قفزة عالمية في الطاقة المتجددة 2024.. العالم يسرّع التحول نحو المستقبل الأخضر

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) عن تسجيل زيادة ملحوظة في القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة عالميًا خلال عام 2024، مما يعكس تسارع الجهود الدولية للتحول نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.

يأتي هذا النمو مدفوعًا بالاستثمارات المتزايدة في مشاريع الطاقة الشمسية، والرياح، وغيرها من المصادر المتجددة، في إطار السعي لتحقيق الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

آيرينا: 4448 جيجاواط القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة عالمياً بنمو 15% في 2024

أظهر تقرير “إحصائيات القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 2025″، الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) اليوم الأربعاء، نمواً ملحوظاً في القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة خلال عام 2024، حيث بلغت 4448 جيجاواط، مسجلة زيادة قدرها 585 جيجاواط.

يمثل هذا التوسع 92.5% من إجمالي الزيادة في القدرة الإنتاجية العالمية، محققاً نمواً سنوياً قياسياً بنسبة 15.1%.

نمو قياسي في القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة

رغم أن عام 2024 شهد نمواً قياسياً في القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة، إلا أن هذا التقدم لا يزال غير كافٍ لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في مضاعفة القدرة الإنتاجية ثلاث مرات، لتصل إلى 11.2 تيراواط بحلول عام 2030، لتحقيق هذا الهدف يتعين أن يستمر التوسع بمعدل سنوي يبلغ 16.6% حتى عام 2030.

يعكس التقدم المحرز تفاوت نمو قدرات هذه الطاقة على الصعيد الجغرافي، فعلى غرار السنوات السابقة، استأثرت آسيا بالحصة الأكبر من هذا التوسع، وجاء ذلك مدفوعاً بالصين التي زادت قدرتها الإنتاجية بنسبة 64%.

في حين استحوذت أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي على النسبة الأقل بواقع 3.2% فقط، كما زادت مجموعة الدول الصناعية السبع ومجموعة العشرين قدرتها الإنتاجية من الطاقة النظيفة بمعدل 14.3% و90.3% على التوالي في عام 2024.

نمو مصادر الطاقة النظيفة يعد من المصادر مجزية اقتصادياً

قال فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، إن النمو السنوي المستمر لمصادر الطاقة المتجددة يعد خير دليل على أن هذه المصادر مجزية اقتصادياً، وقابلة للنشر بسهولة.

أشار إلى أنه على الرغم من أنها تحطم الأرقام القياسية للتوسع كل عام، فإنهم يواجهون التحديات نفسها المتمثلة في تفاوت نمو قدرات هذه الطاقة على الصعيد الإقليمي، والتي بدأت تدق ناقوس الخطر مع اقتراب الموعد النهائي لعام 2030.

الطاقة المتجددة

أكد لا كاميرا، أن تسريع وتيرة توسيع القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة أصبح ضرورة ملحة في ظل تزايد التنافس الاقتصادي والمخاوف المتعلقة بأمن الطاقة عالمياً.

وأوضح، أن الاستثمار في هذا القطاع لا يقتصر على تحقيق الاستدامة، بل يعد عاملاً أساسياً لتعزيز أمن الطاقة، تمامًا كما هو الحال مع الفرص الاقتصادية الأخرى.

كما دعا الحكومات إلى استغلال الجولة الثالثة المقبلة من المساهمات المحددة وطنياً لوضع خطط واضحة لطموحاتها في هذا المجال، وحث المجتمع الدولي على تعزيز التعاون ودعم الدول النامية في تحقيق أهدافها الطاقية.

اقرأ أيضاً.. شاهد اصطدام طائرتين خلال استعراض جوي في فرنسا

من جهته، أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن كل توسع في استخدام الطاقة المتجددة يسهم في تقليص الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية.

أشار إلى أن النمو القياسي لهذا القطاع لا يقتصر على تحسين البيئة، بل يساهم أيضاً في خلق فرص عمل جديدة، وتقليل تكاليف الطاقة، وتعزيز الاستدامة.

شدد غوتيريش على ضرورة تسريع التحول إلى هذه الطاقة وجعل هذا التحول أكثر إنصافاً، من خلال ضمان فرص متكافئة لجميع الدول للاستفادة من طاقة نظيفة ومنخفضة التكلفة.

الطاقة المتجددة

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تستحوذان على 96.6% من صافي إضافات الطاقة النظيفة

قد تصدرت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مشهد التوسع باستحواذهما معاً على 96.6% من صافي إضافات الطاقة المتجددة في عام 2024، حيث استحوذت القدرة الإنتاجية للطاقة الشمسية على ثلاثة أرباع التوسع، وزادت بنسبة 32.2% لتصل إلى 1865 جيجاواط، وحلت بعدها طاقة الرياح في المرتبة الثانية بنسبة 11.1%.

ساهم تراجع أنشطة الطاقة غير المتجددة في بعض المناطق في تعزيز القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة، مع ذلك يتعين بذل المزيد من الجهود للوصول إلى أهداف مضاعفة قدرة هذه الطاقة ثلاث مرات بحلول عام 2030 واتفاق باريس.

على مدار السنوات القليلة الماضية، كانت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تضغط من أجل وضع أهداف واضحة وقابلة للقياس الكمي لقدرات هذه الطاقة في الجولة الثالثة من المساهمات المحددة وطنياً.

لتحقيق ذلك، تساهم الوكالة بتعزيز وتنفيذ المساهمات المحددة وطنياً لأعضائها، مع التركيز على قطاع الطاقة من خلال مشاركتها مع مختلف البلدان.

زيادة قدرة إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية

زادت قدرة إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية بمقدار 451.9 جيجاواط عام 2024، واستأثرت الصين وحدها بـ 278 جيجاواط من إجمالي هذا التوسع، وحلت الهند في المرتبة الثانية (24.5 جيجاواط).

باستثناء الطاقة المائية التي يتم ضخها، وصلت القدرة الإنتاجية للطاقة الكهرومائية إلى 1283 جيجاواط، مما يدل على انتعاش ملحوظ منذ عام 2023، وجاء ذلك مدفوعاً بجهود الصين.

ساهمت كل من إثيوبيا وإندونيسيا ونيبال وباكستان وتنزانيا وفيتنام بأكثر من 0.5 جيجاواط لكل منها.

انخفض التوسع في طاقة الرياح بشكل طفيف، لتصل قدرتها الإنتاجية إلى إجمالي 1133 جيجاواط بحلول نهاية عام 2024، حلت الصين والولايات المتحدة مرة أخرى في صدارة هذا التوسع.

استمرار التوسع في الطاقة الحيوية

استمر توسع الطاقة الحيوية في عام 2024، بزيادة قدرها 4.6 جيجاواط مقارنة بـ 3.0 جيجاواط في عام 2023، وجاء هذا النمو مدفوعاً بجهود الصين وفرنسا، حيث ساهمت كل منهما ب 1.3 جيجاواط.

شهدت القدرة الإنتاجية للطاقة الحرارية الأرضية نمواً بمقدار 0.4 جيجاواط بشكل عام، وحلت نيوزيلندا في صدارة هذا التوسع، تليها إندونيسيا وتركيا والولايات المتحدة.

باستثناء أوراسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، شهدت القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة غير المتصلة بالشبكة نمواً بمقدار ثلاثة أضعاف، بزيادة قدرها 1.7 جيجاواط لتصل إلى 14.3 جيجاواط، وتهيمن عليها الطاقة الشمسية التي وصلت قدراتها الإنتاجية غير المتصلة بالشبكة إلى 6.3 جيجاواط بحلول عام 2024.

زر الذهاب إلى الأعلى