صراع الخميني وخامنئي.. من ينتصر في معركة المرشد القادم لـ إيران؟

تحدَّثت تقارير صحفية عن خلافات مازالت قائمة حول هوية المرشد المحتَمل لإيران حال خلو المنصب الذي يشغله حاليًا علي خامنئي، سواء بالوفاة أو الاغتيال في ظل تهديدات إسرائيلية لخامنئي.

بينما تشتد الضغوط الأمنية على إيران إثر تصاعد الهجمات الإسرائيلية والغارات الأمريكية التي استهدفت منشآت حساسة، دخلت الجمهورية الإسلامية مرحلة دقيقة من تاريخها السياسي، مع اقتراب لحظة الحسم في ملف خلافة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا.

وبحسب وسائل إعلام كشفت مصادر إيرانية مُطَّلعة أن لجنة خاصة مكونة من ثلاثة رجال دين، تم تكليفهم سرًا قبل عامين بملف الخلافة، كثّفت اجتماعاتها خلال الأسابيع الأخيرة في ظل تنامي المخاوف من استهداف خامنئي أو وفاته المفاجئة.

وأكدت تلك المصادر أن المرشد الأعلى نفسه يُطلع على تطورات النقاشات رغم تواجده في موقع سري تحت حماية مشددة من قوات “ولي الأمر” التابعة للحرس الثوري. ويبدو أن المؤسسة الحاكمة تسعى لحسم هوية الزعيم المقبل مبكرًا لتجنب حالة فراغ سياسي قد تهدد استقرار النظام.

السباق على منصب المرشد بين نجل الزعيم وحفيد المؤسس

انحصرت الترشيحات الجدية – حتى اللحظة – بين اسمين بارزين: مجتبى خامنئي، نجل الزعيم الحالي، وحسن الخميني، حفيد آية الله روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية.

يمثل مجتبى امتدادًا لنهج والده المحافظ والمتشدد، وتدعمه قيادات داخل الحرس الثوري، إلا أنه لا يشغل أي منصب رسمي ولا يحمل سوى رتبة “حجة الإسلام”، ما يثير تساؤلات حول مدى شرعيته الدينية.

في المقابل، يحظى حسن الخميني، المرتبط بالتيار الإصلاحي، بقبول شعبي أكبر، كما يُنظر إليه كخيار توافقي يُمكن أن يُهدئ الداخل ويُعيد ترميم علاقات إيران المتدهورة بالخارج.

خامنئي يرفض التوريث في منصب المرشد

رغم النفوذ الذي يتمتع به نجله، فإن خامنئي عبّر مرارًا عن رفضه لفكرة الخلافة الأسرية، معتبرًا أن ذلك يتناقض مع مبادئ الثورة الإسلامية التي أطاحت بحكم الشاه عام 1979. إلا أن مجتبى واصل بناء نفوذه خلف الكواليس، مدعومًا بتحالفات وثيقة مع الحرس الثوري، الذي قد يفرض كلمته في اللحظة الحاسمة.

ويخشى مراقبون من أن تتحول مسألة اختيار المرشد إلى صراع داخلي بين جناحين متناقضين، خاصة في ظل تراجع دور المؤسسات الرسمية مثل مجلس الخبراء، الذي يفترض أن يكون الجهة الوحيدة المخولة بتعيين الزعيم الأعلى.

أزمة الشرعية والقبول الشعبي

يُنظر إلى حسن الخميني كوجه معتدل يحظى بقبول محلي ودولي نسبي، لا سيما في ظل تصاعد الغضب الشعبي بسبب الأزمات الاقتصادية والضغوط الاجتماعية. لكنّ تاريخه الإصلاحي وعلاقاته السابقة بالرئيسين خاتمي وروحاني تثير حفيظة الجناح المتشدد، الذي يعتبره تهديدًا للنظام القائم.

في المقابل، لا يزال مجتبى يفتقر إلى الشعبية، وهو وجه مألوف في شعارات المحتجين خلال مظاهرات 2009 و2022. كما يعتبره البعض مهندس دعم التيار المتشدد، خاصة في دعم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، وتوجيه عمليات قمع المعارضة.

مخاوف من الفراغ

حتى الآن، لم يُعلن خامنئي عن خليفته المحتمل، ولم تتخذ اللجنة الثلاثية قرارًا نهائيًا. وبينما يرى البعض أن الخيار قد يكون بين استمرار القبضة الأمنية أو التوجه نحو انفتاح محسوب، يبقى القلق الأكبر في طهران من فوضى محتملة في حال غياب المرشد دون توافق على بديله.

ويُجمع متابعون للشأن الإيراني على أن المعركة على منصب المرشد لم تُحسم بعد، وأن الساعات المقبلة قد تحدد ملامح مرحلة جديدة في تاريخ إيران السياسي، وسط تحديات غير مسبوقة تهدد بقاء النظام على صورته الحالية.

اقرأ أيضًا: بعد هجوم قاعدة العديد.. كيف تتهيأ دول الخليج لمواجهة الضربة المحتملة من إيران؟

زر الذهاب إلى الأعلى