كوريا الجنوبية تُعزز أسطولها البحري بتدشين فرقاطة FFX-III المتطورة ذات القدرة العالية على الانتشار السريع

دشنت كوريا الجنوبية مؤخرًا فرقاطة عسكرية جديدة من الجيل الثالث ضمن سلسلة FFX، وذلك خلال حفل أقيم في حوض بناء السفن التابع لشركة SK Oceanplant، بحضور أكثر من 140 شخصية، من بينهم كبار المسؤولين العسكريين وممثلون عن إدارة المشتريات الدفاعية.

كوريا الجنوبية تدشن فرقاطة FFX-III الحديثة لتعزيز قوتها البحرية

الفرقاطة الجديدة، التي بدأت أعمال تصنيعها عام 2023، تمثل جزءًا من برنامج وطني شامل يهدف إلى تطوير قدرات البحرية الكورية الجنوبية وتعزيز جاهزيتها لمواجهة التحديات الإقليمية.

ومن المقرر أن تدخل الخدمة الفعلية بحلول عام 2026، بعد الانتهاء من مرحلة التجهيزات الفنية والاختبارات البحرية.

تطوير مستمر ووتيرة متسارعة

يأتي تدشين الفرقاطة الجديدة في سياق التعاون القائم بين الحكومة الكورية الجنوبية وشركات الصناعات الدفاعية المحلية، وعلى رأسها هيونداي للصناعات الثقيلة التي تولت بناء أول سفينة من فئة FFX-III في عام 2022.

وتُعَدُّ هذه الشراكة نموذجًا فعّالًا للتكامل بين القطاعين العسكري والمدني في تنفيذ المشاريع الدفاعية الكبرى.

مواصفات فنية وقتالية متقدمة

تتميز فرقاطات FFX-III بتصميم حديث يجمع بين الكفاءة القتالية والمرونة التشغيلية. يبلغ طول السفينة 129 مترًا، وعرضها 14.8 مترًا، مع إزاحة تصل إلى 4300 طن.

وتتمتع بسرعة قصوى تصل إلى 30 عقدة بحرية، ما يمنحها قدرة عالية على الانتشار السريع والاستجابة في مختلف البيئات البحرية.

ومن أبرز ما يميز هذه الفئة من السفن أنها تُعد أول فرقاطات كورية تُزوّد بنظام المدفعية الدفاعية قريبة المدى CIWS-II من إنتاج شركة LIG Nex1 المحلية، ما يرفع من كفاءة الدفاع الذاتي ضد الصواريخ والطائرات.

تسليح متكامل لمهام متعددة

تجمع فرقاطات FFX-III بين مختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلها لأداء مهام الدفاع والهجوم في آنٍ واحد، حيث تتسلح بـ:

مدفع رئيسي من عيار 127 ملم

صواريخ مضادة للسفن من طراز SSM-700K

صواريخ دفاع جوي من طراز K-SAAM

طوربيدات بحرية من طراز K-745 عيار 324 ملم

هذا التنوع في التسليح يضمن لها القدرة على التعامل مع التهديدات الجوية والبحرية وتحت السطح، مما يجعلها منصة بحرية قتالية متكاملة.

كوريا الجنوبية وتنامي قدرات التصنيع البحري

يمثل تدشين فرقاطات FFX-III محطة جديدة في مسار كوريا الجنوبية نحو الاستقلال الصناعي الدفاعي، لا سيما في قطاع بناء السفن الحربية.

فخلال العقدين الأخيرين، نجحت سيول في تطوير بنية تحتية دفاعية قوية مدعومة بالتكنولوجيا المتقدمة والشراكات المحلية، لتتحول من دولة مستوردة للأسلحة إلى واحدة من أكبر مصدري الأنظمة الدفاعية في آسيا.

تُظهر فرقاطات FFX-III قدرة كوريا على تصميم وبناء منصات قتالية متقدمة محليًا، بما يشمل أنظمة التسليح، الرادارات، والمحركات. كما أن تبنّي أنظمة الدفاع القريب من إنتاج محلي يُعد مؤشرًا واضحًا على انتقال كوريا إلى مرحلة “التكامل الصناعي العسكري الكامل”، وهو ما يعزز من استقلالية القرار العسكري ويخفض من التبعية للخارج.

ومع استمرار سيول في تحديث قواتها البحرية والجوية، وتوسيع صادراتها من المعدات الدفاعية، فإن كوريا الجنوبية تقترب تدريجيًا من مصاف الدول المصنعة الكبرى في الصناعات الدفاعية.

اقرأ أيضاً.. بعد اختراق صواريخ إيران لأجواء قطر.. ما نوع الدفاعات الجوية المستخدمة في الدوحة وأي دول عربية تمتلكها؟