فيلم Long Shadows.. شبح الماضي يطارد شابًا ويقلب حياته رأسًا على عقب

تتصارع المثل القديمة مع عالم جديد يتشكل، تنسج حكاية فيلم Long Shadows خيوطها بهدوء وعنف في آنٍ معًا، ويأخذنا إلى عوالم نفسية موحشة، بطلها شاب محطم، نجا من ماضٍ دموي لا يرحم، لكنه ما يزال يجر خلفه جراحًا لم تندمل، ونداءً داخليًا مشوشًا بين الانتقام والخلاص.
فيلم Long Shadows.. الخارج عن القانون
يدور فيلم Long Shadows حول ماركوس دولار، شاب يكافح ليجد لنفسه موطئ قدم في واقع ممزق، مشوه بما عاناه في الماضي.
ويتلقفه دالاس غاريت، الخارج عن القانون السابق، الذي يؤدي دوره ببراعة ديرموت مولروني، رجل أثقلته خطايا الأمس ويراها تنعكس في عيني الشاب الذي بات في عهدته.
ويحاول دالاس أن يقدم لماركوس شيئًا لم ينله هو في شبابه: فرصة للنجاة دون أن يتحول إلى وحش.
اقرأ أيضًا : مسلسل Revival.. مدينة هادئة تنقلب أجوائها بسبب عودة الموتى للحياة عليها
فيلم Long Shadows.. عالم أكثر تعقيدا
في الجهة الأخرى من المدينة، يبرز عالم أكثر تعقيدًا وخطورة، تجسده فيفيان فيلير، التي تلعب دورها جاكلين بيسيه بإتقان لافت وذلك ضمن أحداث فيلم Long Shadows
وفيفيان هي سيدة مجتمع تملك صالون “بورغاتوري”، مكان يتجاوز وظيفته الظاهرية ليصبح نقطة التقاء للقوة والنفوذ، حيث تتشابك الرغبات بالخطايا.
وأما امرأة لا تتردد في التلاعب بكل من حولها كي تبسط نفوذها، متستّرة خلف ابتسامة ساحرة وإرادة فولاذية.
قصة العمل مستمرة مع دوكسبوري
من حولها، يدور نيد دوكسبوري، مساعدها الطموح (ويؤديه دومينيك موناغان) الذي يخبئ تحت أناقته قلقًا وجوديًا، يهرب من مجتمعه عبر انخراطه العميق في عالم الصالون الغامض.
وأما دولسي فلوريس (تجسدها سارة كورتيس)، فهي الشابة المحاصرة في فلك فيفيان، والمقيدة بجراح الماضي.
ولقاءها مع ماركوس سيشكل لحظة فارقة، حيث يجد كل منهما في الآخر مرآةً لجراحه، وربما طوق نجاة من تيهٍ طويل.
دراما نفسية مغلقة
الفيلم، الذي ينتمي إلى فئة الدراما النفسية المغلفة بطابع الغرب الأميركي، لا يكتفي بعرض صراعات خارجية، بل يغوص عميقًا في الذات البشرية، محللاً تعقيداتها، هشاشتها، وشوقها الدائم للخلاص.
والعمل يطرح أسئلة وجودية: هل يمكن للندم أن يكفّر عن الماضي؟ وهل يُمكن للحب أن ينتصر على رغبة الانتقام؟ وهل الروح، حين تُكسر، يمكن لها أن تُشفى حقًا؟