لهجة غير مسبوقة.. ترامب يهدد باغتيال خامنئي ويكشف موقعه السري

في تصعيد أمريكي غير مسبوق في الخطاب يعكس خطورة الصراع الإسرائيلي الإيراني المستمر، أعلن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، أن الاستخبارات الأمريكية تعرف الموقع الدقيق للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، لكنه اختار عدم استهدافه “في الوقت الحالي”.

وجاء هذا الإعلان المثير في سلسلة من التصريحات عبر حسابات ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب إيران بـ”استسلام غير مشروط” مع دخول العمليات العسكرية يومها الخامس.

وتُسلط تعليقات ترامب الضوء على المرحلة الحرجة التي يمر بها الصراع، وعزمه على ممارسة أقصى ضغط على طهران، دبلوماسيا وعسكريا.

ترامب: “صبرنا ينفد.. نعرف أين يختبئ خامنئي لكنه بأمان حالياً”

وكان تحذير ترامب واضحا لا لبس فيه، حيث قال: “نعرف تماما أين يختبئ ما يُسمى بـ”المرشد الأعلى”. إنه هدف سهل، لكنه آمن هناك. لن نأخذه الآن (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي. لكننا لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين. صبرنا ينفد”.

ورغم نفيه الواضح لنية الاغتيال الفوري، إلا أن الصيغة التي اختارها حملت تهديدا مبطنا بإمكانية التحرك لاحقا. ووصف محللون هذه التلميحات بأنها “سابقة خطيرة” في الأعراف الدبلوماسية، ومن شأنها أن تفتح الباب أمام أعمال انتقامية من جانب طهران.

وتمثل هذه التصريحات واحدة من أكثر التهديدات المباشرة التي يطلقها رئيس أمريكي في منصبه علنا تجاه أعلى سلطة في إيران. كما أبرزت الرسالة مكانة ترامب كزعيم في زمن الحرب، قائد تخلى عن الغموض الدبلوماسي لصالح الترهيب العلني، وهي استراتيجية يبدو أنها تهدف إلى إجبار إيران على الخضوع.

من الدفاع إلى الهجوم.. تغير في الاستراتيجية الأمريكية

ووفقا لـ “فايننشال تايمز”، حتى وقت قريب، كانت واشنطن تتخذ موقفا دفاعيا، حيث دعمت إسرائيل في اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية باستخدام قوات بحرية متمركزة في البحر الأبيض المتوسط. لكن تصريحات ترامب ومساعديه، بالإضافة إلى الأحاديث المتزايدة عن استهداف منشآت نووية إيرانية، تشير إلى أن الولايات المتحدة قد تغير قواعد اللعبة.

وأبرز هذه الأهداف المحتملة هو منشأة فوردو النووية قرب مدينة قم، والتي بنيت داخل جبل وتعد محصنة ضد القصف التقليدي. ووحدها قنابل الاختراق الضخمة التي تُطلق من قاذفات B-52 أو القاذفات الشبح من قاعدة دييغو غارسيا، بإمكانها تهديد هذه المنشأة.

قادة مجموعة السبع: ترامب يسلك طريقا مغايرا

وجاءت تصريحات ترامب عقب مغادرته المبكرة قمة مجموعة السبع في كاناناسكيس، ألبرتا، حيث كان قادة العالم يتصارعون مع أجندة عالمية معقدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا والتعاون الاقتصادي.

وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمغادرة ترامب المفاجئة ووصفها بأنها “إيجابية تماما”، مشيرا إلى أن إلحاح الصراع الإيراني الإسرائيلي يبرر هذا الاضطراب.

وبعودته إلى واشنطن في وقت متأخر من يوم الاثنين، أشار ترامب إلى مركزية الصراع في السياسة الخارجية لإدارته وحساباتها السياسية الداخلية.

وأشار المراقبون إلى أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض في وقت مبكر من يوم الثلاثاء عكس نقطة قرار حاسمة.

“نهاية حقيقية”… لا وقف لإطلاق النار

وفي حديثه للصحفيين على متن طائرة الرئاسة الأولى في طريقها من كالجاري، رفض ترامب فكرة وقف إطلاق النار ووصفها بأنها غير كافية. وقال: “أبحث عن شيء أفضل من وقف إطلاق النار. نهاية. نهاية حقيقية. ليس وقف إطلاق نار. نهاية”.

ويشير هذا التكرار إلى أن الولايات المتحدة ربما تدرس تصعيد التدخل العسكري بهدف إنهاء طموحات إيران النووية نهائيا – وهو سيناريو يبدو أن إسرائيل تتوقعه.

وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تعتقد أنها على وشك شل البنية التحتية النووية الإيرانية، لكنها قد تحتاج إلى تدخل أمريكي إضافي لإتمام المهمة.

تحذير من تهديدات ترامب

ويحذر الخبراء من أن تهديداته – وخاصة التلميح إلى معرفة موقع خامنئي الدقيق – قد تزعزع استقرار القنوات الدبلوماسية الخلفية وتستدعي ردا انتقاميا. وقد أعرب محللون عن قلقهم من أن مثل هذه التصريحات تقرب الولايات المتحدة بشكل خطير من حرب إقليمية أوسع.

اقرأ أيضا.. بين تهديدات ترامب وتحذيرات ماكرون.. هل اقتربت ساعة الصفر مع إيران؟

وتمثل تصريحات ترامب الأخيرة تصعيدا حادا في الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران. إن مطالبته إيران بالاستسلام غير المشروط وتحذيره لمرشدها الأعلى غير مسبوقين في صراحتهما.

ولا تزال الخطوات التالية غير مؤكدة، لكن النبرة قد حسمت: لم تعد أمريكا مهتمة بهدنات مؤقتة أو مفاوضات دون شروط مسبقة. بدلا من ذلك، يبدو الرئيس ملتزما برؤية الصراع حتى ما يسميه “نهاية حقيقية”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى