رادار قديم ومنظومة إلكترونية يسهل اختراقها.. لماذا رفضت مصر صفقة مقاتلات Su-35 الروسية؟

كشف مسؤول عسكري مصري في تصريحات لـ”خاص – ديفينس” أن قرار القاهرة بعدم إتمام صفقة مقاتلات Su-35 الروسية جاء بناءً على دراسة فنية دقيقة أظهرت عدة جوانب قصور في المقاتلة لا تتماشى مع متطلبات القوات الجوية المصرية ولا طبيعة التهديدات الحديثة.

ضعف في الحرب الإلكترونية وسهولة التشويش

أكد المسؤول أن منظومة الحرب الإلكترونية الخاصة بـSu-35 رغم كونها جيدة من حيث المدى، إلا أنها ضعيفة جدًا في مقاومة التشويش ويسهل خداعها، مشيرًا إلى أن ذلك يُعد نقطة سلبية كبيرة في بيئة القتال الحديثة التي تعتمد على السيطرة والسيادة المعلوماتية.

رادار قديم لا يواكب متطلبات العصر

وأوضح أن المقاتلة كانت تعتمد على رادار من نوع PESA، بينما كانت القوات الجوية المصرية تطالب برادار من الجيل الجديد AESA. ورغم أن الروس قدموا نموذجًا محدثًا، إلا أنه لا يرقى إلى معايير الأداء المطلوبة، سواء من حيث مدى الكشف أو مقاومة التشويش أو جودة المواد المستخدمة في التصنيع.

وأضاف أن حتى الرادار المُخصّص لمقاتلة الجيل الخامس الروسية Su-57 يعاني من مشكلات تقنية جوهرية، حيث لم يدخل الخدمة التشغيلية بعد، ويواجه تحديات كبيرة تتعلق باستخدام مادة “جاليوم أرسنيد”، والتي تفتقر إلى الاستقرار الحراري وتستهلك كميات مرتفعة من الطاقة، مقارنة بالمادة المتقدمة “جاليوم نيتريد” التي تُستخدم في الرادارات الغربية الحديثة، وهو ما يُضعف من كفاءة الأداء ويُقلّل من قدرته على منافسة المنظومات الغربية من نفس الفئة.

بصمة المحرك مرتفعة واستهلاك الوقود عالي

أشار المسؤول إلى أن المحرك المستخدم في Su-35 لم يخضع لأي تطوير حقيقي، ويُصدر بصمة صوتية وحرارية مرتفعة جدًا، ويستهلك كميات كبيرة من الوقود، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على المدى، والحمولة، والقدرة على التخفي، خاصة إذا ما قورن بمحركات مقاتلات مثل F-15.

اعتماد كامل على توجيه خارجي

وأضاف المصدر أن المقاتلة غير قادرة على تنفيذ مهام مستقلة بفعالية دون تغطية من طائرات القيادة والسيطرة (AWACS)، مما يجعلها مقاتلة محدودة الفاعلية في غياب تلك المنصات، وهو عكس ما تتطلبه العقيدة القتالية المصرية التي ترتكز على الجاهزية المستقلة.

محاولات ضغط روسية.. ومصر لم تستجب

كما كشف المسؤول العسكري أن الجانب الروسي حاول ممارسة نوع من الضغط الرمزي، من خلال عرض صور لشاشات الإنتاج داخل المصنع تُظهر عبارة “عميل أجنبي” بجوار أرقام الطائرات، قبل أن يتم لاحقًا استبدال العبارة بكلمة “مصر” ووضع العلم المصري، إلى جانب عرض المقاتلات بالتمويه المصري المستخدم في القوات الجوية المصرية.

إلا أن الجانب المصري، بحسب المسؤول، تعامل مع هذه الخطوة بحذر، ورفض اتخاذ أي قرار قبل استكمال التقييم الفني المحايد للمقاتلة.

صفقة مشروطة بالتعديل الكامل

وأكد المصدر أن مصر لن تُعيد النظر في الصفقة مستقبلًا إلا في حال إجراء تعديلات كاملة وجذرية على المقاتلة، سواء على مستوى الرادار أو المحرك أو نظم التشغيل والتسليح.

مقاتلة متعددة المهام.. لا مجرد سلاح سيادة جوية

وبحسب المصدر، فإن توجه مصر نحو مقاتلات Su-35 في البداية كان مدفوعًا بكونها مصممة لأدوار السيادة الجوية، إلا أن القيادة العسكرية المصرية كانت تطمح إلى ما هو أبعد من ذلك.

فالمتطلبات الفنية التي طرحتها القاهرة لم تكن شكلية، بل هدفت إلى تحويل المقاتلة إلى منصة جيل رابع معزز بحق، تمتلك قدرة متكاملة على تنفيذ مهام السيادة الجوية والاعتراض والضربات العميقة، إلى جانب امتلاك منظومة حرب إلكترونية عصرية يمكنها العمل هجوميًا ودفاعيًا في مسرح عمليات معقد.

وأوضح المصدر أن مصر لا تشتري السلاح لمجرد الاقتناء، بل تسعى إلى بناء منظومات قتالية متكاملة، تؤدي أدوارًا منظمة ومدروسة داخل هيكل عمليات القوات المسلحة، بما يتوافق مع رؤية وطنية شاملة لبناء قوة جوية ذات كفاءة عالية وقدرة ردع حقيقية.

اقرأ أيضا.. الصين تستعد للحرب.. 1000 طلعة جوية قتالية في تدريبات للبحرية بالقرب من اليابان

توجه مصري نحو بدائل أكثر تطورًا

واختتم المسؤول العسكري تصريحاته لـ”خاص – ديفينس” بأن القاهرة تتجه حاليًا إلى شراكات نوعية أكثر تقدمًا، إلى جانب خطط التوسع في التصنيع المحلي والتكنولوجيا الجوية، وهو ما يجعل أي صفقة لا تلبي هذه التوجهات خارج الحسابات.