قرار الفيدرالي ونقص السيولة يهويان بالبورصة السعودية.. ماذا ينتظر السوق؟

يبرز في الأسبوع ما قبل الأخير من العام في البورصة السعودية عاملان رئيسيان، هما قرار الفيدرالي الأمريكي حول الفائدة المتوقع صدوره مساء اليوم، بالإضافة إلى تماهي البنك المركزي السعودي معه.

ويترقب المستثمرون في الأسهم قرار الفيدرالي الذي سيوجه توجهات السوق المالية السعودية، في وقت تحاول فيه البورصة السعودية استيعاب المتغيرات الاقتصادية العالمية والتكيف معها.

مستويات السيولة في البورصة السعودية

ومستويات السيولة وحجم التداولات تعتبر عوامل حاسمة لقياس معنويات المستثمرين في السوق.

وقد عززت مشاعر الحذر والترقب من عمليات جني الأرباح في تعاملات أمس الثلاثاء، مما أدى إلى تراجع كافة قطاعات السوق، باستثناء قطاع الإعلام والترفيه.

واستهل مؤشر “تاسي” تداولات اليوم على انخفاض بنسبة 0.1% واستمر التراجع حتى سجل 0.25%، وهو تراجع لو استمر لنهاية الجلسة سيكون لليوم الثاني على التوالي.

وساهم سهم مصرف الراجحي بشكلٍ أساسي في هذا الانخفاض مع تراجعه 0.3%، بينما سجل سهم شركة البابطين للطاقة والاتصالات أكبر هبوط بنسبة 2.3%.

اقرأ أيضًا: أسعار الذهب اليوم في السعودية الأربعاء 18 ديسمبر 2024.. الوقت المناسب للاستثمار

اتجاه السوق والترقب للقرارات

وفي ظل التغيرات المتسارعة بالمعطيات الاقتصادية العالمية وانعكاسها على النفط، الذي يمثل أحد أهم محركات السوق، ينتظر المستثمرون دفعة من نتائج الأعمال الفصلية للربع الرابع قبل تحديد خياراتهم التالية.

وتأثر نمو الطلب الاستهلاكي من الصين سلبًا، مما قلص مكاسب أسعار النفط مجددًا، قبل أن تستقر في تعاملات آسيا اليوم.

كما أنه مع نقص السيولة يرجح الاتجاه العرضي لمؤشر السوق وسط ترقب قرار الفيدرالي الأميركي الذي سيصدر مساء اليوم.

الأداء القيادي والأسهم المتأثرة

ويترقب المستثمرون اليوم أداء الأسهم القيادية بعد تراجعات جماعية أمس، حيث تصدرت “المراعي” الأسهم المتراجعة بانخفاض تجاوز 4%، بينما كان تأثير “أرامكو” هو الأكبر على مؤشر “تاسي”.

كما ستكون أسهم البنوك السعودية محط أنظار المتعاملين اليوم، كأبرز المتأثرين مباشرةً بقرارات الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة.

مراجعة “فوتسي راسل” وتأثيرها على البورصة السعودية

ويترقب السوق السعودية تطبيق مراجعة “فوتسي راسل” غدًا الخميس على أسهم الشركات الكبيرة، بزيادة الوزن النسبي لـ “أرامكو” و”إس تي سي”.

وهذا التعديل يرتقب أن يكون له تأثير سلبي على أسهم بعض الشركات المدرجة بالفعل ضمن مؤشر “فوتسي” للسوق السعودية، مع إعادة توزيع الأوزان النسبية، خاصةً “مصرف الراجحي” صاحب الوزن النسبي الأكبر حاليًا والبالغ 14.3%، و”البنك الأهلي السعودي” (7.8%)، و”أكوا باور” (6.9%).

التوقعات المستقبلية

ويتوقع أن يشهد سهم “صافولا” بعض الضغط خلال أول مراجعة تالية لمؤشرات الأسواق الناشئة الصادرة عن “إم إس سي آي” و “فوتسي راسل”، بعد تخفيض رأس المال إلى أكثر بقليل من الربع.

كما أن صافولا ستنتقل إلى مؤشر الشركات الصغيرة من وضعها الحالي في مؤشر الشركات الكبيرة.

اقرأ أيضًا: شبورة مائية.. حالة الطقس اليوم الأربعاء 18-12-2025 في السعودية

تأثير الاكتتابات العامة

والتراجع الكبير للسيولة في السوق يبرره حالة الترقب لقرار الفيدرالي الأميركي، فضلاً عن سحب الأموال من جانب المستثمرين للمشاركة في الاكتتابات العامة الأولية.

ومن المقرر أن يبدأ الاكتتاب العام الأولي لشريحة الأفراد على أسهم “الموسى الصحية” و”نايس ون” الأسبوع المقبل، بعد أن جمع الطرح لشريحة المؤسسات والمستثمرين المؤهلين في اكتتاب الشركتين طلبات بأكثر من 173 مليار ريال و169 مليارًا على التوالي بمعدل تغطية تجاوز 115 مرة لكل منهما.

التحديات والمستقبل بالبورصة السعودية

وقرب فترة الإجازات الشتوية، يدفع أيضًا نحو انخفاض معدلات السيولة في الأسواق، في حين أن عمليات جني الأرباح الحالية المصحوبة بتراجع قيم التداولات مؤشرًا إيجابيًا، إذ تؤكد على قناعة المستثمرين بأسهمهم وعدم التفريط بها عند مستويات الأسعار الحالية.

وتتجه الأنظار اليوم أيضًا إلى أسهم “الرياض للتعمير” بعد أن كشفت الشركة أمس عن إطلاق صندوق استثمار عقاري بقيمة 3.5 مليار ريال (حوالي 930 مليون دولار)، لتمويل مشروع تطوير أبراج متعددة الاستخدامات، ضمن مشروع المسار الرياضي في العاصمة السعودية الرياض.
وارتفع السهم أمس بنسبة 3.92% إلى أعلى مستوياته منذ سبتمبر 2021، مخالفًا أداء أسهم القطاع العقاري الأوسع.

كما سيراقب السوق اليوم أداء أسهم “سدافكو” أكبر شركة لمنتجات الألبان طويلة صلاحية الاستهلاك في السعودية، حيث ستكشف الشركة قرار جمعيتها العامة غير العادية، الخاص بإعادة شراء 2.7 مليون سهم خلال الـ12 شهرًا المقبلة.

كما تعادل الكمية المقررة لبرنامج إعادة شراء الأسهم مضاعف 88 مرة متوسط حجم التداول اليومي خلال آخر 3 أشهر.