طائرات صينية بمطار نيالا.. هل تدعم بكين ميليشيا الدعم السريع في السودان؟

كشفت تقارير صحفية عن تدفق أسلحة متطورة على ميليشيا الدعم السريع ما يهدد بتصاعد النزاع المسلح في السودان ويزيد من المعاناة الإنسانية في الدولة التي تحول الملايين من شعبها لنازحين ولاجئين بجانب عشرات الالاف من القتلي والمصابين.
وذكر مختبر الشؤون الإنسانية بجامعة ييل الأمريكية، السبت، أن مليشيا الدعم السريع السودانية حصلت على طائرات مسيرة صينية متطورة، تتمركز حاليًا في مطار نيالا الدولي بولاية جنوب دارفور، بحسب صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية.
وأوضح تقرير المختبر أن أولى الرحلات الجوية عادت إلى مطار نيالا في 21 سبتمبر 2024، عقب إعادة تشغيله مع تعزيز الإجراءات الأمنية، بما في ذلك نشر أنظمة تشويش إلكتروني متطورة.
وكان الجيش السوداني قد نفذ عدة غارات جوية على المطار خلال الأشهر الماضية، إلا أن تلك الغارات توقفت بعد إسقاط طائرة حربية سودانية قرب المدينة في 24 فبراير 2025.
رصد 6 طائرات مسيرة صينية الصنع في مطار خاضع لـ الدعم السريع
ووفقًا لما أورده التقرير، الذي استند أيضًا إلى معلومات نشرتها صحيفة “سودان تربيون”، أظهرت صور الأقمار الصناعية وجود ست طائرات مسيرة متطورة بمطار نيالا حتى يوم الخميس الماضي، وهو العدد الأكبر الذي يتم تسجيله منذ استيلاء مليشيا الدعم السريع على المطار.
وكانت صور سابقة التُقطت بين ديسمبر 2024 وأبريل 2025 قد أظهرت وجود طائرة واحدة إلى أربع طائرات فقط.
وأكد التقرير أن الطائرات الجديدة تتطابق مع مواصفات الطرازات الصينية الصنع من نوع FH-95 أو CH-95، اللتين تتمتعان بجناحين ثابتين بطول 12 مترًا وطول هيكلي يبلغ 8 أمتار.
مؤشرات على تدفق الأسلحة المتطورة على الدعم السريع
أشار تقرير مختبر الشؤون الإنسانية إلى أن تزايد عدد الطائرات المسيرة يؤكد استمرار تدفق الإمدادات العسكرية إلى مليشيا الدعم السريع.
واعتبر التقرير أن هذا التطور يزيد بشكل مقلق من القدرات القتالية للمليشيا، خاصة مع إمكانية استخدام هذه الطائرات في المراقبة والضربات بعيدة المدى.
كما لفت إلى أن هذه الإمدادات تأتي في وقت تتزايد فيه التقارير الدولية عن ارتكاب المليشيا فظائع جماعية، شملت عمليات حرق ممنهجة، معارك عنيفة، احتجاز قسري للنساء والفتيات، انتهاكات جنسية، ونزوح واسع النطاق، خصوصًا من مخيم زمزم للنازحين.
استخدام طائرات CH-95 في الحرب بالسودان
في تقرير نشرته وكالة “رويترز” يوم 26 فبراير الماضي، استندت إلى تحليل أجرته شركة “Janes” الاستخباراتية، تم التأكيد أن الطائرات الثلاث التي كانت موجودة في مطار نيالا آنذاك تنتمي لطراز CH-95 الصيني، القادر على تنفيذ مهام استطلاع وهجوم بمدى يصل إلى 200 كيلومتر.
تعزيز القوة الجوية لـ الدعم السريع
كما نشر مختبر الشؤون الإنسانية صورًا حديثة التقطت في 21 أبريل الجاري، تظهر وجود أربع طائرات مسيرة تتطابق أبعادها مع الطائرات التي تم رصدها لاحقًا.
وأشار إلى أن دقة صور 24 أبريل لم تكن كافية لتحديد نوع الطائرات بشكل قاطع، لكنها متوافقة مع طرازي FH-95 أو CH-95.
وأكد التقرير أن التحليل اعتمد على تقنيات متقدمة، بينها صور الأقمار الصناعية، الاستشعار عن بعد، وبيانات الأجهزة الحرارية، مما يعزز من مصداقيته العالية لدى الأوساط البحثية والدبلوماسية الدولية.
اقرا أيضا
انفجار بندر عباس .. كارثة جديدة لإيران هل تُشبه مرفأ بيروت؟