قبل ساعة الصفر.. مخاطر قصف الجبل النووي – منشأة فوردو الإيرانية

يقع أحد أكثر المواقع النووية الإيرانية إثارة للجدل، وهو منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، مدفونًا على عمق نصف ميل تحت جبل بالقرب من مدينة قم.
وفقا لتقرير تليجراف البريطانية، صُممت منشأة فوردو لتتحمل الضربات الجوية، فعمقها وتحصينها يجعلها شبه منيعة ضد الأسلحة التقليدية، وحدها قنبلة “مخترقة التحصينات” (MOP) الأمريكية الخارقة للذخائر الضخمة، التي تزن 30000 رطل – والتي تُسمى “قنبلة خارقة للتحصينات” – قادرة على الوصول إلى حجراتها المحمية.
قنبلة “مخترقة التحصينات”، التي لا يمكن نشرها إلا من قاذفة شبح من طراز B2، مصممة لاختراق ما يصل إلى 61 مترًا من الخرسانة قبل الانفجار، في حين أن الضربات الموجهة ضد المداخل أو فتحات التهوية قد تعوق العمليات، فإن ضربة مباشرة بقنبلة “مخترقة التحصينات” فقط هي التي يمكن أن تهدد قلب المنشأة حقًا.
ماذا يحدث داخل فوردو؟
تُعرف منشأة فوردو رسميًا باسم منشأة الشهيد علي محمدي النووية، وهي مركز لتخصيب اليورانيوم، وهي عملية تُفصل فيها نظير اليورانيوم-235 الانشطاري عن نظير اليورانيوم-238 الأكثر شيوعًا.
باستخدام غاز سادس فلوريد اليورانيوم (UF6) وأجهزة الطرد المركزي عالية السرعة، يُعزز الفنيون في فوردو تركيز اليورانيوم-235، وهو عنصر أساسي للطاقة المدنية، وربما للأسلحة النووية.
لطالما زعمت إيران أن أنشطتها سلمية، لكن هيئات الرقابة الدولية وجدت مؤخرًا يورانيوم مُخصبًا بنسبة تصل إلى 60% – وهي نسبة نقاء قريبة من 90% اللازمة لصنع الأسلحة.
يقول الخبراء إن القفزة التقنية من 60% إلى 90% يمكن أن تكون سريعة نسبيًا، مما يُغذي مخاوف إسرائيل من أن إيران قد تصبح قادرة قريبًا على صنع سلاح نووي.

هل يُمكن أن يُؤدي قصف إلى انفجار نووي؟
يلوح في الأفق شبح انفجار نووي، يُذكرنا بهيروشيما. إلا أن علماء الطاقة النووية يستبعدون هذا السيناريو. ووفقًا للبروفيسور جيم سميث، عالم البيئة بجامعة بورتسموث، وخبراء حكوميين آخرين، من المستبعد جدًا تخزين كمية كافية من اليورانيوم المخصب في مكان واحد في فوردو لتكوين كتلة حرجة لانفجار نووي.
وصرح البروفيسور سميث لصحيفة التلجراف: “لن يكون أحدٌ أحمقًا بما يكفي لوضع كومة كبيرة من اليورانيوم المخصب في مكان واحد”. وبالتالي، فإن انفجارًا نوويًا على غرار هيروشيما ناتجًا عن قصف فوردو “ليس واردًا على الإطلاق”.

الخطر الحقيقي: التلوث الكيميائي والإشعاعي
في حين أن خطر وقوع انفجار نووي ضئيل، إلا أن هناك مخاوف جدية بشأن انطلاق مواد خطرة في حال قصف فوردو. فغاز سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في التخصيب أكثر تطايرًا بكثير من اليورانيوم الصلب. يُحذّر الدكتور ديف كولين، الخبير النووي في مركز BASIC، وهو مركز أبحاث عالمي للأمن، من أن أي انفجار قد يُطلق سادس فلوريد اليورانيوم في البيئة.
اقرأ أيضا.. مخبأ تحت الجبال.. كيف يمكن للجيش الأمريكي استهداف موقع فوردو النووي الإيراني؟
يعتمد مدى التلوث على عدة عوامل:
- كمية سادس فلوريد اليورانيوم الموجودة
- ما إذا كان الغاز سيتسرب من منطقة احتواء الجبل
- كيف يُغيّر الانفجار المواد الكيميائية
عند التعرض، يتفاعل سادس فلوريد اليورانيوم بسرعة مع الرطوبة مُشكّلاً مركبات أقل خطورة، ولكن المنطقة المُجاورة – بما في ذلك المنشأة نفسها – قد تُعاني من تلوث كبير. وبينما يُستبعد وقوع كارثة بحجم تشيرنوبيل، لا يُمكن استبعاد احتمالية حدوث انبعاث إشعاعي موضعي.
مخاطر جسيمة
يُشكّل التصميم الفريد لمحطة فوردو النووية تحدياتٍ هائلة لأي عملية عسكرية. ففي حين أن قنبلة MOP الأمريكية هي الوحيدة القادرة على إتلاف قلب الموقع، إلا أن أي ضربة تُنذر بإطلاق مواد كيميائية خطرة في البيئة المحلية.
وفقًا للإجماع العلمي، فإن خطر وقوع انفجار نووي أو كارثة إشعاعية كبرى شبيهة بكارثة تشيرنوبيل ضئيل، إلا أن العواقب البيئية والجيوسياسية لأي هجوم ستكون وخيمة وبعيدة المدى.