فاطمة ناعوت لـ"خاص عن مصر": لا أكره الإخوان ولكن أرفض بغضهم لمصر
السلفيون أقرب من الإخوان في تطبيق الإسلام.. ومسيحيو النور أغبياء
- الجماعة ستتحالف مع الشيطان لو وعدها بالعودة للحكم
- الرئيس السيسي صنع طفرة حقيقية في التعليم والزراعة
- الحرب الروسية وكورونا والإرهاب والتحديات الاقتصادية كلها أمور حالت دون الإحساس الشعبي بحجم الإنجازات
بدأت الكاتبة والروائية فاطمة ناعوت حربها ضد جماعة الإخوان الإرهابية في عام 2005، بعد حصول مرشحيها على 88 مقعدًا بالبرلمان.
وهو ما أزعجها بسبب سيطرتهم على مقاليد السلطة التشريعية في مصر، إلا أنها لم تكن تتوقع يومًا وصولهم لرئاسة الدولة بحال من الأحوال.
وبعد حدوث المفاجأة في انتخابات 2012، أصبحت “ناعوت” من أشرس أعداء الإخوان، وتمردت على بقائهم في السلطة.
حتى نجحت ثورة 30 يونيو في عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي وجماعته بعد عام أسود وأسوأ في تاريخ مصر.
فتحت فاطمة قلبها لـ«خاص عن مصر» لترد كعادتها على شائعات الجماعة التي تروجها ضد الدولة المصرية.
وكيف أنهم يوظفون الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر لإقناع البسطاء بأن ما وصلنا إليه هو عقاب من الله
وأن هذا العقاب سببه عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي… وإلى نص الحوار:
أجرى الحوار: مصطفى حمزة
** في تقديرك ما الذي كان سيحدث لو لم تستجب القوات المسلحة للشعب في 30 يونيو؟
— ما أقوله ليس من باب التحليل والتوقع ولكنه حدث بالفعل جزء منه يعتبر دليلًا يوضح تعامل الإخوان مع الأمور.
فهم يجيدون سياسة الأرض المحروقة، إذا لم أستطع أن أحكم أرضًا أحرقها، يعني إما نحكمكم أو نحرقكم، وهذا ما حدث بالفعل بعد 30 يونيو.
عنف الإخوان
** يعني لو استمروا في الحكم لما تعرضنا للعنف؟
— العنف جزء من طبيعة الإخوان سواء حكموا أو لم يحكموا، فهي ليست طبيعة وطنية بحال من الأحوال.
فلو استمرا في الحكم لم يكونوا ليحكموا مصر لصالح مصر، وإنما لصالح أنفسهم، وهذا كان واضحًا في سياستهم عبر التاريخ.
والذي يقرأ كتبهم وأدبياتهم من 1928 حتى الآن يدرك أن عقليتهم نمطية لا تتمتع بأي قدر من الابتكار أو الإبداع.
** بمجرد وصول الإخوان للبرلمان وحصولهم على 88 مقعد عام 2005 خضتِ حربًا فكرية ضدهم..
هل كنتِ تتوقعين أن يكون ذلك خطوة على طريق وصولهم لحكم مصر يومًا من الأيام؟
— لم أكن أتوقع ذلك أبدًا، وحربي معهم كانت صيانة للتشريع المصري الذي أصبحوا رقمًا مؤثرًا فيه في ذلك الوقت.
واتهموني بالإخوانوفوبيا، وأنني ضد الإسلام، ولم تجد كلماتي أي صدى في النفوس.
ولكن عندما وصلوا للحكم، نجحوا بممارساتهم غير المتحضرة خلال عام بتوصيل الرسالة التي فشلت في إقناع الناس بها منذ 2005.
بأنهم لا يعرفون شيئًا عن الإسلام ولا الوطن، الذي يمثل عندهم “حفنة من تراب عفن” وقالوا عنه “طظ في مصر”.
** بمناسبة الوطنية.. لو فرض على مصر الدخول في حرب لا قدر الله وهذا وارد في أي وقت..
مع من سيقاتل الإخوان.. مع الوطن أم العدو؟
— مع من سيدفع أكثر، ومن يمنحهم جزءً من التورتة، وفعلوا ذلك من قبل حينما تحالفوا مع الإنجليز ضد الملك.
ثم تحالفوا مع الملك ضد الوفد، ثم مع الضباط الأحرار ضد الملك، ولو حاربنا إسرائيل ووعدتهم بالعودة للحكم سيتحالفون معها.
لأن مصر لن تقدم لهم أي مغانم، فقد كشفت حقيقتهم للجميع، وأقول هذا بنفس مطمئنة غير رامية بالباطل.
وشواهد التاريخ تؤكد ذلك، ولا أقول ذلك كراهية.. بالمناسبة أنا لا أكرههم وإنما أكره كرههم لمصر، فجهاز الكراهية عندي معطل.
** ماذا لو استمروا في الحكم؟
— كانوا سيقسمون مصر شيعًا وفرقًا، هم الأهل والعشيرة، وغيرهم ليسوا من الأهل ولا العشيرة.
ومرسي كان واضحًا في هذا التقسيم منذ اليوم الأول، حينما وصفهم في خطابه بـ”أهلي وعشيرتي” وهم الإخوان.
ومن دونهم فهم مواطنون من الدرجة الثانية، ثم يتم تقسيم هؤلاء المواطنين إلى مسلمين ومسيحيين.
لإن المسيحي بالنسبة لهم مواطن من الدرجة الثالثة، ثم يقسمونهم إلى طوائف مسيحية.
فاطمة ناعوت: مسيحيو النور أغبياء!
** هناك قوى إسلامية تحالفت مع الإخوان في لحظات فارقة ثم تخلت عنهم بعد ذلك مثل السلفيين من حزب النور..
كيف تنظرين إلى هؤلاء؟
— جميع تيارات الإٍسلام السياسي خرجت من بوتقة واحدة ومتشابهة إلى حد بعيد، تتفق في الاستراتيجية وتختلف في التكتيك.
سواء كانوا إخوان أو سلفيين أو جهاديين أو غير ذلك، لكن حزب النور تعامل بمكر وذكاء بإدخال مسيحيين في حزبه.
ليفوت الفرصة على من يصنفه كحزب ديني، والمسيحيون اللذين انضموا لهذا الحزب السلفي أغبياء!
لأن المسيحي الذي يقبل عضوية حزب من بين أبجدياته أن يدفع المسيحي جزية لكي يعيش في وطنه فهو غبي.
للمزيد: حاول الإخوان استمالته.. ما لا تعرفه عن أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد
** ما الذي يميز حزب النور عن الإخوان؟
— الفرق بين الإخوان وحزب النور أن السلفيين أقرب لتطبيق مفهوم الإسلام بشكل غير عصري ويخاصم الدولة المدنية.
وأقل برجماتية من الإخوان، لأن السلفي يريد تطبيق الإسلام ولو بالقوة، مثل الدواعش، بعكس الإخواني الذي لا يعنيه الأمر بالأساس.
وحزب النور حينما يصل للحكم سينفذ ما يعتقد أنه الإسلام، أما الإخوان فالإسلام عندهم مطية للوصول للحكم.
** دولة 30 يونيو استطاعت أن تقطع شوطًا كبيرًا وتحقق إنجازًا عظيمًا في ملف التنمية الشاملة.
لكن الأزمة أن المواطن يشغله بالأساس الأحوال الاقتصادية، وهذا هو الوتر الذي يلعب عليه الإخوان وإعلامهم، كيف نواجه ذلك؟
— مشكلة الإخوان أنهم يربطون الاقتصاد بالدين، يعني يقولون إن مصر غير موفقة في الاقتصاد بسبب أنها عزلت مرسي والإخوان.
وأن ما يحدث هو عقاب من الله، وأن الخليج ربنا أنعم عليه بالبترول لأنه يطبق الشريعة، وبهذا المفهوم الخاطئ تصبح أمريكا دولة مؤمنة.
في الحقيقة الرئيس السيسي عمل معجزة حقيقية في مصر، ولكن كان هناك سوء حظ عالمي ومحلي، مثل الحرب الروسية الأوكرانية.
وفيروس كورونا ومواجهة الإرهاب في شمال سيناء والمحافظات المختلفة، ولولا ذلك لكنا في مكانة اقتصادية أخرى.
للمزيد: ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل: لولا ثورة 30 يونيو لحكمنا الإخوان لمدة 50 عامًا
إنجازات 30 يونيو
ومع ذلك حدثت طفرة في التعليم على يد الدكتور طارق شوقي، صحيح لم تكلل بالنجاح لضعف الإمكانيات.
لكن حدث تغيير للمناهج وطرق التدريس، وكذلك حدثت ثورة في الزراعة، من استحداث شتلات وتبطين الترع، والاستزراع السمكي.
بالإضافة للثورة الصحية وحملة 100 مليون صحة والنجاح في القضاء على فيروس سي الذي كان يأكل أكباد المصريين، والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية.
** لكن ما زلنا لم نحقق ما نريد في الاقتصاد.
— “إحنا بنكح تراب صحيح” لكن هناك أسباب كثيرة تسببت هذا الغلاء منها أننا شعب غير منتج وشعب مستهلك هادر.
لا يمتلك ثقافة الترشيد في الاستهلاك، حتى في عز أزمة سد النهضة كان هناك هدر للمياه، وهذا يتسبب في نقص الموارد.
والمشكلة الحقيقية أننا نجيد انتقاد الظلام لكن لا نعرف كيف نضيء شمعة.
** باعتبارك من النخبة المثقفة هل انتقلنا إلى وضع أفضل في الملف الثقافي؟
— حتى الآن لم تتنقل لوضع ثقافي أفضل، والرئيس السيسي وعدنا في اجتماع المثقفين عام 2014 بأنه سيهتم بالوسط الثقافي.
ولكن بعد الانتهاء من عجز الموازنة ومحاربة الإرهاب، وأظن أنه سيبدأ ذلك في ولايته الحالية بالاهتمام بعقل المواطن ثقافيًا.