لمواجهة روسيا.. اتفاقية أمنية دفاعية مرتقبة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا

تستعد المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي للكشف عن اتفاقية دفاع وأمن شاملة من شأنها تعميق تعاونهما العسكري ردًا على التهديدات المتصاعدة التي تُشكلها روسيا.

بحسب تقرير صنداي تايمز، تشير وثائق مُسربة إلى أن القوات البريطانية قد تجد نفسها قريبًا تُقاتل إلى جانب نظيراتها الأوروبية بموجب سياسة الدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي، مما يُمثل تحولًا كبيرًا في العلاقات الأمنية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

إعلان

 اتفاقية أمنية لـ بريطانيا والاتحاد الأوروبي .. مواجهة عدوان روسيا معًا

تُبرز اتفاقية أمنية لبريطانيا والاتحاد أهمية اللحظة الراهنة، حيث يُقر كلٌ من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بأن أوروبا تُواجه “أكبر تهديد مُنذ جيل” بسبب الإجراءات العدوانية الروسية في أوكرانيا وحملتها المُتنامية من التجسس والتخريب في الغرب.

وفقًا للوثائق المُسربة، صُممت الاتفاقية لمعالجة “خطورة” الوضع، وتعكس الحاجة إلى شراكة أمنية “فريدة وطموحة”.

ينص الاتفاق على أن المملكة المتحدة ستتمتع بالقدرة على المشاركة في سياسة الأمن والدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي، والتي تشمل نشر قوات أوروبية في مهام حفظ السلام والدفاع الجماعي.

يُعد هذا تطورًا هامًا، إذ يُمثل أوثق تحالف عسكري بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما يسمح لبريطانيا بالعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائها الأوروبيين حتى في السيناريوهات التي قد يعجز فيها حلف الناتو عن اتخاذ إجراء، وخاصةً إذا استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مثل هذه المبادرات.

بريطانيا والاتحاد الأوروبي.. تعزيز القدرة على التنقل العسكري والتعاون في إدارة الأزمات

من أهم بنود الاتفاق تعزيز القدرة على التنقل العسكري بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما يضمن تنقل الأفراد والمعدات العسكرية بسرعة وسلاسة في جميع أنحاء أوروبا.

يكتسب هذا أهمية خاصة في سياق بيئة أمنية سريعة التغير، حيث تُعد الاستجابة السريعة للتهديدات الناشئة أمرًا ضروريًا.

كما يُلزم الاتفاق كلا الجانبين بالمشاركة في تمارين إدارة الأزمات التي يُجريها الاتحاد الأوروبي في إطار سياسة الدفاع المشتركة، مما يُعزز تنسيقهما العملياتي. ويستند هذا التطور إلى التزامات المملكة المتحدة الراسخة تجاه حلف الناتو، مع خلق فرص جديدة للعمل العسكري المشترك في مواجهة التحديات العالمية المشتركة.

المشاورات الاستراتيجية والتعاون الموسع

تتضمن الاتفاقية أحكامًا لإجراء “مشاورات استراتيجية” نصف سنوية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لمناقشة المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل الوضع الراهن مع روسيا، والتحديات الأمنية في غرب البلقان، والتهديدات الناشئة في شرق آسيا.

ستشارك في هذه المشاورات كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس.

علاوة على ذلك، ستُدعى المملكة المتحدة لحضور اجتماعات الاتحاد الأوروبي الداخلية، بما في ذلك مناقشات المجلس الأوروبي، مما يعزز دورها في عمليات صنع القرار الأوروبية بشأن قضايا الأمن والدفاع.

أقرا أيضا.. بعد وقف إطلاق النار.. هل انتهت فرص الحرب بين الهند وباكستان؟

استبعاد من صندوق الأسلحة الأوروبي

في حين أن الاتفاقية الأمنية تُمثل خطوة إلى الأمام في التعاون العسكري، فإن شركات الدفاع البريطانية لن تحصل تلقائيًا على حق الوصول إلى صندوق إعادة التسليح الجديد للاتحاد الأوروبي والبالغ 150 مليار يورو.

سيخضع الوصول إلى الصندوق لمفاوضات منفصلة، ​​حيث تُعتبر المساهمة المالية المحتملة من المملكة المتحدة أحد الشروط الرئيسية.

بالإضافة إلى الدفاع، يُمهّد الاتفاق الطريق لتعاون أوسع بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اتفاقية لاستئناف بيع المنتجات الغذائية والزراعية دون خضوعها لفحص جمركي. ويُشير إلى استعداد الجانبين لإيجاد أرضية مشتركة بشأن قضايا مهمة أخرى، مثل التعاون في سوق الطاقة وتنقل الشباب.

فصل جديد للعلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي

يُمثّل هذا الاتفاق الدفاعي والأمني ​​الرائد فصلاً جديداً في العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، فصلاً يُحدّده التزام مشترك بالأمن الأوروبي في مواجهة التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.

يعكس الاتفاق نهجاً عملياً لواقع ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث يُدرك الجانبان أن أمنهما وازدهارهما مترابطان بطرق تتطلب تعاوناً أعمق.

مع استعداد المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي لإضفاء الطابع الرسمي على هذه الشراكة، سينتقل التركيز حتماً إلى الآثار الأوسع لهذا التعاون، سواءً على مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) أو على البنية الأمنية الأوسع لأوروبا.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى