قدرات الدفاع الجوي الإيراني خرداد-15.. لماذا لم تتصد للطائرات الإسرائيلية؟

في أعقاب الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على العمق الإيراني خلال يونيو 2025، أثيرت تساؤلات جوهرية حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وعلى رأسها منظومة خرداد-15، التي كانت تُعد أحد أعمدة الدفاع الجوي في إيران.
ومع تصاعد الهجمات الجوية دون أن تتمكن هذه الأنظمة من رصد أو التصدي للطائرات المهاجمة، برزت شكوك حول مصير هذه الأنظمة ومدى جاهزيتها في مواجهة الهجمات المعقدة والمتطورة.
أين ذهبت أنظمة الدفاع الجوي خرداد-15 خلال الهجوم؟
تشير التحليلات العسكرية إلى أن هناك عدة عوامل ساهمت في غياب فعالية خرداد-15 أثناء الهجوم الإسرائيلي ومنها:
الهجوم السيبراني والتشويش الإلكتروني: يُعتقد أن إسرائيل شنت عمليات تشويش إلكترونية معقدة استهدفت شبكات الدفاع الجوي، مما أدى إلى شلّ قدرة الرادارات الإيرانية على كشف الطائرات.
عنصر المفاجأة والهجوم الموجَّه بدقة: استُخدمت صواريخ كروز وطائرات شبحية متقدمة بشكل متزامن لضرب مواقع القيادة والسيطرة لمنظومات الدفاع الجوي، ما أدى إلى تعطيلها مبكرًا.
إستراتيجية “الإخفاء” الإيرانية: هناك تقديرات بأن إيران قامت بنقل أو إخفاء بعض وحدات خرداد-15 في أعقاب تصاعد التوترات، لتفادي استهدافها المباشر، مما جعلها خارج نطاق الاشتباك الفوري.
قصور في الربط الشبكي والرصد البعيد: مقارنة بالأنظمة الغربية، تعاني خرداد-15 من ضعف التكامل الشبكي، ما حدّ من قدرتها على التصدي لهجوم واسع ومنسق.
لماذا لم تتصد خرداد-15 للطائرات الإسرائيلية؟
عدم القدرة على كشف الطائرات الشبحية: خرداد-15 مصممة للتعامل مع تهديدات جوية تقليدية، لكنها تعاني أمام مقاتلات الشبح والصواريخ منخفضة البصمة الرادارية.
إخماد الدفاعات في الدقائق الأولى: استهدفت إسرائيل بطائراتها وصواريخها مواقع منظومات الرصد والتحكم، ما أدى إلى شل قدرة المنظومات قبل تفعيلها.
مشكلات التشغيل البشري: تقارير مراكز الدراسات الدفاعية (مثل International Institute for Strategic Studies) أشارت إلى أن الافتقار إلى الخبرة الكافية لدى الأطقم قد يكون لعب دورًا في بطء أو فشل رد الفعل.
المواصفات الفنية لنظام خرداد-15
النوع: نظام دفاع جوي متوسط المدى
الرادار: ثلاثي الأبعاد قادر على كشف 6 أهداف في آن واحد
مدى الرصد: حتى 150 كم للطائرات
مدى الاشتباك: حتى 75 كم للطائرات و45 كم لصواريخ كروز
الأهداف القادرة على التعامل معها: طائرات مقاتلة، طائرات شبحية، طائرات مسيرة، صواريخ كروز
نوع الصواريخ: صياد-3 المطور
رغم هذه المواصفات، أظهرت التجربة الميدانية الأخيرة أن النظام يعاني أمام الهجمات المركبة والتشويش الإلكتروني المتقدم.
كيف حيّدت إسرائيل خرداد-15؟
يعكس هذا السيناريو إخفاقًا في دمج أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية ضمن شبكة قيادة وتحكم مرنة وقادرة على الاستجابة للهجمات المركبة.
كما يعكس تقدم القدرات الإسرائيلية في الحرب السيبرانية وحرب التشويش، التي سبقت الهجوم وأفقدت خرداد-15 قدرتها على الاشتباك الفعال.
اقرأ أيضاً .. دول عربية متواطئة في تزويد الطائرات الإسرائيلية بالوقود لضرب إيران.. تفاصيل