“فتاح” دخل الحرب.. الصاروخ الإيراني “فرط الصوتي” يتحدى دفاعات إسرائيل ويصل في 336 ثانية

في تطور لافت قد يُعيد رسم معادلات المواجهة بين طهران وتل أبيب، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن تنفيذ أول ضربة باستخدام صاروخ “فتاح” الباليستي فرط الصوتي ضد إسرائيل، الذي تبلغ سرعته أكثر من 13 ماخ.
وذكر البيان الرسمي أن هذا الصاروخ المتطور استُخدم خلال الموجة الحادية عشرة من عملية “الوعد الصادق 3″، والتي جاءت ردًا على سلسلة من الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مواقع عسكرية ومدنية داخل إيران قبل أيام.
إيران تُعلن استخدام صاروخ “فتاح” في أول ضربة مباشرة ضد إسرائيل
ووفقًا للتصريحات الإيرانية، نجح “فتاح” في اختراق الطبقات الدفاعية المتعددة التي تُشكل العمود الفقري لمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي.
ووصفت طهران الضربة بأنها “بداية النهاية” لما أسمته بـ”أسطورة” الدفاعات الجوية الإسرائيلية، مؤكدة أن الصاروخ وجه رسالة حاسمة إلى “الصهاينة الجبناء” وحلفائهم، حسب البيان.
صاروخ جديد يدخل ساحة المواجهة.. خصائص تقنية متقدمة
كشفت إيران عن صاروخ “فتاح” لأول مرة في يونيو 2023، وتقول إيران إن مداه يصل إلى 1400 كيلومتر، ويستخدم مركبة انزلاقية فرط صوتية قادرة على المناورة على ارتفاعات عالية، مما يجعل اعتراضه مهمة شبه مستحيلة بالنسبة للأنظمة التقليدية.
تُعد هذه النوعية من الصواريخ من أصعب الأهداف بالنسبة للدفاعات الجوية الحديثة، وهو ما يُكسب “فاتح” أهمية استراتيجية خاصة.
تجدر الإشارة إلى أن تقنيات الانزلاق الفرط صوتي ظهرت لأول مرة في الترسانة الروسية، قبل أن تتبناها لاحقًا كل من الصين وكوريا الشمالية، ثم إيران.
وتشير تقديرات استخباراتية إلى احتمال حصول طهران على دعم تقني من بيونغ يانغ، خاصة أن التعاون بين الطرفين في مجال الصواريخ يمتد لعقود.

يصل للهدف في 336 ثانية فقط
ويمتاز “فتاح” بقدرته على ضرب العمق الإسرائيلي انطلاقا من الأراضي الإيرانية دون الحاجة إلى منصات إطلاق قريبة، وهو ما يقلص من احتمالية تعرضه للاستهداف المسبق.
كما تشير البيانات الفنية إلى أن الصاروخ يستطيع الوصول إلى هدفه خلال 336 ثانية فقط، وهو وقت قصير جدا يصعب على الأنظمة الإسرائيلية، بما فيها “القبة الحديدية” أو “مقلاع داوود”، التعامل معه بفعالية.
ضربة رمزية أم تحول استراتيجي؟
رغم ما يُمثله “فتاح” من تقدم تقني، يرى مراقبون أن تأثيره الحقيقي سيعتمد على عوامل متعددة، منها حجم الترسانة الفعلية، والدقة العملياتية، والقدرة على ضرب أهداف نوعية.
كما أن الصاروخ لا يحمل رؤوسًا نووية أو كيميائية، ما يحدّ من قدرته التدميرية مقارنة بصواريخ أخرى.
غير أن الاستخدام المحتمل لهذه الفئة من الصواريخ ضد مواقع الدفاع الجوي الإسرائيلي قد يكون له أثر كبير، إذ يُمكن أن يمهّد الطريق أمام موجات من الصواريخ الباليستية الأقل تكلفة لاختراق الدفاعات وتحقيق إصابات دقيقة.
صراع أنظمة الدفاع والهجوم: من سينهك الآخر أولاً؟
تشير تقارير غربية إلى أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، مثل “حيتس”، “باراك 8″، و”مقلاع داود”، تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة تكرار الهجمات، خاصة في ظل محدودية عدد الصواريخ الاعتراضية المتوفرة.
وفي حين توفر الولايات المتحدة دعمًا إضافيًا عبر منظومات “ثاد” ومدمرات “إيجيس” البحرية، إلا أن قدرة هذه الأنظمة على امتصاص هجمات مركّزة ومتقدمة تظل محل تساؤل.
في المقابل، يُتوقع أن يزداد اعتماد إيران على هذه الفئة من الصواريخ إذا أثبتت فعاليتها، وهو ما قد يُغير قواعد اللعبة العسكرية في المنطقة، ويُعيد تقييم جدوى الدفاعات الصاروخية الغربية في وجه هجمات فرط صوتية.
اقرأ أيضاً.. روسيا تُشعل سباق “حروب المستقبل”.. أول دولة تُعلن تأسيس قوة طائرات مسيرة مستقلة