علم المسلحين السوريين.. قصة الرمز الجديد للاستقلال عن عائلة الأسد

القاهرة (خاص عن مصر)- في تحول تاريخي للأحداث، أعلنت قوات المعارضة السورية الاستيلاء على دمشق يوم الأحد، إيذانًا بنهاية حكم الرئيس بشار الأسد الذي دام 13 عامًا وسلالة عائلة الأسد السياسية التي استمرت خمسة عقود.

لا يعمل هذا التطور على إعادة تشكيل المشهد السياسي في سوريا فحسب، بل يبشر أيضًا بتغييرات كبيرة في هويتها الوطنية، حيث تكافح البلاد مع مستقبل مُعاد تصوره.

سقوط الأسد: لحظة محورية في التاريخ السوري

بلغ الهجوم السريع الذي شنته قوات المتمردين ذروته بإسقاط بشار الأسد، الشخصية المرادفة للتاريخ المضطرب الأخير لسوريا، جلبت إزاحته موجة من التحولات الرمزية والعملية في جميع أنحاء البلاد.

تم استبدال صور الأسد، التي كانت موجودة في كل مكان في الأماكن العامة، بالعلم الذي تستخدمه قوات المعارضة السورية، إن هذا الاستبدال لا يعني مجرد تغيير في القيادة، بل يمثل تحولاً عميقاً في هوية الأمة وتطلعاتها.

وفقا لتايمز أوف إنديا، لقد رحبت المملكة المتحدة بشكل مبدئي بتغيير النظام، حيث أعرب رئيس الوزراء محمد الجلالي عن استعداده للتعاون مع “أي قيادة يختارها الشعب السوري”.

اقرأ أيضا.. فجر جديد لسوريا.. التحديات والآمال في حقبة ما بعد الأسد

العلم السوري الحالي: رمز للوحدة العربية

إن العلم السوري الرسمي، الذي تم تبنيه في عام 1980، متجذر بعمق في علاقات الأمة بالحركة القومية العربية. تحمل ألوان العلم الأحمر والأبيض والأسود والأخضر معنىً مهمًا:

يرمز اللون الأحمر إلى الدماء التي سُفكت من أجل الحرية.
يعكس اللون الأبيض الآمال في مستقبل سلمي.
تمثل النجوم الخضراء سوريا ومصر كمؤسسين للجمهورية العربية المتحدة التي لم تدم طويلاً.
يدل اللون الأسود على القمع الذي عانى منه العرب.
يعود تاريخ هذا العلم إلى عام 1958، عندما اتحدت سوريا ومصر لفترة وجيزة لتشكيل الجمهورية العربية المتحدة، وخضع لعدة تعديلات قبل الاستقرار على تصميمه الحالي. ومع ذلك، مع الإطاحة بالأسد، فإن مستقبل العلم كرمز وطني غير مؤكد.

علم المعارضة: رمز للمقاومة والاستقلال

يمثل علم المعارضة، الذي يرفرف الآن في جميع أنحاء سوريا وفي المدن الدولية مثل أثينا وألمانيا وتركيا، انحرافًا عن نظام الأسد.

هذا التصميم – ثلاثة ألوان خضراء وبيضاء وسوداء مع ثلاث نجوم حمراء – مشتق من العلم الذي تم تبنيه لأول مرة في عام 1932، عندما حصلت سوريا على استقلالها عن فرنسا، يؤكد اختيار المعارضة لهذا العلم التزامها بالاستقلال عن حكم عائلة الأسد.

ومن الجدير بالذكر أن العلم قد ترك بصماته بالفعل على المستوى الدولي، في أثينا، رفع أنصار المعارضة العلم فوق السفارة السورية، وهي الخطوة التي أدت إلى اعتقالات لكنها تركت العلم مرفوعًا.

سوريا ومستقبلها غير المؤكد: التطلعات والتحديات

مع منح عائلة الأسد حق اللجوء في روسيا، تواجه البلاد مستقبلاً غير مؤكد ولكنه واعد، فقد أكد أبو محمد الجولاني، زعيم التحالف الإسلامي الذي يقود الهجوم، التزامه بأهداف الثورة، قائلاً: “نحن عازمون على استكمال المسار الذي بدأناه في عام 2011”.

لقد تحولت الثورة السورية، التي بدأت باحتجاجات سلمية مؤيدة للديمقراطية، إلى صراع معقد شاركت فيه قوى دولية، واليوم، توفر نهاية نظام الأسد فرصة للشعب السوري لإعادة تعريف أمته وحكمها.

أمة في مرحلة انتقالية

مع استيقاظ السوريين على واقع متغير، يرمز تبني علم المعارضة إلى مرونة الأمة الدائمة ورغبتها في التجديد، وما زال من غير الواضح ما إذا كان هذا العلم سيصبح الشعار الرسمي لسوريا، لكن قبوله على نطاق واسع يعكس التطلعات الجماعية لأمة مستعدة لقلب صفحة عقود من القمع.

زر الذهاب إلى الأعلى