شـعيـب وكـرامـاتـه في العصر المملوكي

في عهد عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون حصل حدث بيتكرر كتير في عصرنا الحالي وفي كل العصور وهو أن كان في ناحية “اللوق” باب اللوق حالياً. كوم يعرف بـ “كوم الزل” بيأوىٰ ليه أهل الفسق من العامة، فأخذ بعضهم منه جزء ليقيم فيه بيت لنفسه.

وبدأ ينقل التراب منه وأثناء الحفر ظهر ليه إناء فخار فيه مكاتيب دار كانت في البقعة وبتدل أنه كان فيه مسجد وشاف أثر البُنيان.أشاع بعض العامة وكان اسمه “شعيب” أنه رأىٰ في نومه أن البنيان ده علىٰ قبر بعض الصحابة رضي الله عنهم.

وأن من كراماته أنه بيرد بصر الأعمىٰ ويقيم المقعد، وعمل شويه حركات بهلوانيه وأظهر اختلال عقله اجتمعت عليه الغوغاء من الناس وصاحوا وبدأوا في حفر الأرض ونزلوا فيها بعض الأمتار و وجدوا مسجد وفيه محراب!

فرحوا فرح شديد وباتوا في ذكر وتسبيح، ولما أصبحوا شالوا كوم التراب بأكمله وعددهم حوالي ألف إنسان وساعدهم النساء وبدأ يُقدم عليهم الناس من كل مكان.وحفر “شعيب” حفرة كبيرة وزعم أنها موضع الصحابي، فخرج ليه أهل القاهرة ومصر أفواجا وركب للمكان نساء الأمراء والأعيان.!

بدأ يأخذهم شعيب وينزلهم الحفرة للزيارة ويدفعوا الدنانير والدراهم ليه وأشاع أنه أقام الزمنى وعافىٰ المرضىٰ، ورد أبصار العميان في الحفرة، وبدأ يأخذ جماعة ويظهروا أنهم من أصحاب العاهات ينزلهم الحفرة ويطلعوا وهم بيسبحوا وزعموا أنهم زال ما كان بهم!

افتتن الناس بالحفرة ونزلت أم السلطان لزيارتها ولم يتبق امرأة مشهورة إلا ونزلت وأصبح المكان مجتمع عظيم للناس يشعلوا كل ليلة حوالي مائتي قنديل وبعض الشموع!

قام القضاه علىٰ الأمر مع الأمير أرغون العلائي والأمير الحاج آل ملك النائب وقبحوا الأمر وخوفوهم عاقبته. ورُسم لوالي القاهرة أن يتوجه لمكان الحفرة ويكشف أمرها، فإن كان فيها مقبور يُحمل إلي مقابر المسلمين.

لما أقدم الوالي علىٰ الأمر ثارت به العامة وأرادوا رجمه وصاحوا عليه بالإنكار الشنيع فا رماهم الجند بالنشاب فتفرقوا.وهرب شعيب ورفيقه “العجوي” وما زال الحفارون في المكان إلي أن وصلوا لـ “سراب حمام” ومالقوش قبر ولا مقبور فردموا المكان بالتراب، وانحلت عزائم الناس عنه بعد ما فُتنوا به وجمع شعيب ورفيقه الكثير من المال والثياب.

زر الذهاب إلى الأعلى