سياسة القتال الإسرائيلية.. نير بركات يحذر من يهددون أمنهم: إما غزة أو دبي

القاهرة (خاص عن مصر)- اتخذت سياسة القتال الإسرائيلية موقفا متشددا في أعقاب الحرب التي استمرت 15 شهرا مع حماس والتي بدأت بهجوم 7 أكتوبر، وقد عبر وزير الاقتصاد نير بركات مؤخرا عن موقف إسرائيل الثابت، مؤكدا أن الدولة اليهودية لن تتردد في الرد بحزم على أي تهديد.
تعكس تعليقاته تحولا في الاستراتيجية التي تعطي الأولوية للأمن، مما يشير إلى أن تصرفات إسرائيل المستقبلية سوف تعتمد على موقف الفلسطينيين.
سياسة القتال الإسرائيلية
“لم يعد هناك لون رمادي”، أعلن بركات في مقابلة مع تليفزيون بلومبرج، موضحا أن سياسة القتال الإسرائيلية الآن عبارة عن ثنائية بسيطة – “كن جيدا حقا مع الأخيار وكن سيئا مع الأشرار”، ويؤكد هذا النهج على عقلية متشددة، تركز على التمييز الواضح بين الحلفاء والخصوم.
أكد بركات أن الخطوات الإسرائيلية التالية ستعتمد على تصرفات ومواقف الفلسطينيين، وحذر من أنهم إذا هددوا الدولة اليهودية، فإنهم “سيصبحون مثل غزة”، في إشارة إلى الدمار والأزمة الإنسانية التي أعقبت الحرب.
مع ذلك، اقترح أن الفلسطينيين الراغبين في السعي إلى التعايش السلمي، مثل أولئك الذين ينضمون إلى اتفاقيات إبراهيم، سيكون لديهم الفرصة للاستمتاع بمستقبل يشبه دبي – مزدهر وسلمي.
اقرأ أيضا.. الدولار الأمريكي يهبط لأدنى مستوياته في ثلاثة أشهر
الوضع في غزة: الجمود والتوترات
تأتي تصريحات بركات في أعقاب التصعيد الأخير في غزة، حيث أوقفت إسرائيل جميع المساعدات الإنسانية والواردات بعد انتهاء هدنة استمرت ستة أسابيع مع حماس.
على الرغم من أن بركات لم يعلق بشكل مباشر على ما إذا كانت إسرائيل ستستأنف العمل العسكري، إلا أنه أكد على دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثابت لموقف إسرائيل العدواني، وخاصة في تأمين عودة الرهائن الإسرائيليين وإنهاء العنف في غزة.
لقد دعا ترامب باستمرار إلى اتخاذ إجراءات جريئة من جانب إسرائيل، وشجعها على “القيام بما يلزم لكسب الحرب”. ويتماشى هذا الموقف مع نهج إسرائيل، الذي يؤكد بركات أنه يسترشد بالمصالح الأمنية قبل كل شيء.
لا تزال التوترات بشأن غزة دون حل، حيث يجتمع الزعماء العرب الآن لمناقشة إعادة بناء القطاع الممزق بالحرب وتقديم مقترحات مضادة لاقتراح ترامب المثير للجدل بأن تستوعب مصر والأردن غالبية سكان غزة النازحين.
رؤية بركات للدولة الفلسطينية
في حين لم يقدم بركات بديلاً ملموسًا لحكم حماس في غزة، فقد عبر عن رؤيته الشخصية لمستقبل الحكم الفلسطيني. اقترح اقتراحه، الذي يختلف عن الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية، نموذجًا يتماشى بشكل أوثق مع اتحاد الدول، على غرار الإمارات العربية المتحدة، حيث يقوم الحكم على الحكم القبلي.
افترض أن دولًا مثل المملكة العربية السعودية وإندونيسيا ستدعم مثل هذا النموذج كحل قابل للتطبيق للقضية الفلسطينية، بعيدًا عن فكرة الدولة الفلسطينية ذات السيادة التي طال انتظارها.
لكن هذه الرؤية تظل رأيا شخصيا ولا تمثل الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية. وهي تضيف طبقة أخرى إلى المناقشة حول كيفية تعامل إسرائيل مع حوكمة الأراضي الفلسطينية، وخاصة في ضوء الديناميكيات السياسية المعقدة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وحماس.
توسيع النفوذ الإقليمي لإسرائيل
امتدت مناقشة بركات إلى ما هو أبعد من غزة، حيث تناولت الاستراتيجية الإقليمية الأوسع لإسرائيل. وسلط الضوء على جهود إسرائيل للعمل مع الولايات المتحدة لاحتواء طموحات إيران النووية والحد من دعم قطر المزعوم للإرهاب في جميع أنحاء العالم.
مع استمرار تصاعد التوترات مع إيران، اتخذت إسرائيل موقفا استباقيا، فاحتلت مواقع حدودية استراتيجية في لبنان وسوريا لمنع حزب الله المدعوم من إيران من اكتساب موطئ قدم آخر بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وفي سوريا، ورد أن إسرائيل سيطرت على مواقع رئيسية، بما في ذلك المناطق القريبة من الحدود الجنوبية، مع إصرارها على أن تظل المنطقة الجنوبية من سوريا منزوعة السلاح.
أكد بركات أن إدارة ترامب كانت داعمة للمخاوف الأمنية الإسرائيلية، وسأل إسرائيل على وجه التحديد كيف يمكنها ضمان بقاء لبنان “خاليا من الإرهاب” وإبقاء القوات السورية على مسافة.
الدبلوماسية الاقتصادية والمشاركة الأوروبية
في حين تهيمن المخاوف الأمنية على الكثير من خطاب إسرائيل، يركز بركات أيضًا على التوسع الاقتصادي. وهو موجود حاليًا في بروكسل، حيث عقد اجتماعات مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك كبير مسؤولي التجارة ماروس سيفكوفيتش.
وصف بركات الاجتماعات بأنها مثمرة، وكان هدفها واضحًا زيادة الصادرات الإسرائيلية إلى أوروبا، وإظهار التوازن بين الدفاع العسكري والنمو الاقتصادي بينما تسعى إسرائيل إلى ترسيخ مكانتها على الساحة العالمية.