كواليس استعادة مصر آثارها المنهوبة.. استرداد عشرات القطع الأثرية خلال أيام
تمكنت مصر خلال أسبوع واحد من استعادة عشرات القطع الأثرية المهربة إلى الخارج، بعد تحركات دبلوماسية بين القاهرة وأنقرة وباريس، حيث زار وزيرا السياحة والآثار والخارجية المصريان كل من تركيا وفرنسا في إطار جهود استعادة الإرث التاريخي المصري.
تسلُّم قطع أثرية من فرنسا
أعلنت وزارة الخارجية المصرية، الخميس، عن تسلُّم مصر قطعًا أثرية مهربة من فرنسا، نجحت السفارة المصرية في باريس في استردادها بالتنسيق مع وزارة الداخلية الفرنسية.
وشارك وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في مراسم استلام القطع، مؤكدًا تقدير مصر للتعاون الفرنسي في استعادة آثارها.
كما شدد الوزير على أهمية ملاحقة شبكات تهريب الآثار وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة تهريب التراث الثقافي.
152 قطعة أثرية مستردة من تركيا
في سياق متصل، تسلّم وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، 152 قطعة أثرية من تركيا، تم ضبطها بعد خروجها من مصر بطرق غير قانونية.
جاء ذلك خلال زيارته إلى أنقرة لحضور الدورة الـ28 لمعرض “شرق البحر المتوسط الدولي للسياحة والسفر 2025” (EMITT)، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون السياحي.
اقرأ أيضًا:
التأمين الصحي الشامل يحقق نموًا ماليًا.. 29.3 مليار جنيه في 2024
إنجاز مصري في حماية التراث
وصف الدكتور حسين عبد البصير، عالم الآثار المصري، استعادة هذه القطع الأثرية خلال أسبوع بأنها “إنجاز كبير” في مسيرة جهود مصر لاستعادة تراثها الحضاري.
وأوضح أن مصر تخوض معركة قانونية ودبلوماسية منذ سنوات لاستعادة كنوزها التاريخية المسروقة من المتاحف العالمية وتجار الآثار غير الشرعيين.
في نوفمبر الماضي، نجحت مصر في استرداد 67 قطعة أثرية مسروقة من ألمانيا، تنتمي إلى فترات مختلفة من التاريخ المصري القديم، من بينها أجزاء من مومياوات وقناعين وجداريتين مأخوذتين من مقبرة الوزير “باك آن رن إف” بسقارة، إضافة إلى مجموعة من تماثيل “الأوشابتي” التي كانت توضع مع المتوفى في المقابر وفق المعتقدات المصرية القديمة.
اتفاقيات دولية لتعقب الآثار المسروقة
وأشار عبد البصير إلى أن مصر أبرمت اتفاقيات ثنائية مع عدة دول، مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة، لاسترداد القطع الأثرية المهربة.
كما تعمل على تتبع المسروقات من خلال منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) ومنظمة اليونيسكو، ورغم النجاحات المتحققة، لا تزال هناك تحديات، مثل استمرار المزادات العالمية في عرض آثار مسروقة، وضعف القوانين في بعض الدول بخصوص تجارة الآثار.
آليات الترميم والعرض في المتاحف
بعد استعادة القطع المهربة، يتم إخضاعها لفحوص علمية شاملة، تشمل الترميم والتوثيق، قبل عرضها في المتاحف المصرية، مما يسهم في تعزيز الوعي الثقافي وإتاحة التراث المصري للأجيال الجديدة.
30 ألف قطعة أثرية مستردة منذ 2014
وفقًا لتصريحات المسؤول عن إدارة الآثار المستردة، تمكنت مصر من استعادة نحو 30 ألف قطعة أثرية مهربة منذ عام 2014 حتى أغسطس 2024.
وشملت هذه العمليات استرداد 5 آلاف قطعة من الولايات المتحدة عام 2021، و114 قطعة من فرنسا عام 2022، بالإضافة إلى 36 قطعة أثرية من إسبانيا.