ضربات إسرائيل وإيران تثير ذعر العالم.. وخريطة مرعبة تنذر بكارثة نووية تهدد 250 مليون أمريكي

وسط اشتعال التوترات الإقليمية والدولية ومع تزايد مخاوف اندلاع حرب عالمية ثالثة، خاصة بعد تصاعد الهجمات بين إسرائيل وإيران، يحذر محللون من مخاطر الانزلاق إلى صراع نووي واسع قد يدمر الملايين ويهدد السلام العالمي.
إسرائيل تضرب إيران: خطوة استباقية أم بداية لأزمة كبرى؟
ففي تصعيد غير مسبوق، شنت إسرائيل هجوما جويا مكثفا على أكثر من 100 هدف داخل إيران، شملت منشآت نووية ومصانع لإنتاج الصواريخ.
ووصف المسؤولون الإسرائيليون الضربات بأنها “إجراء وقائي ضروري” للحيلولة دون تمكن طهران من تطوير سلاح نووي، ما قد يُخل بالتوازن الأمني في المنطقة.
وقد نفت الولايات المتحدة تورطها المباشر في الهجوم، إلا أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ألقى باللوم على إيران، مدعيا أن “تعنتها في المحادثات النووية جر عليها هذا المصير”.
وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من كبار الضباط الإيرانيين، ما أشعل موجة غضب إقليمي ودولي، وأثار تحذيرات من ردود فعل محتملة قد تتجاوز نطاق المواجهة المحدودة.
روسيا والصين على الخط: مواجهة نووية محتملة تلوح في الأفق
ولم تأت المخاوف من التصعيد من فراغ، حيث أن إيران لا تمتلك سلاحا نوويا بعد، لكن حليفتيها الرئيسيتين، روسيا والصين، تمتلكان مجتمعتين أكثر من 6,000 رأس نووي.
وتمثل روسيا، التي سارعت إلى إدانة الضربة ووصفتها بأنها “غير مبررة” و”انتهاك لميثاق الأمم المتحدة”، عاملا رئيسيا في معادلة الردع النووي، ما يرفع من احتمالات توسع رقعة النزاع.
الخريطة تُرعب أمريكا: 250 مليون ضحية محتملة حال اندلاع حرب نووية
وسط هذا التصعيد، عادت إلى الواجهة خريطة تداعيات نووية كانت قد أعدتها شركة Halcyon Maps عام 2015، اعتمادا على بيانات الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA).
وتُظهر الخريطة سيناريو مرعبا في حال وقوع هجوم نووي واسع النطاق الدمار المحتمل وانتشار المواد الإشعاعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
ووفقا للمحاكاة، قد يُقتل ما يقرب من 250 مليون أمريكي – أي حوالي 75% من السكان – في ضربة نووية منسقة تستهدف مراكز حضرية وعسكرية رئيسية.
تشمل النقاط الساخنة الرئيسية التي تم تحديدها لتكون في طليعة الأهداف مدن كبرى مثل نيويورك، واشنطن، لوس أنجلوس، شيكاغو، هيوستن، وفيلادلفيا لما لها من أهمية اقتصادية وعسكرية وسياسية.
وستغمر التداعيات الإشعاعية السواحل الشرقية والغربية، إلى جانب مساحات شاسعة من الغرب الأوسط، مما سيترك الناجين في ملاجئ لأسابيع وسط شتاء نووي.
الأهداف العسكرية والبنية التحتية: الضربة لن تستثني أحدا
وتحدد الخريطة حوالي 150 هدفا محتملا في الولايات المتحدة، من بينها: صوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ICBM في ولايات مونتانا، كولورادو، وايومنغ وداكوتا الشمالية.
كما تشمل أيضا قواعد جوية وبحرية في كاليفورنيا وواشنطن؛ إلى جانب بنية تحتية حيوية كخطوط الكهرباء، مصافي النفط، مراكز الاتصالات والنقل.
وتُظهر ولايتا تكساس وكاليفورنيا وممر نهر المسيسيبي تجمعات كثيفة من الأهداف، مما يشير إلى أهميتها الاستراتيجية وهشاشتها.في مواجهة الضربات النووية.
خبراء يحذرون: لا مكان آمن في حال اندلاع الحرب
أكد جون إيراث، كبير مديري السياسات في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار، على التهديد العالمي الذي تُشكله الحرب النووية.
وعلق إيراث على هذا السيناريو قائلا: “في حين أن من يعيشون بالقرب من المنشآت العسكرية قد يتحمّلون العواقب الأكثر مباشرة، إلا أن الحقيقة الواضحة هي أن أي حرب نووية ستكون مدمرة للجميع. لا يوجد مكان “آمن” من التلوث الإشعاعي أو تأثيراته الطويلة كفساد الغذاء والماء”.
وتعكس تصريحاته حقيقة قاتمة وهي أن حتى المناطق التي نجت من الانفجارات المباشرة، مثل أجزاء من نيفادا وغرب تكساس وميشيجان، ستعاني بشدة من آثار ثانوية مثل الإشعاع وانهيار البنية التحتية.
الإشعاع: خطر صحي لا يقل عن الدمار المادي
وتشير بيانات الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) إلى أن التعرّض للإشعاع قد يؤدي إلى أعراض سريعة وخطيرة مثل الغثيان، الإعياء، التقيؤ، الإسهال، تضرر الجلد، النوبات العصبية، وحتى الغيبوبة والموت. وهذه الأعراض قد تظهر خلال دقائق من التعرض، وتكون قاتلة في حال وصول الجرعة إلى مستويات عالية.
وفي المناطق متوسطة الخطورة مثل جورجيا وميسيسيبي وأركنساس، قد لا تضرب القنابل مباشرة، لكن السحب الإشعاعية ستجعل البقاء في المنازل لأسبوعين أو أكثر أمرا ضروريا.
الواقع السياسي: أميركا على مفترق طرق
وقد أكد الدكتور جون شوسلر، الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة تكساس إيه آند إم، على حساسية الوضع العالمي.
وقال: “الأمريكيون محقون في قلقهم من أن تُجر بلادهم إلى حروب تدعم فيها طرفا ضد آخر… ومع ذلك، فقد تمكنت الولايات المتحدة حتى الآن من تجنب الدخول المباشر في الحروب في كل من أوروبا والشرق الأوسط.”
لكن الضربات الإسرائيلية الأخيرة، وما تبعها من ردود فعل حادة من قوى كبرى، تؤكد أن الوضع قد ينقلب في أي لحظة، وتتحول المناوشات المحدودة والصراع المحلي إلى كارثة عالمية لا تحمد عقباها.
اقرأ أيضا.. موجة جديدة من الصواريخ الإيرانية تهز إسرائيل بضربات مدمرة.. ما تحتاج لمعرفته| صور
العالم على حافة الهاوية
وتؤكد الأحداث المتسارعة أن السلام العالمي بات هشا بشكل غير مسبوق. وتعلن إسرائيل أنها “اضطرت للتحرك”، بينما إيران تهدد بتصعيد الرد، وروسيا والصين تراقبان عن كثب.
وسط هذا التصعيد، تعود خريطة تداعيات FEMA لتُذكرنا بحقيقة مرعبة: في حال اندلاع حرب نووية، لن تكون هناك حدود قادرة على حماية أحد.