خاص عن العالم

قمة البريكس.. روسيا تحارب العزلة الغربية بالتخلص من الدولار الأمريكي

الموضوع الرئيسي خلال القمة هو المصلحة الجماعية في الحد من الاعتماد على النظام المالي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي

القاهرة (خاص عن مصر)- يُنظر إلى قمة البريكس، التي عقدت في قازان، روسيا، باعتبارها لحظة حاسمة بالنسبة لموسكو لموازنة الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لعزلها دوليًا بشأن حرب أوكرانيا، وذلك وفقا لتحليل لمجلة فورين بوليسي.
استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن المنصة للتأكيد على تحالفات روسيا العالمية، حيث رحب بمندوبين من 36 دولة فيما وصفه الكرملين بأنه أحد أكبر أحداث السياسة الخارجية الروسية. تضم مجموعة البريكس الآن ما يقرب من نصف سكان العالم وحصة كبيرة من الاقتصاد العالمي، مما يجعلها مجموعة مؤثرة يسعى بوتن إلى الاستفادة منها في إعادة تشكيل النظام العالمي.

تتمتع قمة هذا العام بأهمية خاصة بالنسبة لروسيا، حيث تمثل أول حدث دولي واسع النطاق يقام على الأراضي الروسية منذ غزوها لأوكرانيا في عام 2022. كما عزز توسع مجموعة البريكس لتشمل مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة حضورها العالمي، في حين تمت دعوة المملكة العربية السعودية للانضمام. وتهدف مشاركة بوتن إلى الإشارة إلى أن روسيا ليست معزولة على الساحة العالمية، على الرغم من العقوبات الغربية.

أقرا أيضا.. خلال قمة البريكس.. مصر والبرازيل تناقشان خطوات جريئة للمعاملات النقدية بالعملات المحلية

الصراع في أوكرانيا والنهج المختلفة

تظل الحرب الدائرة في أوكرانيا موضوعًا مركزيًا في القمة. جددت البرازيل والصين جهودهما لتعزيز اقتراح السلام المكون من ست نقاط، والذي قدمتاه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. وعلى الرغم من أن الاقتراح قوبل بمقاومة من أوكرانيا، فإن أعضاء مجموعة البريكس يواصلون السعي إلى حلول دبلوماسية للصراع. كما أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي التزام نيودلهي باتفاق الهدنة، على الرغم من الحقائق المعقدة على الأرض.

جدير بالذكر أن روسيا تحتفظ بسيطرتها على أربع مناطق أوكرانية محتلة، ويُنظر إلى العديد من دول مجموعة البريكس على أنها تدعم موقف موسكو. وقد ظهرت تقارير عن مساعدات عسكرية من إيران، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، في حين تُتهم الصين بتزويد روسيا بالسلع ذات الاستخدام المزدوج، وهو ادعاء تنفيه.

التوترات في الشرق الأوسط تزيد من التعقيد

من القضايا المهمة الأخرى على جدول أعمال القمة التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بصراع إسرائيل مع حماس وحزب الله. لقد كانت إيران، المؤيدة القوية لكلا المجموعتين، لاعباً مؤثراً، في حين انتقدت روسيا والصين تصرفات إسرائيل في غزة ولبنان.

مع ذلك، لا تشترك جميع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس في نفس الموقف – فقد حافظت دول مثل الإمارات العربية المتحدة على موقف أكثر حياداً، وتوازن العلاقات مع الغرب والجهات الفاعلة الإقليمية.

التحرك نحو التخلص من الدولار الأمريكي

كان الموضوع الرئيسي خلال القمة هو المصلحة الجماعية في الحد من الاعتماد على النظام المالي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي.

أعربت العديد من دول مجموعة البريكس عن رغبتها في التحول نحو استخدام عملاتها الوطنية للتجارة والمعاملات، وهو ما من شأنه أن يقوض بشكل كبير نظام الدفع SWIFT الذي يقوده الغرب. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها شريان حياة محتمل لروسيا، مما يسمح لها بتجنب العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب.

إن فكرة إزالة الدولرة تتماشى مع الجهود الأوسع التي تبذلها دول مجموعة البريكس لتعزيز التعاون التكنولوجي والاقتصادي، وخاصة في مجالات مثل الطاقة وتبادل البيانات عبر الأقمار الصناعية. من شأن هذه الاستراتيجية أن تسمح لهذه الدول بتعزيز استقلالها الاقتصادي عن الهيمنة المالية الغربية.

الخطوات المستقبلية والاتفاقيات الثنائية

كما قدمت القمة فرصًا للمفاوضات الثنائية بين أعضاء مجموعة البريكس. ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الهندي مودي بالرئيس الصيني شي جين بينج لمناقشة النزاعات الحدودية الجارية، في حين من المتوقع أن تعمل إيران على تعميق شراكتها الاستراتيجية مع روسيا، حيث يشكل التعاون الدفاعي والعسكري عناصر أساسية.

تسلط قمة البريكس الضوء على الدور المتنامي للمجموعة في الجغرافيا السياسية العالمية. ومع توسع العضوية والتركيز على الحد من النفوذ الغربي، تعمل مجموعة البريكس على وضع نفسها كقوة موازنة للهيمنة الأمريكية، وخاصة في سياق الصراعات العالمية الحالية والتحولات الاقتصادية.

زر الذهاب إلى الأعلى