عودة الروح إلى الأجواء.. أول رحلة سعودية تهبط في دمشق بعد 12 عاما من التوقف

شهد مطار دمشق الدولي، اليوم الخميس، لحظة تاريخية، مع وصول أول رحلة سعودية مباشرة لطائرة ركاب تابعة لشركة “فلاي ناس”، قادمة من العاصمة الرياض، بعد انقطاع استمر لأكثر من 12 عامًا، ما يشير إلى مرحلة جديدة في العلاقات الجوية والدبلوماسية بين السعودية وسوريا.

أول رحلة سعودية تهبط في دمشق.. استقبال رسمي وشعبي

وهبطت الطائرة السعودية وسط أجواء احتفالية حافلة في مطار دمشق، حيث كان في استقبالها عشرات الركاب السوريين العائدين، إلى جانب حفاوة بالغة من قبل السلطات السورية التي استقبلت الطائرة بالزغاريد والعراضات التراثية، وبحضور رسمي من السفارة السورية في الرياض.

ولم يكن قائد الطائرة أقل حماسا، إذ لوّح بالعلم السوري من قمرة القيادة لحظة هبوطه في أرض المطار، في مشهد لقي ترحيبا واسعا على المستويين الرسمي والشعبي، وعكس رمزية كبيرة للعودة الرسمية لحركة الطيران بين الرياض ودمشق.

تحولات دولية تمهد الطريق لعودة الرحلات

ولم يكن استئناف الرحلات حدثا مفاجئا، بل جاء بعد إعلان “فلاي ناس”، الناقل السعودي الاقتصادي الرائد، أواخر الشهر الماضي، عن تسيير رحلات منتظمة إلى سوريا. ويتزامن ذلك مع التطورات الدولية المتمثلة في رفع العقوبات الأوروبية والأمريكية عن سوريا، ما أتاح المجال أمام شركات الطيران لاستئناف عملياتها.

وقد كشف مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للطيران المدني السوري، علاء صلال، مؤخرا، أن شركة “طيران الإمارات” ستنضم أيضا إلى قائمة الشركات العائدة، باستئناف رحلاتها إلى دمشق اعتبارا من 16 يونيو المقبل، مما يعزز الاتجاه نحو الانفتاح التدريجي على سوريا من قبل شركات الطيران الخليجية والدولية.

طيران ناس: الرائد في استعادة الربط الجوي

ومن جهتها، احتفلت “فلاي ناس”، الناقل الاقتصادي الأول في الشرق الأوسط، بإطلاق خط الرياض-دمشق رسميا يوم الخميس 5 يونيو، في حفل تدشين أقيم بمطار الملك خالد الدولي في الرياض، بحضور القائم بالأعمال في السفارة السورية بالرياض، حسين عبدالعزيز، ومسؤولين من “طيران ناس” و”شركة مطارات الرياض”.

وقد جرى تقديم الهدايا للمسافرين في أولى رحلات العودة، بينما استُقبلت الطائرة في دمشق بتحية الماء الرسمية، بحضور القائم بالأعمال في السفارة السعودية في دمشق، وممثلين عن الهيئة العامة للطيران المدني السوري.

وأكدت الشركة أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطتها التوسعية الكبرى تحت شعار “نربط العالم بالمملكة”، المتوافقة مع الاستراتيجية الوطنية للطيران المدني، وأهداف رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى ربط المملكة بـ250 وجهة دولية، واستيعاب 330 مليون مسافر، واستضافة 150 مليون سائح سنويا.

اقرأ أيضا.. 80 مليون دولار.. منحة من السويد لـ سوريا تفتح أبواب الاستثمار الأوروبي

انقطاع دام أكثر من عقد

وقد انقطعت الرحلات الجوية بين السعودية وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية قبل 14 عاما، وانسحبت معظم شركات الطيران العربية والدولية من المطارات السورية، قبل أن تعود تدريجيا بعض الخطوط الجوية، مثل “الخطوط الجوية القطرية” و”الخطوط التركية”، مع تحسن الأوضاع الأمنية وظهور بوادر دولية لإنهاء العزلة السياسية والاقتصادية المفروضة على دمشق.

نمو استثنائي لشبكة طيران ناس

ونقل طيران ناس، الذي تأسس في عام 2007، حتى الآن أكثر من 80 مليون مسافر، ويُشغل 2000 رحلة أسبوعيا إلى أكثر من 70 وجهة في 30 دولة. وتستهدف الشركة التوسع إلى 165 وجهة داخلية ودولية، في إطار طموحها لمواكبة توجهات النمو التي حددتها رؤية السعودية 2030.

زر الذهاب إلى الأعلى