كيف استطاعت مصر بناء أسطول بحري ضخم في 10 سنوات؟
أصبحت مصر اليوم تمتلك واحدة من أقوى البحريات الإقليمية، متقدمة بذلك على العديد من دول منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا؛ وذلك بفضل عملية التطوير والتحديث واسعة النطاق التي شهدتها القوات البحرية المصرية، والتي انطلقت في عام 2014. وكان أحد ركائز هذه العملية هو اقتناء أحدث القطع البحرية لبناء أضخم الأساطيل البحرية في المنطقة.
بدأت خطة التحديث والتطوير الشامل للبحرية المصرية عقب تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014، حيث كانت البداية بعقد صفقات تسليح نوعية مع عدد من الدول الأوروبية؛ مما مكَّن مصر من امتلاك أحدث المنظومات التسليحية والقطع البحرية من مختلف الفئات، بالإضافة إلى الحصول على تكنولوجيا التصنيع المتقدمة لتوطين صناعة السفن الحربية محليًا.
حاملات المروحيات “ميسترال”
- حاملة المروحيات المصرية من طراز “ميسترال”
كان التعاقد على حاملتي المروحيات من طراز ميسترال من أولى الخطوات التي اتخذتها القيادة السياسية والقوات المسلحة لتطوير البحرية المصرية والانتقال بها إلى مرحلة جديدة من القدرات والإمكانات التي تمكن مصر من التحرك على كافة الإتجاهات الاستراتيجية لمواجهة التحديات والتهديدات المختلفة والبعيدة عن النطاق الجغرافي للبلاد.
وتمتلك حاملات المروحيات “ميسترال” قدرات فائقة تمكنها من تنفيذ العمليات العسكرية بمختلف أشكالها سواء كانت أعمال تأمين أو عمليات هجومية، حيث تستطيع حمل 15 مروحية ثقيلة أو 35 مروحية خفيفة. كما يمكنها حمل 40 دبابة أو 70 مركبة عسكرية تشمل 13 دبابة إلى جانب جانب 450 جنديا، بالإضافة لـ4 وسائط إنزال.
- مروحيات كاموف كا-52 على متن حاملة المروحيات المصرية جمال عبدالناصر من طراز ميسترال
كما أنها تستطيع العمل كمركز قيادة وسيطرة بالإضافة إلى احتوائها على مستشفى يماثل تجهيز مستشفى خاص ببلدة ذات كثافة سكانية تصل إلى 30 ألف نسمة، حيث يقام على مساحة 750م2 ويضم 69 سريرا و20 غرفة، تشمل غرفا للعمليات والمسح والأشعة، وقسم الأسنان، بالإضافة لـ7 غرف للعناية المركزة، مع إمكانية إضافة 50 سريرا طبيا.
الفرقاطة تحيا مصر من طراز “فريم”
- الفرقاطة “فريم تحيا مصر”
تعاقدت القوات المسلحة المصرية في عام 2015 على فرقاطة فرنسية الصنع من طراز “فريم أكوتين” والتي أطلق عليها إسم “تحيا مصر”، لتكون نواة تطوير قطع السطح القتالية بالقوات البحرية المصرية، وتمتاز الفرقاطة بقدراتها النوعية على مواجهة مختلف العدائيات في البحر والجو والمناكق الساحلية، كما تتخصص في مهام مكافحة الغواصات، مع قدرتها على توفير مظلة الدفاع الجوي من خلال صواريخ أرض-جو من طراز أستر-15، بالإضافة لقدرتها على استهداف السفن المعادية والأهداف الساحلية بواسطة صواريخ سطح-سطح من طراز MM40 إكزوسيت.
الفرقاطات الشبحية”جوويند”
- إحدى الكورفيتات الشحبية المصرية من طراز جوويند وتحمل على متنها مروحية مضادة للغواصات
وتعاقدت مصر مع الجانب الفرنسي ممثلاً في شركة نافال جروب على إقتناء أربعة كورفيتات من طراز “جوويند” بإزاحة 2500 طن، حيث اشترطت مصر نقل تكنولوجيا التصنيع لبناء 3 كورفيتات محلياً من إجمالي 4 متعاقد عليها، وقامت شركة ترسانة الإسكندرية ببناء الكورفيتات الثلاث من طراز “جوويند” عقب الانتهاء من أعمال تطوير الترسانة ونقل تكنولوجيا التصنيع الفرنسية.
وتتسلح الكورفيتات المصرية من طراز “جوويند” بـ 16 صاروخًا أرض-جو من طراز VL-MICA للدفاع الجوي، وثمانية صواريخ سطح-سطح مضادة للسفن من طراز MM40 إكزوسيت، بالإضافة إلى قاذف ثنائي للطوربيد الخفيفة ومدفع رئيسي عيار 76 ملم ومدفعين عيار 20 ملم. كما يمكن لكل سفينة أن تحمل مروحية متوسطة.
الفرقاطات الثقيلة “بيرجاميني”
- الفرقاطة الثقيلة متعددة الأغراض من طراز “فريم بيرجاميني”
وفي عام 2020، تعاقدت مصر مع الجانب الإيطالي على إقتناء فرقاطتين من طراز “فريم بيرجاميني”، أطلق عليهما أسماء “برنيس” و”الجلالة”، وتعد هذه الفرقاطات من فئة الفرقاطات الثقيلة متعددة الأغراض بإزاحة تبلغ 6700 طن، حيث تمتاز بقدراتها العالية على أداء مختلف المهام، بداية من توفير الدفاع الجوي ومكافحة الغواصات وقطع السطح ومهاجمة الأهداف الساحلية والبحرية المختلفة.
كما تعتبر الفرقاطات المصرية من طراز “بيرجاميني” أقوى القطع البحرية القتالية في الشرق الأوسط، نظراً لتجهيزها المتطور من أنظمة الرادار والحماية ووسائل التشويش والإعاقة والدعم الإلكترونية والتسليح النوعي الذي تتزود به، ويشمل صواريخ الدفاع الجوي من طراز أستر 30/ 15، ومدفع رئيسي عيار 127 ملم، ومدفع عيار 76 ملم، بالإضافة لتسليحها بصواريخ المضادة للسفن، وطوربيدات، مع قدرتها على حمل 2 مروحية بجانب طائرة بدون طيار.
الفرقاطات الألمانية المتطورة “ميكو”
- فرقاطة مصرية من طراز ميكو
تعاقدت مصر مع الجانب الألماني ممثلا في شركة “تيسين كروب مارين سيستمز” في عام 2019 على اقتناء أربعة فرقاطات متعددة المهام من طراز “MEKO A200″، حيث شمل التعاقد تجهيز القطع البحرية المصرية بأحدث أنظمة التسليح والتجهيزات، ونقل تكنولوجيا التصنيع لبناء فرقاطة واحدة محلياً بشركة ترسانة الإسكندرية.
وتعد الفرفاطات المصرية من طراز “ميكو” هي الأفضل تسليحا من هذا الطراز، حيث تتزود بمدفع عيار 127 ملم، و4 مدافع من عيار 12.7 ملم و 20 ملم، وعدد 32 صاروخ أرض – جو للدفاع الجوي من طراز MICA NG بمدى حتى 40 كم، وطوربيدات ثقيلة وخفيفة، وعدد 16 صاروخ مضاد للسفن من طراز أكزوسيت، بالاضافة لمهبط مروحيات وحظيرة لاستيعاب مروحية مضادة للغواصات وطائرات بدون طيار ذات الإقلاع العمودي.
الغواصات الألمانية المتطورة
- غواصات البحرية المصرية من طراز Type-209
وعززت القوات البحرية المصرية قوتها بامتلاك أحدث الغواصات الهجومية الألمانية الصنع من طراز Type 209/1400mmod، حيث تسلمت مصر خلال العشر سنوات الماضية 4 غواصات من هذا الطراز، والذي يتسلح بـ14 طوربيد وصاروخ عمق-سطح، بالإضافة إلى قدرتها على نشر الألغام البحرية، فضلاً عن تزويدها بتقنيات الرصد المتطورة من رادارات وأنظمة السونار، وقدرات التجسس والاستخبار الإلكتروني.
اقرأ أيضًا.. تحركات مصرية جديدة في أفريقيا.. توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين مصر وأنجولا
سفن الإمداد والتموين ونقل الجنود
- إحدى سفن الإمداد ونقل الجنود البريطانية التي حصلت عليها البحرية المصرية مؤخراً
ولم يقتصر التطوير على القطع البحرية القتالية وحسب، بل امتد ليشمل تعزيز قدرات البحرية المصرية اللوجيستية من خلال إقتناء سفينتي دعم لوجيستي وإمداد ونقل جنود من طراز فورت أوستن وفورت روزالي، وأطلق عليهما أسماء “سجم الأقصر” و”سجم أبو سمبل”، حيث تعتبران من أضخم القطع البحرية في الأسطول البحري المصري، بازاحة كلية تبلغ 23 ألف طن.
ويمكن للسفينة الواحدة من هذا الطراز حمل أكثر من 3500 طن من المؤن والذخائر والإمدادات الصلبة بالإضافة للمساحات المخصصة لنقل الجنود، ما يجعلها عنصراً أساسيا لتوفير الدعم اللوجيستي للأسطول ودعم عمليات نقل القوات ونشرها في أي مكان حول العالم بفضل مدى العمليات الذي يبلغ 23 ألف كم بسرعة 20 عقدة.
تطوير أسطول مصر من لنشات الدورية البحرية
- لنشات الدورية “عمر بن الخطاب” الألمانية الصنع من طراز TNC-35
شهدت البحرية المصرية طفرة نوعية في تطوير القطع البحرية صغيرة الحجم من لنشات وسفن الدورية والصواريخ بمختلف الأحجام والفئات، حيث عززت مصر من أسطولها من لنشات الدورية الساحلية CPC-28 من طراز “سويفت شيب”، والتي تقوم مصر بإنتاجها محلياً بالتعاون مع الجانب الأمريكي، بالإضافة للحصول على 3 لنشات مرور بعيد أمريكية من طراز “سيليكون”.
واقتنت البحرية المصرية أعداد من اللنشات الاعتراضية السريعة من طراز MTRP-20، والتي يتم تصنيعها محلياً بواسطة ترسانة الإسكندرية، وتتميز بسرعتها العالية التي تبلغ 60 عقدة بحرية، بالإضافة لاقتناء عدد 9 لنشات دورية ساحلية من طراز TNC-35، ولنش التدريب والمرور الساحلي بطول 60 متر طراز TS60 الألمانية الصنع.
- لنش الدورية والمرور الساحلي CPC-28
- لنش الدورية والمرور البعيد من طراز “سيليكون”
- لنش التدريب والمرور الساحلي TS60
الكورفيت الكوري “شباب مصر” من طراز بوهانج
- الكورفيت الكوري “شباب مصر” من طراز بوهانج
وفي عام 2017، حصلت البحرية المصرية على كورفيت الدورية والحماية الساحلية الكوري الجنوبي من طراز بوهانج، والذي أطلق عليه اسم “شباب مصر”، حيث يتميز بالقدرات القتالية العالية وقدرة الإبحار لمسافات طويلة لمسافة 4500 ميل بحري، وبسرعة تصل إلى 32 عقدة (59.2 كم / س) وإزاحة كلية تصل إلى 1240 طن، حيث يتميز بقدراته القتالية العالية من المدافع مختلفة الأعيرة، كما يمكنه إطلاق الطوربيدات وقذائف الأعماق، ومزود بأحدث الأنظمة الملاحية والإشارية.
لنش الصواريخ الروسي الثقيل “مولينيا”
- لنش الصواريخ الروسي الهجومي الثقيل من طراز “مولينيا”
كما حصلت البحرية المصرية في عام 2015 على لنش الصواريخ الهجومى الثقيل الروسي الصنع من طراز مولينيا، والذي يتسلح بـ4 صواريخ P-270 “موسكيت” المضادة للسفن بمدى يبلغ 120 كم ورأس حربي يزن 320 كجم وسرعة 3 ماخ. كما يتزود اللنش بمجموعة من أنظمة التسليح المتقدمة من وأنظمة الحرب الإلكترونية والرادارات.
لنشات الصواريخ الأمريكية الأحدث على مستوى العالم
- لنش الصواريخ الأمريكي الثقيل من طراز أمباسدور
وأكملت البحرية المصرية خلال السنوات الماضية تسلم 4 لنشات صواريخ من طراز أمباسدور أم كي 3، وهي لنشات صواريخ هجومية شبحية التصميم أميركي الصنع صممت خصيصاً لتلبية إحتياجات البحرية المصرية، حيث تعتبر من أقوى وأفضل لنشات الصواريخ علي مستوي العالم بفضل سرعتها العالية التي تصل إلى 76 كم، وتجهيزها الإلكتروني المتطور وتسليحها الثقيل، الذي يشمل صواريخ سطح-سطح مضادة للسفن من طراز “هاربون” وصواريخ أرض-جو للدفاع الجوي من طراز RIM-116 ومنظومة الدفاع “فلانكس” ومدفع رئيسي عيار 76 ملم ورشاشات متعددة الأعيرة.
تصنيع أسطول من لنشات الصواريخ والدورية محليًا
- سفينة الدورية PV-43
أعلنت شركة ترسانة الإسكندرية البحرية مؤخراً عن شراكة مع مجموعة لورسن الألمانية لبناء أسطول من اللنشات وسفن الدورية محلياً تحت إسم PV-43، والتي تتزود بأحدث التجهيزات وأنظمة التسليح، وتتوفر بنسختين، الأولى تعمل كسفينة دورية بعيدة عن الشاطئ OPV، والثانية لنش صواريخ يتزود بـ4 صواريخ سطح مضادة للسفن، إلى جانب مدفع يتم التحكم به عن بعد من عيار 30 ملم، ومدافع من عيار 12.7 ملم، بالإضافة لعدد من المنظومات الإلكترونية والبصرية المتقدمة.
- مجسم لنش المرور الساحلي PV43 بجانب مجسم الكورفيت الشبحي من طراز جوويند بجناح ترسانة الإسكندرية خلال معرض إيديكس 2023
المسيرات البحرية تنضم للأسطول المصري
- القارب المسير هيدرا B5 – أرشيفية
كشف الفريق أشرف عطوة، قائد البحرية المصرية، مؤخراً عن امتلاك الجيش المصري والقوات البحرية مسيرات جوية وبحرية. وكانت مصر قد بدأت قبل سنوات في تطوير وتصنيع المركبات البحرية غير المأهولة والمسيرات البحرية للمهام القتالية والعسكرية المختلفة، حيث كشفت إحدى الشركات المصرية المتخصصة في الصناعات العسكرية خلال معرض “إيديكس 2023” عن القارب المسير “هيدرا”.