عين مصر على “لوكلير”| ما الذي يميز الدبابة الفرنسية وهل تناسب الاحتياجات المصرية؟

تُعدُّ دبابة AMX-56 Leclerc دبابة قتال رئيسية فرنسية الصنع، طوَّرتها شركة  GIAT Industries (التي أصبحت لاحقًا Nexter Systems). سُمِّيت تكريمًا للجنرال “فيليب لوكلير”، أحد أبطال تحرير فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. دخلت الخدمة رسميًا عام 1992 لتحلَّ محل دبابة AMX-30، وتُعد واحدة من أكثر الدبابات تطورًا تقنيًا في جيلها.

دبابات “لوكلير” تعمل لدى الإمارات وفرنسا فقط .. حتى الآن

حتى اليوم، تقتصر الدول المشغلة للـ”لوكلير” على فرنسا والإمارات العربية المتحدة؛ حيث يمتلك الجيش الفرنسي 406 دبابات و20 مركبة هندسية مبنية على نفس الهيكل، فيما تمتلك الإمارات 388 دبابة و46 مركبة دعم.

لوكلير دبابة فرنسا
الدبابة الفرنسية “لوكلير”

المواصفات الفنية .. مرونة وسرعة وتسليح فتاك

الطاقم: 3 أفراد

الطول (مع المدفع): 9.87 متر

العرض: 3.71 متر

الارتفاع: 2.53 متر

الوزن: 54.5 طن

السرعة القصوى: 71 كم/س

المدى العملياتي: 550 كم

المحرك: قوة 1,500 حصان

التسليح .. ضربات دقيقة من فوهة واحدة

مدفع رئيسي عيار 120 ملم L52 (أملس)

مدفع رشاش 12.7 ملم مضاد للأفراد والمركبات الخفيفة

مدفع رشاش 7.62 ملم

قواذف لقنابل الدخان

تمتاز الدبابة بنظام تلقيم آلي للذخيرة يمنحها قدرة إطلاق نيران سريعة بدقة فائقة، حيث يمكنها ضرب 6 أهداف في دقيقة واحدة بنسبة إصابة تصل إلى 95%.

أنظمة الحماية والرؤية .. تكنولوجيا متعددة الطبقات ومقاومة للضربات العلوية

تضم الدبابة درعًا مركبًا متعدد الطبقات، يمكن تخصيصه بحسب طبيعة التهديدات، إلى جانب درع وحدات قابل للتعديل، وتصميم يوفّر حماية معزّزة من الهجمات العمودية، وهو ما أصبح معيارًا لدى باقي الدبابات الغربية لاحقًا.

وفي نسختها المحدثة  Leclerc XLR، زُوّدت بأنظمة رؤية متطورة من شركات Nexter  وSafran Electronics & Defense ، تشمل منظار  PASEO البانورامي للقائد، ومناظير حرارية ومدمجة للمدفعي، لتأمين القدرة على القتال في جميع الظروف.

سعر الدبابة لوكلير

تبلغ تكلفة دبابة لوكلير حوالي 14 مليون دولار، ما يضعها ضمن فئة الدبابات الغربية الأعلى تكلفة، مثل M1A2 أبرامز وتشالنجر 2، وهو ما يعكس تعقيدها التكنولوجي وتفردها في التصميم.

التقييم العملياتي: إشادات إماراتية .. رغم غياب المعارك الفرنسية

لم تخُض الدبابة معارك مباشرة في الخدمة الفرنسية، إلا أن الإمارات العربية المتحدة استخدمتها في عمليات عسكرية فعلية، خاصة في اليمن، وأبدت القوات الإماراتية رضاها الكبير عن أدائها في البيئة القتالية الصحراوية القاسية.

الطموحات الصناعية الإمارات وفرنسا .. طموحات صناعية مشتركة

تُعد الإمارات شريكًا صناعيًا استراتيجيًا لفرنسا، فهي الزبون الأكبر لتصدير طائرات رافال F4، وتشارك في تطوير نسختها المستقبلية  F5.

ومع وجود تعاون في دبابات “لوكلير”، يُمكن لهذا التحالف أن يُثمر عن تطوير دبابة قتال جديدة من الجيل المتوسط، قد تشكل نواة لجيل قادم تتشارك فيه فرنسا، الإمارات، وربما مصر.

ماذا عن مصر؟ احتياج حقيقي لتحديث الأسطول المدرع

يمتلك الجيش المصري ما يقارب 2500 دبابة قتال رئيسية، نصفها من طراز M1A1  أبرامز والنصف الآخر من طرازات M60 الأمريكية وT-62  السوفيتية.. ومع تقدم عمر هذه الطرازات، فإن مصر بحاجة لتحديث كبير في قدراتها البرية، سواء عبر شراء دبابات جديدة أو تحديث الموجود.

تُعد مصر ثاني أكبر مشغّل لطائرات رافال وأكبر مستخدم لكورفيتات Gowind 2500، وتربطها علاقات عسكرية وثيقة مع فرنسا والإمارات. لذا، فإن انضمامها لتحالف مشترك لتطوير دبابة جديدة أو حتى تبنّي لوكلير بنسخة محلية معدّلة، يبدو خيارًا منطقيًا.

هل ترتقي “لوكلير” لتحديث سلاح المدرعات المصري؟

رغم افتقار “لوكلير” لسجل معارك فعّال في الخدمة الفرنسية، إلا أن أداءها الميداني في الخدمة الإماراتية، وخاصة في اليمن، يُظهر قوتها في البيئات القاسية. كما أن دمجها بأنظمة رؤية متطورة وبرج يتم تشغيله عن بعد ونظام SCORPION يجعلها مرشحة قوية لساحات القتال المستقبلية.

لكن تكلفة الدبابة المرتفعة، مقارنة بخيارات أخرى مثل T-90MS الروسية أو K2 Black Panther  الكورية، قد تُشكل تحديًا للميزانية المصرية، خاصة مع وجود حاجة لأعداد كبيرة.

ومع ذلك، فإن شراكة ثلاثية بين فرنسا، الإمارات، ومصر قد تكون بوابة لولادة مشروع مشترك يُنتج دبابة أكثر ملاءمة لاحتياجات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بتكلفة أقل وبتكنولوجيا حديثة، ما يجعل “لوكلير” إما بوابة أو حجر أساس في مسيرة التحديث.

اقرأ أيضًا: صيانة طائرات المستقبل.. توقعات بارتفاع التكاليف لـ 120 مليار دولار بحلول 2035

زر الذهاب إلى الأعلى