قطر تدعو مصر وأمريكا وإسرائيل لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة

القاهرة (خاص عن مصر)- من المتوقع أن تتخذ قطر قرارًا حاسمًا هذا الأسبوع بشأن مشاركتها في استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
فوفقا للجارديان، تفكر الدولة الخليجية في دعوة كبار المسؤولين الاستخباراتيين الأميركيين والإسرائيليين والمصريين إلى الدوحة على أمل التوسط في صفقة لإنهاء الصراع المستمر.
الضغوط لإعادة الانخراط في جهود الوساطة
انسحبت قطر في البداية من عملية الوساطة في نوفمبر، مشيرة إلى عدم وجود حسن نية في المحادثات. ومع ذلك، أعادت التطورات الأخيرة، بما في ذلك المناقشات بين فريق انتقال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إشعال الآمال في إمكانية التوصل إلى اتفاق.
يبدو أن جهود الوساطة دخلت الآن مراحلها النهائية، حيث أبدت كل من إسرائيل وحماس بعض الاستعداد للتفاوض.
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد بن محمد الأنصاري، أنه في حين أن هناك زخمًا، يجب على الجانبين تقديم تنازلات من أجل التوصل إلى أي اتفاق. إن قرار قطر بدعوة المفاوضين الرئيسيين سوف يعتمد على قوة المحادثات ومستوى الالتزام الذي تظهره جميع الأطراف.
اقرأ أيضا.. فجر جديد لسوريا.. التحديات والآمال في حقبة ما بعد الأسد
دور الولايات المتحدة ومصر في المحادثات
بالإضافة إلى مشاركة قطر، أجرت مصر مناقشات منفصلة مع حماس، مع التركيز على تبادل السجناء السياسيين الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين، بما في ذلك بعض المواطنين الأميركيين الإسرائيليين المزدوجين.
في الوقت نفسه، مارس ترامب ضغوطا على إسرائيل للتوصل إلى حل، مع تحديد الموعد النهائي في 20 يناير، تزامنا مع تنصيبه. وحذر ترامب من أن الفشل في إطلاق سراح الرهائن بحلول ذلك التاريخ سيكون له عواقب وخيمة، مع تأكيد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، على أن مثل هذا السيناريو لن يتم التسامح معه.
نقاط الخلاف في المفاوضات
إن أحد التحديات الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار الجارية هو قضية الدور المستقبلي لحماس في غزة. وطالبت حماس إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق نار دائم والانسحاب بالكامل من غزة. ومع ذلك، اقترحت إسرائيل وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا على الأقل، مما يسمح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى المنطقة.
وقد اقترح الفلسطينيون تشكيل لجنة دعم مجتمعية، اتفق عليها حماس وفتح (التي تسيطر على السلطة الفلسطينية)، لإدارة غزة بعد الصراع. وفي حين قبلت حماس هذه اللجنة، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد وافق على الخطة.
وتستمر إسرائيل والولايات المتحدة في الإصرار على أن حماس لا ينبغي أن يكون لها دور مستقبلي في حكم غزة، خوفًا من أن يسمح أي اتفاق لتقاسم السلطة للجماعة المسلحة بالاحتفاظ ببعض السيطرة.
مستقبل الحكم الفلسطيني
أوضح أنصاري من قطر أن المجتمع الدولي يجب أن يسعى إلى نموذج حكم قابل للتطبيق في غزة يشمل جميع الأراضي الفلسطينية، محذرًا من فصل غزة عن الضفة الغربية. وجادل بأن الوضع الحالي، الذي شهد توترات متزايدة في كلتا المنطقتين، لا ينبغي السماح له بالاستمرار.
وعلاوة على ذلك، أعرب أنصاري عن قلقه إزاء الخطط الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، وهي الخطوة التي اقترحها بعض أعضاء حكومة نتنياهو. ووصف مثل هذه الإجراءات بأنها غير منتجة، مؤكدًا أن الضم من شأنه أن يقوض أي اتفاق سلام محتمل.
التحديات التي تواجه الأونروا والجهود الإسرائيلية لتفكيكها
أصبحت مساعي الحكومة الإسرائيلية لتفكيك الأونروا، الوكالة التابعة للأمم المتحدة المسؤولة عن خدمات اللاجئين الفلسطينيين، نقطة خلاف أخرى في المفاوضات الأوسع نطاقًا.
انتقد فيليب لازاريني، رئيس الأونروا، جهود إسرائيل، ووصفها بأنها تحد صارخ للتفويض الممنوح للوكالة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكد لازاريني أن الأونروا تلعب دورًا حاسمًا في حماية اللاجئين الفلسطينيين ودعم حقوقهم.
بينما تزن قطر خياراتها بشأن استئناف جهود الوساطة، يواصل المجتمع الدولي مراقبة الوضع عن كثب. لا يزال الوضع في غزة مزريًا، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة عن سقوط أكثر من 44000 ضحية منذ اندلاع العنف في أكتوبر 2023.
ستكون الأيام المقبلة محورية في تحديد ما إذا كان من الممكن التوصل إلى وقف إطلاق النار، أو ما إذا كان الصراع سيستمر في التصعيد، مع عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي والعالمي.