للمرة الأولي منذ حرب أكتوبر في مصر.. طيارو كوريا الشمالية خارج بلادهم لدعم روسيا ضد أوكرانيا

ظهرت تقارير تشير إلى تعميق التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، حيث يُزعم أن طيارين مقاتلين وقوات خاصة من كوريا الشمالية تم إرسالهم إلى روسيا للحرب ضد أوكرانيا

القاهرة (خاص عن مصر)- ظهرت تقارير تشير إلى تعميق التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا، حيث تم إرسال طيارو كوريا الشمالية المقاتلين وقوات خاصة إلى روسيا للحرب ضد أوكرانيا، مما قد يؤدي إلى تغيير مسار الصراع، وذلك وفقا لما نشره موقع نيوز أوكرانيا.

طيارون مقاتلون من كوريا الشمالية في روسيا

وفقًا لتقرير صادر عن مجلة نيوزويك، تم إرسال طيارين مقاتلين من كوريا الشمالية إلى فلاديفوستوك في أقصى شرق روسيا الشهر الماضي. وقد جاء هذا التطور قبل أن يتم الكشف عن أن كوريا الشمالية نشرت أيضًا قوات برية في روسيا في 8 أكتوبر 2024.

يمكن لهؤلاء الطيارين، الذين ورد أنهم تدربوا على الطائرات العسكرية الروسية، أن يشاركوا في عمليات قتالية في أوكرانيا، مما يسد الفجوة التي خلفها نقص الطيارين الروس في الحرب.

تكهن الخبراء بأن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة بالإمدادات المستمرة للطائرات المقاتلة الروسية لكوريا الشمالية. ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن نقص الطيارين المؤهلين في روسيا ربما دفع كوريا الشمالية إلى طلب المساعدة. وإذا تم تأكيد ذلك، فإن هذا سيمثل أول نشر خارجي للطيارين المقاتلين الكوريين الشماليين منذ حرب فيتنام وحرب يوم الغفران في عام 1973، عندما عمل الطيارون الكوريون الشماليون في مصر وسوريا.

أقرا أيضا.. الصين تنتج أول طائرة بدون طيار في العالم بوزن 6 أطنان.. ثورة في نقل البضائع والركاب 

نشر القوات البرية والقوات الخاصة

بالإضافة إلى النشر المزعوم للطيارين، ورد أن كوريا الشمالية أرسلت أيضًا قوات نظامية وقوات خاصة إلى روسيا. وكشفت معلومات استخباراتية من أوكرانيا وكوريا الجنوبية، نشرها موقع هانكوريا، أن جنودًا من كوريا الشمالية، بما في ذلك وحدات النخبة من فيلق العاصفة السري، متمركزون في روسيا ومن المتوقع أن يدخلوا الحرب في أوكرانيا في نوفمبر.

أكد كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، وجود قوات خاصة كورية شمالية في روسيا، ووصفها بأنها واحدة من أكثر الوحدات سرية في العالم. ويعتقد أن هؤلاء الجنود يتلقون تدريبات في قواعد عسكرية روسية قبل نشرهم في أوكرانيا. وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن حوالي 1500 جندي كوري شمالي وصلوا إلى فلاديفوستوك في 8 أكتوبر، ومن المتوقع أن يتبعهم المزيد من القوات.

فيلق العاصفة: قوة القتال النخبوية لكوريا الشمالية

وصفت الاستخبارات العسكرية الكورية الجنوبية فيلق العاصفة، المعروف بقدراته النخبوية، بأنه قوة هائلة، حيث يبلغ عدد جنوده حوالي 40.000 إلى 80.000. تتألف الوحدة من عدة ألوية متخصصة، بما في ذلك لواء “الرعد” المحمول جواً ولواء الكوماندوز “بولت”. تم نشر هذه القوة، التي لها جذورها في الفيلق الخاص الثامن لكوريا الشمالية، مؤخرًا لمساعدة روسيا في حربها ضد أوكرانيا.

ومن الجدير بالذكر أن فيلق العاصفة له تاريخ من العمليات الخارجية، بما في ذلك في فيتنام ومصر. ومع ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها كوريا الشمالية مثل هذا العدد الكبير من القوات إلى الخارج، مما يشير إلى تصعيد كبير في مشاركة كوريا الشمالية في حرب أوكرانيا.

ردود الفعل الدولية: كوريا الجنوبية وخارجها

أثار التعاون المتزايد بين كوريا الشمالية وروسيا قلقًا دوليًا، وخاصة من كوريا الجنوبية. وبحسب الجارديان، وعدت الحكومة الكورية الجنوبية باتخاذ “تدابير تدريجية” ردًا على العلاقات العسكرية المتعمقة بين بيونج يانج وموسكو. وذكرت وسائل الإعلام الكورية الجنوبية أن سيول تفكر في إرسال أفراد استخبارات لمراقبة الوضع وتقييم مشاركة كوريا الشمالية على الأرض في أوكرانيا.

وفي تحول أكثر أهمية، تفكر كوريا الجنوبية أيضًا في تزويد أوكرانيا بالأسلحة. وذكر مسؤول كبير من مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول أن سيول قد تزود كييف بأسلحة دفاعية وهجومية إذا ساء الوضع. وهذا من شأنه أن يمثل انحرافًا عن سياسة كوريا الجنوبية القديمة المتمثلة في عدم توفير الأسلحة للدول المنخرطة بنشاط في الصراع.

كما أبدت المملكة المتحدة رأيها في هذه القضية، حيث صرح مسؤولون بريطانيون بأنه “من المرجح للغاية” أن تكون كوريا الشمالية قد وافقت على إرسال قوات لدعم جهود الحرب الروسية. واتهمت السيدة باربرا وودوارد، الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بالاعتماد بشكل متزايد على دعم كوريا الشمالية لدعم حربه في أوكرانيا.

الرد الرسمي لكوريا الشمالية

ردًا على هذه الاتهامات، نفت كوريا الشمالية أي تورط لها في حرب أوكرانيا. ورفض ممثل كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة هذه المزاعم ووصفها بأنها “شائعات نمطية لا أساس لها من الصحة” وأكد على تعاون بيونج يانج المشروع مع موسكو. وعلى الرغم من هذه النفيات، تستمر الأدلة في التراكم، بما في ذلك مقاطع فيديو تظهر جنودًا كوريين شماليين يتدربون في قواعد عسكرية روسية.

زر الذهاب إلى الأعلى