عرض شامل من أوروبا لـ إيران.. هل تنجح خطة منع “السيناريو الأسوأ” بالشرق الأوسط؟

قبيل الاجتماع المرتقب في جنيف، اليوم الجمعة، بين وزير خارجية إيران عباس عراقجي ونظرائه من وزراء خارجية دول أوروبا في فرنسا وبريطانيا وألمانيا،
أعلنت باريس أن الترويكا الأوروبية ستتقدم بعرض تفاوضي شامل لطهران، يهدف إلى تجنيب المنطقة “السيناريو الأسوأ”، وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران.
وكشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من على هامش معرض باريس الجوي، أن العرض الأوروبي يركز على ثلاثة ملفات أساسية: البرنامج النووي الإيراني، برنامج الصواريخ الباليستية، وتمويل الفصائل المسلحة في الشرق الأوسط.
وأوضح أن “المفاوضات مع إيران يجب أن تتطرق إلى تمويلها لجماعات تزعزع استقرار المنطقة”، مشدداً على ضرورة “تعزيز صلاحيات التفتيش للوكالة الدولية للطاقة الذرية دون إنذار مسبق”.
أوروبا والمفاوضات مع إيران
بحسب وسائل إعلام، شدد ماكرون على ضرورة “إعطاء الأولوية للعودة إلى المفاوضات الجوهرية حول الملف النووي”، داعياً إسرائيل إلى وقف استهداف “البنى التحتية المدنية” داخل إيران، في إشارة إلى الضربات الإسرائيلية المتواصلة التي طالت منشآت إيرانية في الأيام الأخيرة.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن المقترح الأوروبي يتضمن صيغة تفصيلية لتعزيز آليات التفتيش النووي، مستلهمة من النموذج الذي طبق في العراق بعد حرب الخليج عام 1991. وتشمل المقترحات تمكين المفتشين من دخول المنشآت النووية الإيرانية دون إشعار مسبق، ضمن إطار رقابي صارم وشفاف.
إيران ترفض المفاوضات قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبيل مغادرته طهران متوجهاً إلى جنيف، أن بلاده “لن تدخل في أي مفاوضات مع الولايات المتحدة قبل وقف الهجمات الإسرائيلية”، في إشارة إلى القصف الذي تتعرض له منشآت ومراكز إيرانية داخل الأراضي الإيرانية منذ اندلاع المواجهات مع إسرائيل قبل ثمانية أيام.
وقال دبلوماسي أوروبي إن الوفد الأمريكي لن يكون حاضراً في الاجتماع، وإن التواصل المباشر بين واشنطن وطهران ما زال متعذراً في الوقت الراهن.
ولفت إلى أن الترويكا الأوروبية ستنقل لعراقجي رسالة مفادها أن العودة إلى طاولة المفاوضات النووية باتت أمراً ملحّاً، قبل اتساع رقعة الحرب وانخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر فيها.
روسيا والمعتقلون على رأس مفاوضات أوروبا وإيران
مصادر غربية أفادت بأن اجتماع جنيف لن يقتصر على مناقشة الملف النووي، بل سيتطرق أيضاً إلى دعم إيران العسكري لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، بالإضافة إلى مسألة احتجاز عدد من المواطنين الأوروبيين داخل إيران، وهي قضية أثارت استياء متصاعداً داخل دوائر صنع القرار في باريس ولندن وبرلين.
وتشير المعطيات إلى أن الترويكا الأوروبية تشعر بإحباط متزايد من النهج الأمريكي في المفاوضات مع إيران. فخلال الجولة الأخيرة من المحادثات التي أجريت بين واشنطن وطهران في أبريل الماضي، والتي استُبعد منها الأوروبيون، اعتبرت العواصم الثلاث أن بعض مطالب إدارة الرئيس الأمريكي غير واقعية، كما أعربت عن خشيتها من أن تؤدي صيغة سياسية أولية ضعيفة إلى محادثات بلا سقف زمني واضح أو نتائج حاسمة.
قلق بـ أوروبا من السلاح النووي لـ إيران
الرئيس ماكرون أعاد التحذير من أن “السلاح النووي الإيراني يمثل تهديداً حقيقياً”، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران إلى تعقيد الملف النووي بشكل يصعب معه التوصل إلى حلول دبلوماسية.
في هذا السياق، قالت وكالة “فرانس برس” إن المقترح الأوروبي يتبنى مقاربة شاملة لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، مع ضبط التمدد الإقليمي لطهران وتقييد نشاطها الصاروخي. ويأمل الأوروبيون أن تسهم هذه الحزمة في فتح نافذة جديدة للحوار، خصوصاً مع غياب الولايات المتحدة عن المشهد التفاوضي الراهن.
نهاية مفتوحة وسط ضغوط التصعيد
مع بدء العد التنازلي لاجتماع جنيف، تزداد التساؤلات حول مدى استعداد إيران للتفاعل مع العرض الأوروبي، في ظل الشروط المسبقة التي تضعها طهران، والتوتر العسكري المتصاعد في المنطقة.
ويبقى مستقبل المفاوضات رهناً بالتطورات الميدانية خلال الأيام المقبلة، في وقت تتسابق فيه الدبلوماسية والعسكرة على رسم ملامح المرحلة المقبلة في العلاقة بين طهران والغرب.
اقرأ أيضا
مجمع “سايبر سبارك” الاستخباري بإسرائيل تحت نيران إيران.. ماذا حدث في بئر السبع ؟