لم تستطع القبة الحديدية اعتراضه.. إيران تستخدم أذكى صواريخها أمام إسرائيل| هل بدأ دعم الحلفاء؟

أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عن استخدام نوع جديد من الصواريخ في الهجمات الأخيرة على إسرائيل، مشيراً إلى أن الدفاعات الإسرائيلية لم تتمكن من اكتشافه أو اعتراضه.

وقال العميد رضا طلائي: “نفذنا اليوم استخداماً لصاروخ لا يمكن لإسرائيل رصده أو التصدي له، ونَعِد العدو بمزيد من المفاجآت. هذه مجرد بداية، وسنكسر ظهر الكيان الصهيوني”.

وأضاف أن إيران تخوض ما وصفه بـ”حرب مفروضة”، مؤكداً أن البلاد في موقف دفاعي لكنها تستخدم كامل قدراتها الهجومية والدفاعية في الرد.

العميد رضا طلائي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية

الشعب الإيراني كله في وضع الدفاع

وصرح طلائي بأن الشعب الإيراني بأكمله منخرط في الدفاع، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية طالت المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، منذ الليلة الأولى للهجوم.

وأكد أن إسرائيل ليست قادرة على خوض حرب طويلة، متوقعاً تصعيداً يُضعف الكيان على المدى البعيد.

ورغم عدم الكشف عن مواصفات السلاح المستخدم، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية “تسنيم” بأن إيران استخدمت للمرة الأولى صاروخاً باليستياً فرط صوتي من طراز “فتاح”، ضمن الضربات التي نُفذت فجر الاثنين ضد إسرائيل.

ولكن هل هو الصاروخ الجديد الذي أعلن عنه متحدث وزارة الدفاع الإيرانية؟

صاروخ “فتاح” ينتمي إلى سلسلة “فاتح” من الصواريخ الباليستية التكتيكية، ويتميز بسرعة تصل إلى 13-15 ماخ، وقدرة عالية على المناورة وتغيير المسار، ما يصعّب من مهمة رصده أو اعتراضه من قبل أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.

وبحسب “تسنيم”، فإن الصاروخ يُمكنه اجتياز حتى الثلث الأخير من مساره بسرعة عالية جداً، ويعتمد على محرك يعمل بالوقود الصلب مزود بفوهة متحركة، تتيح له تغيير الاتجاه خلال التحليق، ما يُربك الأنظمة الدفاعية ويزيد من فرص الإصابة الدقيقة.

وفي السياق ذاته، كشف مسؤول عسكري إيراني عن بدء استخدام أسلحة “جديدة ومتطورة”، متوعداً بتكثيف الهجمات خلال الساعات القادمة.

كما أعلن الحرس الثوري عن إطلاق “موجة جديدة أكثر قوة” من الصواريخ باتجاه إسرائيل.

إصابات مباشرة في قلب إسرائيل

ووصفت وسائل الإعلام الإيرانية الضربات الأخيرة بأنها الأعنف منذ بدء العملية يوم الجمعة، مشيرة إلى إصابة مصفاة ومحطة كهرباء في حيفا، وأضرار جسيمة في مناطق بتل أبيب وبني باراك.

كما أُعلن أن الهجمات استهدفت خمس مناطق داخل إسرائيل، ثلاث منها في تل أبيب، وواحدة في حيفا، وأخرى قرب إيلات.

وأشارت مصادر إلى أن إحدى الضربات أصابت منشأة صناعية حساسة في خليج حيفا، يُعتقد أنها تتعلق بالبترول.

وأفادت وكالة “تسنيم” أن هناك مؤشرات على زيادة إنتاج الصواريخ الفرط صوتية، مؤكدة أن استخدامها سيستمر، ما من شأنه أن يشكل تحدياً متزايداً للأنظمة الدفاعية الإسرائيلية متعددة الطبقات.

هل بدأ دعم الحلفاء؟

إعلان إيران عن استخدام صاروخ جديد فعّال اخترق القبة الحديدية وضرب أهداف داخل إسرائيل يطرح تساؤلات أوسع حول مدى انخراط الحلفاء الإقليميين والدوليين في هذا التصعيد، سواء من حيث الدعم التقني أو الغطاء السياسي.

فالصاروخ الذي يتميز بقدرات فائقة على المناورة وكسر أنظمة الدفاع الجوي قد لا يكون مجرد تطور محلي في الصناعة العسكرية الإيرانية، بل ربما يعكس انتقال التعاون بين طهران وبعض حلفائها إلى مستوى أكثر تقدماً.

فمن المعروف أن تطوير صواريخ فرط صوتية يتطلب قدرات متقدمة في مجالات متعددة، مثل المحركات العاملة بالوقود الصلب، وأنظمة التحكم الذكية، وتقنيات الطيران الديناميكي المعقد.

وهذه المجالات تُعد محصورة على عدد قليل جداً من الدول، مما يفتح الباب لتكهنات حول وجود دعم تقني مباشر أو غير مباشر من قوى مثل روسيا أو الصين، خاصة في ظل تقارب المصالح الجيوسياسية في عدد من الملفات الإقليمية.

كما أن التوقيت المتزامن للهجمات مع تحركات أخرى في الإقليم قد يوحي بتنسيق أوسع، ولو على مستوى استغلال الفُرص السياسية.

فنجاح إيران في إطلاق صواريخ متقدمة دون اعتراضها بالكامل من أنظمة مثل “القبة الحديدية” و”حيتس” قد لا يكون رسالة إلى إسرائيل وحدها، بل أيضاً إلى واشنطن والعواصم الغربية بأن المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط بدأت تتغير، وربما بدعم غير مرئي من شركاء استراتيجيين لطهران.

اقرأ أيضاً.. طائرات التزود بالوقود تعبر الأطلسي باتجاه الشرق الأوسط.. هل تستعد واشنطن لتوسيع مشاركتها في الحرب؟

زر الذهاب إلى الأعلى