طرد عضو كنيست دعم اتهامات جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة

في خطوة مثيرة للجدل أشعلت مناقشات ساخنة، طُرد عوفر كاسيف، عضو الكنيست اليساري، لمدة ستة أشهر بعد دعمه لعريضة تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، وفقا لما نشرته جيورزاليم بوست.

تزعم العريضة، التي قدمتها جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، أن تصرفات إسرائيل في غزة تشكل إبادة جماعية، وهي مسألة تثير قلقًا دوليًا كبيرًا.

الخلفية وسبب الطرد

واجه كاسيف، الذي يمثل القائمة المشتركة حداش وحركة التغيير الديمقراطي، الطرد بعد انتقاداته الصريحة للأعمال العسكرية الإسرائيلية.

جاء الطرد في أعقاب تصريحاته التي اتهم فيها قوات الدفاع الإسرائيلية بارتكاب جرائم حرب. بالإضافة إلى ذلك، أدى توقيع كاسيف على عريضة جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية إلى تأجيج التوترات. ووفقًا لصحيفة جيروزالم بوست، أدى هذا المزيج من الإجراءات إلى إبعاده مؤقتًا من الكنيست.

اقرأ أيضا.. السيسي: ندين القتل الممنهج للفلسطينيين ونتمسك بأمل حل الدولتين

ردود الفعل من جانب القيادة الإسرائيلية

لقد أثار طرد كاسيف ردود فعل حادة من جانب الحلفاء السياسيين والمعارضين على حد سواء. فقد انتقد وزير الأمن الداخلي اليميني المتطرف، إيتامار بن جفير، القرار بشدة، مؤكداً أن تصرفات كاسيف لا تستحق الطرد المؤقت فحسب، بل والإبعاد الدائم من الكنيست.

ذهب بن جفير إلى حد اقتراح “ترحيل كاسيف إلى سوريا”، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الخلاف السياسي بين الفصائل اليسارية واليمينية في إسرائيل.

تداعيات أوسع نطاقاً

إن طرد كاسيف يسلط الضوء على الاستقطاب المستمر داخل السياسة الإسرائيلية فيما يتصل بالصراع في غزة. وإذا ثبتت الاتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة دولية، فقد يكون لها عواقب قانونية وسياسية كبيرة على إسرائيل. ومع ذلك، فإن التحرك لطرد كاسيف يثير أيضاً تساؤلات حول حرية التعبير ومعاملة الأصوات المعارضة داخل الكنيست.

ويزعم المنتقدون أن الطرد يشكل سابقة خطيرة لقمع المعارضة السياسية، وخاصة في سياق صراع متوتر للغاية.

إن قضية عوفر كاسيف وطرده من الكنيست تلقي الضوء على الانقسامات الداخلية داخل إسرائيل فيما يتصل بعملياتها العسكرية في غزة والتداعيات الجيوسياسية الأوسع نطاقاً. وفي حين قد تنظر الحكومة إلى أفعاله باعتبارها خيانة، يزعم آخرون أن موقفه يشكل شكلاً مشروعاً للتعبير السياسي، وخاصة في ضوء الوضع الإنساني الخطير في غزة.

وبينما تواصل إسرائيل التعامل مع علاقاتها مع الجهات الفاعلة المحلية والدولية، فإن طرد كاسيف يمثل لحظة حاسمة في المناقشة الجارية حول كيفية تعامل البلاد مع المعارضة في أوقات الصراع.

Back to top button