صناعة السياحة في مصر تكافح تداعيات صراع الشرق الأوسط
مصر تكافح تداعيات اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس
لا تزال صناعة السياحة في مصر تكافح تداعيات اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر 2023، وعلى الرغم من الارتفاع المتواضع في أعداد الوافدين من السياح الدوليين، فإن عدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط أبقى جزءًا كبيرًا من السوق الأمريكية ذات القيمة العالية تحت السيطرة، وفقا لتقرير موقع سكيفت.
أداء السياحة في مصر بالأرقام
وفقا خاص عن مصر، شهدت مصر، وهي لاعب رئيسي في مشهد السياحة في الشرق الأوسط، نتائج متباينة في النصف الأول من عام 2024. ففي حين بلغ عدد الوافدين الدوليين 8 ملايين في الأشهر السبعة الأولى، وهي زيادة مقارنة بالعام الماضي، أظهرت الأسواق الرئيسية – وخاصة السوق الأمريكية – ترددًا في العودة. وبحسب صحيفة مصر اليوم، ظلت سعة مقاعد الخطوط الجوية لشهر أكتوبر 2024 مستقرة عند 2.5 مليون، لكن إشغال الفنادق انخفض إلى 61.1٪، بانخفاض 3.9٪ مقارنة بالعام السابق. وهذا يدل على التعافي الذي لا يزال بطيئًا وغير متساوٍ عبر المناطق والتركيبة السكانية.
أقر أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، بالتأثير السلبي للصراع بين إسرائيل وحماس على السياحة، وخاصة من السوق الأمريكية. وينعكس هذا الانخفاض في عدد السياح الأمريكيين، الذي انخفض بنسبة 7.8٪ عن العام الماضي، حيث زار 64 ألف مواطن أمريكي فقط مصر بين يناير وأغسطس 2024.
أٌقرا أيضا.. مصر تحتل المرتبة الأقوى عسكريًا في الشرق الوسط رغم انفاق إسرائيل
السائحون الأمريكيون يبتعدون
لطالما اجتذبت جاذبية مصر التاريخية والثقافية المسافرين من جميع أنحاء العالم، وخاصة من أمريكا الشمالية. ومع ذلك، فإن التأثيرات المتتالية للصراع في الشرق الأوسط ردعت العديد من الأمريكيين عن حجز رحلات إلى المنطقة. كما أكد باسم صالح، المؤسس المشارك لشركة Great Wonders of Egypt Travel، أن “الأرقام لا تزال منخفضة”، ولا تظهر الحجوزات الأمريكية أي علامات على التحسن.
أفادت شركة Intrepid Travel، وهي شركة سياحة عالمية، بانخفاض بنسبة 30.9٪ في حجوزات العملاء لمصر. وأكد رئيس الشركة لمنطقة الأمريكتين، مات بيرنا، أن مصر تكافح من أجل التعافي، حيث أظهرت السوق الأمريكية أكبر انخفاض في الاهتمام. كانت مصر ذات يوم مفضلة لدى السياح الأمريكيين، وخاصة لشركات مثل Kensington Tours، لكنها لا تزال بعيدة عن التعافي الكامل، كما قال كيلي تورينز، نائب رئيس المنتجات في Kensington.
رؤى الخبراء: الطريق الطويل للتعافي
يؤكد خبراء السفر أن الصراع المستمر وتغطيته الإعلامية لعبوا دورًا كبيرًا في تشكيل تصورات السياح للسلامة. وأوضح تورينز: “لقد جعلت التصعيدات المتكررة والاستقطاب حول الصراع والتغطية الإخبارية المستمرة من الصعب بيع مصر”. ولم يخفف بدء موسم الذروة السياحي من المخاوف، ويختار المسافرون وجهات لا تظهر في الأخبار لأسباب تتعلق بالصراع.
وقد أدى قرب مصر من إسرائيل، إلى جانب الروابط الثقافية والتاريخية، إلى تضخيم المخاوف بين السياح المحتملين. وقد أوقفت خطوط الرحلات البحرية، مثل نورويجيان كروز لاين وكرنفال، رحلاتها في البحر الأحمر حتى عام 2025، مع إعطاء الأولوية لسلامة ركابها وأطقمها. ويؤدي غياب سياحة الرحلات البحرية إلى تفاقم التحديات التي تواجهها مصر في استعادة مكانتها كوجهة رئيسية للسياح الدوليين.
صراعات الأردن بالمقارنة
في حين شهدت مصر بعض النمو في السياحة على الرغم من التحديات، تضررت الأردن المجاورة بشكل أكبر. فقد انخفضت السياحة في الأردن، التي تشترك في حدود طويلة مع إسرائيل، بنسبة 7٪ في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024. وخفضت شركات الطيران سعتها المقعدية إلى المملكة، وانخفضت نسبة إشغال الفنادق بشكل كبير، بنسبة 15.8٪ مقارنة بالعام الماضي.
كما أشار مروان إدريس، الرئيس التنفيذي لشركة أدونيس للسفر والسياحة، “كان عام 2024 عامًا صعبًا على الأردن”. وأفادت شركة إنتريبيد ترافيل بانخفاض مذهل بنسبة 45.5٪ في اهتمام العملاء، في حين أشارت شركة وي رود، وهي شركة سياحة شهيرة أخرى، إلى انخفاض بنسبة 80٪ في الطلب على الأردن مقارنة بمستويات ما قبل الحرب. أجبر انخفاض السياحة العديد من المسافرين على البحث عن بدائل، حيث شهدت وجهات مثل المغرب زيادة في الطلب على حساب الأردن.
التطلع إلى المستقبل: تحدٍ إقليمي
لم يؤثر الصراع المطول على مصر والأردن فحسب، بل وأيضًا على منطقة الشرق الأوسط الأوسع. وبينما تواصل مصر الدفع نحو التعافي، فإن قربها من منطقة الصراع والمخاوف الأمنية المستمرة تظل عقبات كبيرة. ومع اقتراب موسم الذروة، تظل التوقعات غير مؤكدة.