت “قسد” مدنيًا واحدًا، وسجل مقتل مدنيين اثنين على يد القوات الإسرائيلية. أما العدد الأكبر، والبالغ 130 قتيلاً، فسقطوا على يد جهات لم تُعرف هويتها.

وسُجلت أيضًا حالتا مجزرة، إحداهما ناجمة عن تفجيرات، والثانية برصاص لم تُحدد الجهة التي أطلقته. كما سُجلت خمس حوادث اعتداء على منشآت مدنية، منها مدرسة ومكانا عبادة، تركزت في دمشق، حمص، اللاذقية، القنيطرة، والسويداء.

وأشار التقرير إلى أن شهر حزيران شهد العثور على جثامين 22 مدنيًا في مواقع يُعتقد أنها كانت تُستخدم كمقابر جماعية أو كمواقع لإخفاء الجثث، مثل آبار المياه أو الأبنية المهجورة. وتُرجّح المعطيات الأولية أن هذه الجرائم ارتكبت في فترات سابقة، تعود إلى ما قبل سقوط النظام السابق.

اقرأ أيضًا: قمة سعودية إماراتية.. ماذا دار بين محمد بن سلمان وطحنون بن زايد في جدة؟

زر الذهاب إلى الأعلى