سُلّم دون مراسم أو رسائل.. من هو الأسير الإسرائيلي هشام السيد ؟

في خطوة غير معتادة أطلقت حركة حماس السبت سراح هشام السيد المواطن العربي الإسرائيلي المحتجز لديها منذ نحو عشر سنوات وذلك دون أي مراسم علنية بخلاف ما جرت عليه العادة في عمليات الإفراج عن الأسرى.

وجاء إطلاق سراحه ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تضمن الإفراج عن ستة رهائن إسرائيليين آخرين

من هو هشام السيد ؟

دخل هشام السيد البالغ من العمر ستة وثلاثين عاما قطاع غزة في أبريل الفين وخمسة عشر من تلقاء نفسه ليتم احتجازه منذ ذلك الوقت .

وكان السيد (36 سنة)، وهو من أصول بدوية، قد ظهر في تسجيل مصور بثته القسام يوم 28 يونيو 2022، أعلنت خلاله عن “تدهور طرأ على صحة أحد أسرى العدو”، قبل أن تنشر لأول مرة مشاهد توثق حالته الصحية.

وتنحدر عائلة هشام السيد من قرية السيد غير المعترف بها في منطقة النقب المحتلة، حيث نشأ وترعرع في بيئة تهمّشت لعقود بفعل السياسات الإسرائيلية تجاه البدو في الداخل المحتل.

10 سنوات اعتقالا وسط تجاهل إسرائيلي لقضيته

وقع في الأسر بتاريخ 20 أبريل 2015 بعد تسلله إلى قطاع غزة عبر ثغرة في السياج الأمني الفاصل.

وفي حين زعمت عائلته -في تصريحات إعلامية- أنه يعاني أمراضا نفسية وأن وضعه الصحي كان متدهورًا قبل وقوعه في الأسر، نفت ارتباطه بأي خدمة عسكرية إسرائيلية.

غير أن تقارير إسرائيلية أكدت أنه التحق بالخدمة العسكرية يوم 18 أغسطس 2008، لكنه سرّح منها بعد أقل من 3 أشهر بدعوى “عدم ملاءمته لأسباب صحية ونفسية”.

ورغم مرور 10 سنوات على أسره، لم تكن قضية هشام السيد على أجندة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إذ لم تمارس أي ضغوط جادة لاستعادته، خلافا لما حدث مع الجندي جلعاد شاليط الذي أُفرج عنه ضمن صفقة تبادل تاريخية عام 2011 شملت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

والد هشام السيد يكشف طبيعة حالته الصحية

والده شعبان السيد أكد أن ابنه كان يعاني من نوبات هروب متكررة حيث دخل الضفة الغربية والأردن عدة مرات وتعرض للاحتجاز من قبل السلطات هناك أكثر من مرة.

وأضاف أن هشاما حاول بناء حياة مستقرة لكنه كان دائم الترحال بسبب وضعه النفسي مشيرا إلى أن زواجه انتهى بالطلاق بعد أسبوع واحد فقط

سر  تسليم هشام السيد بلا مراسم

إطلاق سراح السيد دون احتفاء أو تصوير إعلامي كما حدث مع رهائن آخرين أثار تساؤلات حول دوافع حماس وراء ذلك ، ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر في القسام، عدم إقامة مراسم رسمية لتسليم السيد جاء احتراما لمشاعر الفلسطينيين في الداخل المحتل، الذين يعتبرون تجنيد أبنائهم في جيش الاحتلال ظاهرة مرفوضة.

نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق

يأتي الإفراج عن السيد ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تضمن إطلاق سراح آخر دفعة من الرهائن الأحياء الذين كانت تحتجزهم حماس، مقابل دفعة من السجناء الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ويسعي الوسطاء في مصر وقطر للعمل على بدء المرحلة الثانية من الاتفاق والحفاظ على صمود هدنة وقف إطلاق النار في غزة .

اقرأ أيضًا: توطين صناعة أدوية الأورام.. مباحثات مع ساندوز لتوسيع استثماراتها في مصر