عريضة تطالب ألمانيا بإعادة تمثال نفرتيتي إلى مصر
عريضة تجمع 10 توقيع تطالب بإعادة تمثال نفرتيتي إلى مصر
اكتسبت عريضة جديدة، يقودها عالم الآثار الشهير زاهي حواس، اهتمامًا كبيرًا، حيث تطالب بإعادة تمثال نفرتيتي الشهير من متحف برلين الجديد إلى موطنه مصر.
بحسب تقرير موقع هيبروليجيك، جمعت العريضة الإلكترونية، التي أطلقت الشهر الماضي، ما يقرب من 10 آلاف توقيع بالفعل، مما يعكس الدعم الشعبي المتزايد لإعادة واحدة من أكثر القطع الأثرية المصرية شهرة.
معركة طويلة الأمد من أجل الإعادة
كان حواس، وزير السياحة والآثار المصري السابق، من أشد المدافعين عن إعادة القطع الأثرية المصرية الموجودة في المتاحف الأجنبية. وتزعم العريضة أن تمثال الملكة نفرتيتي المصنوع من الحجر الجيري والذي يبلغ عمره 3300 عام قد نُقل بشكل غير قانوني من مصر في عام 1912 على يد عالم المصريات الألماني لودفيج بورشاردت. وبحسب حواس، فإن إزالة التمثال تنتهك القوانين المصرية المعمول بها في ذلك الوقت، والتي يقول إنها كانت تهدف إلى منع تصدير كنوز البلاد.
بحسب خاص عن مصر، أكد حواس أن مصر حرمت من التمثال لأكثر من قرن من الزمان، مع بقاء القطعة الأثرية في ألمانيا طوال الحربين العالميتين. وكتب: “لم يتم إعادتها إلى مصر أبدًا، حتى على سبيل الإعارة، على الرغم من المحاولات المتكررة”. ويأمل حواس أن تعمل هذه العريضة الأخيرة على إعادة إشعال الحوار الدولي والضغط على السلطات الألمانية لإعادة التمثال إلى القاهرة.
السياق التاريخي لتمثال نفرتيتي
يعد “تمثال نفرتيتي”، الذي يعود تاريخه إلى الأسرة الثامنة عشرة (حوالي 1351-1334 قبل الميلاد)، أحد أكثر الأعمال شهرة في الفن المصري القديم. كانت نفرتيتي زوجة الفرعون أخناتون، الذي قدم العبادة التوحيدية لإله الشمس أتون. تم اكتشاف التمثال النصفي في موقع تل العمارنة الأثري، العاصمة القديمة التي أسسها أخناتون، أثناء أعمال التنقيب التي قام بها بورشاردت في عام 1912.
أقرا أيضا.. مهرجان أبو سمبل للشمس.. عجائب مصر القديمة تدفع عجلة السياحة
ويزعم متحف نيويس أن إزالة التمثال النصفي تم وفقًا للقوانين المصرية في ذلك الوقت. تشير سجلات المتحف إلى أن تقاسمًا رسميًا (تقسيمًا للاكتشافات) حدث في عام 1913، حيث اختار الجانب المصري الاحتفاظ بـ “لوحة أخناتون وعائلته”، بينما ادعى الجانب الألماني تمثال نفرتيتي. انتهى الأمر بالقطعة الأثرية في نهاية المطاف في حيازة جامع الأعمال الفنية جيمس سيمون، الذي تبرع بها لمتحف نيويس في عام 1920.
الجهود السابقة والتأثير الدولي
هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها حواس إلى إعادة القطع الأثرية المصرية. في أكتوبر 2022، أطلق عريضة مماثلة تطلب إعادة حجر رشيد، الموجود في المتحف البريطاني، وبروج دندرة، الذي يحتفظ به متحف اللوفر في باريس. وقد حظيت هذه العريضة بدعم كبير، حيث جمعت حوالي 230 ألف توقيع.
ورغم هذه الجهود، قاومت المؤسسات الدولية مثل متحف نيوس إلى حد كبير دعوات الإعادة. ولم يستجب المتحف بعد للعريضة الأخيرة، رغم أنه لا يزال يؤكد أن إزالة تمثال نفرتيتي كان قانونيًا ومتماشيًا مع الاتفاقيات التاريخية.
دعوات متجددة للحوار
تعكس عريضة حواس حركة عالمية متنامية تدعو إلى إعادة عناصر التراث الثقافي إلى بلدانها الأصلية. وكتب حواس: “هذه العريضة تهدف إلى إعادة إشعال هذه المحادثة وإلهام عودة التمثال إلى القاهرة”. كما انتقد الافتقار إلى الحوار الهادف بين السلطات المصرية والمتحف الألماني، معربًا عن أمله في أن تؤدي هذه الجهود الأخيرة إلى “استجابة كريمة” من ألمانيا.
يظل تمثال نفرتيتي رمزًا للتراث الثقافي الغني لمصر، وتسلط العريضة الضوء على النقاش الدائر حول الملكية الشرعية للقطع الأثرية التاريخية. ومع تزايد زخم الحملة، تتجه كل الأنظار إلى كيفية استجابة السلطات الألمانية للطلب المصري المتجدد لاستعادة واحدة من أكثر آثارها قيمة.