قذائف هاون وصواريخ باليستية.. دولة آسيوية تقدم دعما غير مشروط لروسيا

كشفت صور ميدانية جديدة من الخطوط الأمامية للحرب في أوكرانيا عن استخدام الجيش الروسي لقذائف هاون من طراز كوري شمالي بعيار 60 ملم، مما يؤكد إدخال هذه الذخائر إلى الخدمة النظامية في روسيا.
روسيا تعتمد على ذخائر كوريا الشمالية رغم امتلاك أكبر ترسانة مدفعية
ورغم امتلاك موسكو لإحدى أكبر ترسانات المدفعية في العالم، فإن الاعتماد على ذخائر كوريا الشمالية، المعروفة بقدراتها التصنيعية الهائلة في مجال الهاونات من مختلف العيارات، يعكس الفجوة الإنتاجية المتزايدة التي تعاني منها روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
فجوة في التصنيع .. وضرورة استراتيجية للاستيراد
بينما تمتلك بيونغ يانغ خبرة طويلة في تصنيع واستخدام أنظمة هاون متعددة، من 82 ملم إلى 160 ملم، تعاني الصناعة الدفاعية الروسية من ضعف القدرة على إنتاج الذخائر اللازمة لمواكبة الاستهلاك في أوكرانيا.
وتبرز أهمية شراء موسكو لهذه المعدات كخيار حتمي لسد احتياجات قواتها في ظل الضغط العملياتي المتزايد على الجبهات.
من “فاغنر” إلى وزارة الدفاع .. تطور مسار التوريد
بدأت عمليات شراء الأسلحة الكورية الشمالية لروسيا عبر مجموعة “فاغنر” في 2022، قبل أن تنتقل إلى وزارة الدفاع الروسية نفسها مع توسع الطلبات نحو أنظمة أكثر تطورًا.
وتشير تقديرات غربية إلى أن نصف قذائف المدفعية المستخدمة روسيًا بحلول منتصف 2025 مصدرها كوريا الشمالية، بعائدات بمليارات الدولارات لصناعة الدفاع في بيونغ يانغ.
تحقيقات دولية تكشف عمق الاعتماد الروسي
تحقيق لوكالة “رويترز” كشف أن ست وحدات مدفعية روسية باتت تعتمد بنسبة تصل إلى 100% على الذخائر الكورية الشمالية.
وقدّرت المخابرات العسكرية الأوكرانية أن كوريا الشمالية شحنت ما بين 4 و6 ملايين قذيفة مدفعية لموسكو خلال عام 2024، في حين لم تتجاوز القدرة الإنتاجية الروسية 2.3 مليون قذيفة.
أسلحة كورية متطورة تدخل الخدمة الروسية
لم يقتصر التعاون على الذخائر فقط، بل شمل توريد أنظمة أسلحة متقدمة، مثل الصواريخ الباليستية الكورية KN-23B التي دخلت ساحة المعركة في يناير 2024، وتتجاوز نظيرتها الروسية “إسكندر-إم” في المدى والحمولة.
كما تم رصد استخدام صواريخ مضادة للدبابات من طراز “Bulsae-4” في أغسطس، بمدى 10 كيلومترات وأداء يفوق الأنظمة الروسية المشابهة.
صواريخ قارية ومدافع عملاقة .. تصعيد في نوعية الإمدادات
في تطور لافت، تم الكشف عن نشر صواريخ باليستية متوسطة المدى من طراز “Pukkuksong-2” الكورية في روسيا، قادرة على استهداف عمق أوروبا، وهو ما لا تملكه موسكو محليًا.
كما بدأت بيونغ يانغ في تصدير مدافع هاوتزر ذاتية الدفع من عيار 170 ملم – الأكبر انتشارًا في العالم – لدعم وحدات المدفعية الروسية.
غموض حول المستخدمين الحقيقيين .. وتوسع لنفوذ بيونغ يانغ
رغم أن الذخائر الكورية تُستخدم من قِبل الروس، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت بعض الأنظمة المتقدمة مثل “Bulsae-4” أو مدافع 170 ملم تُشغّل من قِبل عناصر كورية مباشرة أو عبر تدريب الجنود الروس.
وقد أكدت موسكو وبيونغ يانغ مشاركة كوريا الشمالية في دعم العمليات في منطقة كورسك الروسية، وسط تقديرات بوجود فرق فنية كورية على جبهات أخرى مثل دونباس.
ملامح تحالف صناعي عسكري متزايد
مع استمرار الفجوة في القدرات التصنيعية بين البلدين، يتوقع أن يزداد اعتماد روسيا على العتاد الكوري، في ظل نمو متنوع في طبيعة الأنظمة الموردة.
وفي المقابل، تحقق بيونغ يانغ مكاسب ضخمة في قطاعها الدفاعي والتكنولوجي من خلال هذه الشراكة التي غيّرت موازين التسليح في الحرب الأوكرانية.
اقرأ أيضاً.. مقاتلات J-35 الشبحية تدخل الخدمة رسميًا.. الصين تقترب من منافسة الهيمنة الجوية الأمريكية