كوريا الجنوبية في حالة اضطراب بسبب الأحكام العرفية.. ماذا يحدث في سيول؟

القاهرة (خاص عن مصر) أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول الأحكام العرفية الطارئة خلال إفادة تلفزيونية يوم الثلاثاء، مستشهداً بالتهديدات التي تتعرض لها الأمن القومي واتهم المعارضة بممارسة أنشطة معادية للدولة والتعاطف مع كوريا الشمالية.

وفقًا لمتابعة صحيفة الجارديان الحية، أدت هذه الخطوة إلى دفع البلاد إلى حالة من الاضطراب السياسي، مع احتجاجات واسعة النطاق ومعارضة قوية من جانب المشرعين والمراقبين الدوليين.

رد فعل عنيف فوري من البرلمان

رداً على ذلك، عقد 190 مشرعًا في الجمعية الوطنية جلسة طارئة، وصوتوا بالإجماع على رفع مرسوم الأحكام العرفية. وأعلن رئيس الجمعية وو وون سيك أن المرسوم غير صالح، وحث الرئيس على سحبه على الفور. وعلى الرغم من القرار البرلماني، أعلن الجيش أن الأحكام العرفية ستظل سارية حتى يلغيها الرئيس رسمياً.

اندلعت الاحتجاجات على مستوى البلاد

تجمع آلاف المحتجين خارج الجمعية الوطنية، مرددين شعارات مثل “ارفعوا الأحكام العرفية، احموا الديمقراطية” و”اعزلوا الرئيس يون”. أقامت الشرطة حواجز للسيطرة على الحشد مع تصاعد التوترات. تسلط الاحتجاجات الضوء على السخط المتزايد من تصرفات الرئيس، والتي يراها كثيرون تجاوزًا للسلطة الاستبدادية.

اقرأ أيضًا: للمرة الأولى منذ 40 عامًا.. رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية ويثير جدلًا عالميًا

ردود الفعل الدولية: القلق والإدانة

استجابت القوى العالمية بسرعة للأزمة المتكشفة. أعربت الولايات المتحدة عن “قلقها الشديد”، حيث يراقب الرئيس جو بايدن ووزارة الخارجية الوضع عن كثب. وأكد السفير الأمريكي في كوريا الجنوبية، فيليب جولدبرج، على الطبيعة السائلة للأحداث وحث المواطنين الأمريكيين على البقاء على اطلاع.

أعربت روسيا والصين أيضًا عن مخاوفهما. ووصف الكرملين الوضع بأنه “مقلق”، بينما نصحت سفارة الصين في سيول رعاياها بتوخي الحذر وتجنب الخروج غير الضروري. تراقب حكومة المملكة المتحدة التطورات عن كثب، وتنصح المواطنين البريطانيين بالاستماع إلى إرشادات السلطات المحلية.

التداعيات الاقتصادية: الأسواق في انحدار

أدى إعلان الأحكام العرفية إلى حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي، حيث هبطت قيمة الوون الكوري مقابل الدولار الأمريكي. وعقد وزير المالية تشوي سانج موك اجتماعًا طارئًا لمعالجة تقلبات السوق، مع ظهور مخاوف بشأن الاضطرابات السياسية المطولة.

الحزب الديمقراطي يندد بالأحكام العرفية

وصف حزب المعارضة الرئيسي، الحزب الديمقراطي، إعلان الأحكام العرفية بأنه “انقلاب”. وانتقدوا الرئيس لتجاوزه الإجراءات الدستورية وأكدوا أن الوضع السياسي الحالي لا يبرر مثل هذه التدابير الصارمة. ودعا الحزب إلى محاسبة الرئيس يون على ما اعتبروه مرسومًا غير قانوني وغير صالح.

الدعوات إلى الحل

مع استمرار الاحتجاجات وتكثيف التدقيق الدولي، تتزايد الدعوات إلى حل سلمي للأزمة السياسية في كوريا الجنوبية. أعرب نائب وزير الخارجية الأمريكي كيرت كامبل عن أمله في حل النزاعات بما يتماشى مع المبادئ الديمقراطية، مما يعكس التوقعات الدولية الأوسع لكوريا الجنوبية للحفاظ على قيمها الديمقراطية.

تواجه كوريا الجنوبية منعطفًا حاسمًا. فقد كشف القرار المثير للجدل الذي اتخذه الرئيس عن انقسامات عميقة داخل البلاد، مما يشكل تحدياً لمؤسساتها الديمقراطية. وما زال من غير الواضح ما إذا كان الرئيس يون سيستجيب لدعوات المشرعين والمحتجين والحلفاء الدوليين لإلغاء قراره.