عودة الرحلات المباشرة بين سوريا والإمارات.. ماذا يعني ذلك لدمشق؟

أعلنت الخطوط الجوية السورية عن استئناف الرحلات المباشرة بين سوريا والإمارات، بداية من الأحد المقبل بعد انقطاع دام سنوات.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الحكومة السورية الجديدة لإعادة دمج البلاد في محيطها العربي وتخفيف العزلة السياسية والاقتصادية التي فرضتها سنوات الحرب والعقوبات الدولية.
تفاصيل عودة الرحلات الجوية بين سوريا والإمارات
وفقًا للبيان الرسمي الصادر عن “السورية للطيران”، فإن المرحلة الأولى من التشغيل تشمل رحلات منتظمة إلى مدينتي دبي والشارقة، مع خطط مستقبلية لرفع وتيرة هذه الرحلات تدريجيًا، إلى جانب تشغيل رحلات إلى أبوظبي.
وستكون هناك أربع رحلات أسبوعيًا بين دمشق ودبي، وثلاث رحلات إلى الشارقة، ورحلتان إلى أبوظبي، مع نية لزيادة العدد إلى رحلات يومية قريبًا، فور الانتهاء من الترتيبات الفنية والإدارية مع الجهات المختصة.
زيارة الرئيس الشرع إلى الإمارات
تأتي هذه الخطوة بعد زيارة رسمية أجراها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى دولة الإمارات، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ تسلّمه السلطة في يناير الماضي.
وجاءت هذه الزيارة ضمن جولة إقليمية شملت عددًا من العواصم العربية، وتهدف إلى إعادة تموضع سوريا في محيطها السياسي والاقتصادي، بعد سنوات من القطيعة والتوتر.
الإمارات وسوريا
وفق تقارير تُعد الإمارات لاعبًا محوريًا يسعى إلى تعزيز الحضور الاقتصادي والسياسي في الملف السوري.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن الزيارة الأخيرة للرئيس الشرع إلى أبوظبي تخللتها اتصالات مباشرة مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تناولت سبل توطيد العلاقات الثنائية، وتوسيع التعاون الاقتصادي، خصوصًا في قطاعات الطاقة، النقل، وإعادة الإعمار.
الاستثمارات الإماراتية في سوريا
ترى دمشق في أبوظبي شريكًا اقتصاديًا موثوقًا يمكن أن يسهم في إنعاش الاقتصاد السوري المتدهور، من خلال فتح الباب أمام الاستثمارات الخليجية، وتهيئة المناخ السياسي الملائم لرفع أو تخفيف العقوبات الغربية تدريجيًا.
من جهتها، تبدو الإمارات مستعدة للعب دور الوسيط بين سوريا والدول الغربية، مستفيدة من علاقاتها الدولية الواسعة، وقدرتها على إدارة التوازنات الإقليمية.
مشاريع البنية التحتية والتعاون الاقتصادي
وفق وسائل إعلام سورية فإن هناك اهتمامًا إماراتيًا متزايدًا بالمشاركة في مشاريع بنى تحتية كبرى في سوريا، تشمل المطارات والمرافئ والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى رغبة واضحة في دعم قطاع النقل الجوي كخطوة رمزية تمهد لمزيد من الانفتاح.
التحول السياسي في سوريا
تأتي هذه التطورات بعد التحول السياسي الكبير الذي شهدته سوريا أواخر عام 2024، حين أنهت الفصائل السورية سيطرة حزب البعث على دمشق بعد أكثر من ستة عقود، وأطاحت بحكم أسرة الأسد الذي استمر لأكثر من نصف قرن.
منذ تولي الشرع منصبه كرئيس انتقالي، تعمل الحكومة الجديدة على تبني سياسة خارجية متوازنة، تسعى من خلالها إلى كسب ثقة الجوار العربي، وفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي.
دلالات استئناف الرحلات بين الإمارات وسوريا
يرى مراقبون أن استئناف الرحلات المباشرة بين دمشق والمدن الإماراتية ليس مجرد تطور فني في قطاع النقل، بل خطوة محسوبة ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى كسر العزلة، وتهيئة الأجواء لمرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والاقتصادي، في وقت ما تزال فيه العقوبات الغربية تمثل التحدي الأكبر أمام استعادة سوريا لدورها الإقليمي الطبيعي.
اقرأ أيضا
سر الطائرة C5-SKY.. تفاصيل جديدة حول تهريب أموال سوريا قبل سقوط نظام الأسد