كبتاغون الأطفال يصدم السوريين.. ماذا حدث في مستودع اللاذقية ؟
في تطور جديد يكشف عن مدى تغلغل تجارة المخدرات في سوريا خلال فترة حكم نظام الأسد، ضبطت إدارة الأمن العام السورية في اللاذقية مستودعًا ضخمًا يحتوي على كميات هائلة من حبوب الكبتاغون المخدرة، مخبأة بطرق مبتكرة داخل ألعاب الأطفال وقطع الأثاث المنزلي.
كبتاغون الأطفال.. لقطات صادمة في سوريا
ونشرت وكالة الأنباء السورية “سانا” لقطات مصورة تُظهر حجم الكميات المضبوطة من الكبتاغون، والتي تم استخراجها من دراجات الأطفال وقطع الأثاث.
وتداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو صادم لعنصر من الأمن العام وهو يكسر دراجة أطفال لتنكشف عن مخبأ سري مليء بالحبوب المخدرة.
حملة لمكافحة المخدرات
هذا الاكتشاف يأتي في سياق حملة واسعة لمكافحة المخدرات أطلقتها السلطات السورية بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي.
وكانت السلطات قد أعلنت في وقت سابق عن اكتشاف مصانع لإنتاج الكبتاغون في مواقع غير متوقعة، مثل قاعدة جوية في منطقة المزة قرب دمشق، وشركة لبيع السيارات في اللاذقية، ومصنع للوجبات الخفيفة في دوما بريف دمشق.
وهي أماكن لم يكن ليخطر ببال أحد أنها قد تُستخدم لإنتاج هذه السموم.
اقرا أيضا
لحظة فارقة.. تفاصيل أول اتصال يجريه قائد سوريا الجديدة مع زعيم دولة عربية
مصدر رئيسي للعملة في سوريا الأسد
وتشير التقارير إلى أن نظام الأسد قد اعتمد على تجارة الكبتاغون كمصدر رئيسي للعملة الصعبة منذ عام 2018، لتعويض الخسائر المالية الناجمة عن الحرب وتغطية جزء من تكاليفها.
الدولار يباع على الرصيف.. كيف يهدد انتشار تجارة العملة اقتصاد سوريا؟
وقد تحولت سوريا خلال هذه الفترة إلى أكبر منتج ومصدر للكبتاغون على مستوى العالم، حيث غزت هذه المخدرات منطقة الشرق الأوسط، وخاصة دول الخليج، عبر تهريبها عبر العراق والأردن ولبنان. طريقٌ مُحفوف بالمخاطر، ولكنه يُدرّ أرباحًا طائلة لأصحاب النفوس الضعيفة.
وقدّرت دراسات صادرة عن معهد “نيو لاينز” في نيويورك أن عائدات تجارة الكبتاغون في سوريا كانت تُدر على دمشق ما لا يقل عن 2.4 مليار دولار، وهو رقم كبير إذا ما قورن بحجم التجارة العالمية للكبتاغون المقدر بنحو 10 مليارات دولار. مبلغٌ يُظهر حجم هذه التجارة المُدمرة وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.
وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شخصيات من نظام الأسد متورطة في إنتاج وتهريب الكبتاغون، بموجب قانون “كبتاغون”.
مخازن الكبتاغون
بالإضافة إلى المستودع الذي تم اكتشافه في اللاذقية، كشفت السلطات السورية عن عدة مخازن أخرى للكبتاغون في مناطق مختلفة من البلاد، من بينها مخازن سرية داخل مزارع حيث تم العثور على كميات كبيرة من الكبتاغون مخبأة في مزارع نائية، حيث كان يتم استخدامها كغطاء لعمليات الإنتاج والتخزين.
كما تم اكتشاف أنفاق ومخابئ تحت الأرض تُستخدم لتخزين الكبتاغون بعيدًا عن أعين السلطات، والعثور على حاويات شحن تم تعديلها خصيصًا لإخفاء كميات كبيرة من الكبتاغون ونقلها عبر الحدود.