صراع روسي أمريكي للسيطرة على حرب أوكرانيا قبل عودة ترامب إلى البيت الأبيض
في غضون أيام قليلة، اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وروسيا خطوات منفصلة ولكنها مهمة تهدف إلى التأثير على نتائج الحرب في أوكرانيا وتعكس الصراع الروسي الأمريكي للسيطرة على زمام الأمور، قبل شهرين من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
هناك شعور بأن موسكو تحاول تعظيم مكاسبها، بينما يبدو أن بايدن يتراجع عن خطوطه الحمراء التي طالما تمسك بها، وذلك قبل أن يسعى ترامب لتحقيق وعده بإنهاء الحرب في 24 ساعة.
ورأت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أن أوكرانيا تصرفت بالفعل بناءً على قرار بايدن بالسماح لكييف بإطلاق أول صواريخ أتاكمز بعيدة المدى إلى عمق الأراضي الروسية. وبينما تكافح كييف للاحتفاظ بأراضيها في الشرق، وعد بايدن أيضًا بإرسال ألغام مضادة للأفراد. حيث يبدو أن الأمر الذي دفع بايدن لتغيير موقفه هو وصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى الخطوط الأمامية، وهو ما تعتبره الولايات المتحدة “تصعيدًا هائلًا”.
ومن جانبه، زاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تصعيد التوترات عبر تخفيف شروط استخدام الأسلحة النووية الروسية، وهو ما “يُزيل فعليًا” إمكانية الهزيمة على أرض المعركة، حيث يرى المحللون أن بوتين قد يرى الوضع الحالي كـ “لحظة انتقالية” تمنحه شعورًا بأنه يمتلك اليد العليا في أوكرانيا.
في بداية هذا الأسبوع، شنت روسيا أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ ثلاثة أشهر تقريبًا. ومع المخاوف من تجديد الهجمات أمس الأربعاء، أغلقت العديد من السفارات الغربية أبوابها، وذلك في وقت يرى الخبراء أن روسيا كانت تخزن مئات من صواريخ إسكندر وكينزال لأسابيع، استعدادًا لتنفيذ ضربات بهدف إرسال رسالة نفسية قبل انتقال السلطة في واشنطن.
اقرأ أيضا: إغلاق السفارة الأمريكية في أوكرانيا وتحذير من هجوم روسي كبير.. التفاصيل
1000 يوم حرب
والثلاثاء الماضي، احتفلت أوكرانيا بمرور 1000 يوم على الهجوم الروسي الكامل، بينما واصلت القوات الروسية شن هجمات متواصلة في محاولة للاستيلاء على مراكز رئيسية في شرق أوكرانيا.
ويبدو أن المزاج في روسيا يشير إلى أنه مجرد مسألة وقت قبل أن تصبح أوكرانيا في أيديها، لكن من يناير المقبل، سيكون على بوتين أن يأخذ في اعتباره عوامل أخرى، حيث سيتعين عليه التعامل مع حقيقة أن ترامب أصبح الآن مسؤولًا عن الوضع. وإذا تصاعدت الأزمة، فقد يزيد ذلك من صعوبة التوصل إلى اتفاق. سيكون عليه أن يكون أكثر مرونة وأكثر انفتاحًا على الخيارات المختلفة.
رد فعل ترامب
وعلى الرغم من أن ترامب لم يقل شيئًا حتى الآن بشأن قرار إدارة بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام أسلحة طويلة المدى ضد روسيا، إلا أن مستشاره للأمن القومي، مايك والتز، تحدث عن خطوة أخرى على سلم التصعيد ولا أحد يعلم إلى أين سيؤدي هذا. ولم يذهب إلى حد بعض أعضاء فريق ترامب، حيث اشتكى دونالد ترامب الابن من أن بايدن يحاول “إشعال الحرب العالمية الثالثة” قبل أن يعود والده إلى البيت الأبيض.
تعديل العقيدة النووية
وتحت عقيدتها النووية المعدلة، ستتمكن موسكو الآن من استخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير النووية المدعومة من قوى نووية، وكذلك في حال تعرضها لهجوم جوي “هائل”.حيث أن التغيير ليس دليلًا عمليًا لاستخدام الأسلحة النووية بقدر ما هو إعلان للأعداء المحتملين، يحدد السيناريوهات التي يمكن أن يتم النظر فيها لاستخدام مثل هذه التدابير.
تسريب من الكرملين
وبدأ المقربون من الكرملين في تسريب معلومات عن مطالبهم الدنيا من أي مبادرة من ترامب لإنهاء الحرب، وبدأ فولوديمير زيلينسكي في توضيح موقفه أيضًا. وسُئل في مقابلة مع قناة أمريكية عن مصير أوكرانيا إذا قلصت واشنطن مساعداتها العسكرية، وكان رده واضحًا: “إذا قلصوا، أعتقد أننا سنخسر. بالطبع، سنبقى ونقاتل، لدينا إنتاج، لكنه غير كافٍ لتحقيق النصر”.
ومن ناحية أخرى، يصر بوتين على أن أوكرانيا يجب أن تظل محايدة إذا كانت هناك أي علاقات مستقبلية، على الرغم من أنه أصبح جزءًا من دستور أوكرانيا الانضمام إلى كل من الناتو والاتحاد الأوروبي.
فيما نقلت رويترز عن مسؤولين روس قولهم إن بوتين قد يكون مستعدًا للانسحاب من بعض الأراضي الصغيرة نسبيًا ولكن لا شيء أكبر، فيما قدم زيلينسكي خطة “المرونة” المكونة من 10 نقاط إلى البرلمان، وبرزت إحدى الرسائل التحديّة أكثر من غيرها في “الفيخوفنا رادا”.
وبالنسبة للأوكرانيين، قد يستغرق هذا الانتظار سنوات، حسب ما يقول ميخايلو ساموس، لكنهم لن يوافقوا أبدًا على التخلي عن القرم أو أي أراض أخرى تحت الاحتلال الروسي. وأكثر ما قد يكون زيلينسكي مستعدًا للتوقيع عليه هو وقف إطلاق النار بدون التزامات، حسبما يعتقد. أي شيء آخر سيؤدي إلى صراع داخلي حيث سيراه الكثيرون خيانة.