ليبيا تستعد لجمعة الخلاص.. هل تنجح التظاهرات الشعبية في إسقاط الدبيبة؟

تشهد مدن غرب ليبيا، وعلى رأسها العاصمة طرابلس، حالة من الترقب والتوتر قبيل انطلاق تظاهرات شعبية حاشدة دُعي إليها يوم الجمعة تحت شعار “جمعة الخلاص”.

وتأتي هذه التظاهرات في سياق حراك شعبي متصاعد يطالب برحيل حكومة عبد الحميد الدبيبة، محملًا إياها مسؤولية تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية وتدهور الخدمات.

تظاهرات ليبيا واشتباكات طرابلس

يرى مراقبون أن استمرار هيمنة الميليشيات الموالية للدبيبة على مفاصل الدولة في غرب البلاد زاد من حدة الاحتقان الشعبي، لا سيما بعد الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت في طرابلس، والتي أعقبت مقتل عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، وتحوّلت الحادثة إلى شرارة أشعلت الشارع مجددًا ضد السلطة القائمة.

ورغم اتساع رقعة الدعوات للتظاهر، يسود القلق في الشارع الليبي من احتمال لجوء القوات الأمنية الموالية لحكومة الوحدة الوطنية إلى قمع الاحتجاجات بالقوة، كما حدث في مظاهرات سابقة.

وتشير مصادر محلية بحسب وسائل إعلام إلى استعدادات أمنية مكثفة داخل العاصمة، ما يُنذر بإمكانية اندلاع موجة عنف جديدة في حال تحرك المتظاهرين بأعداد كبيرة.

مفتي ليبيا المعزول يدعم الدبيبة قبل تظاهرات جمعة الخلاص

في موقف أثار الجدل، خرج المفتي المعزول الصادق الغرياني عبر قناة “التناصح”، ليعلن دعمه الضمني لحكومة الدبيبة، معتبرًا إياها “أقل ضررًا” من بقية الأجسام السياسية الأخرى.

وهاجم الغرياني اللجنة الاستشارية لبعثة الأمم المتحدة، واصفًا مقترحاتها المتعلقة بالانتخابات بأنها “هراء وفساد”، منتقدًا المحتجين وواصفًا إياهم بـ”غير الشرعيين”.

الحراك يتوسع في ليبيا

لم تقتصر الانتقادات على الشارع فقط، إذ انضمت بلدية سوق الجمعة إلى ركب المعترضين، داعية إلى اعتصام مفتوح ضد حكومة الدبيبة. كما أصدر عمداء 30 بلدية ليبية بيانًا طالبوا فيه برحيل الحكومة، محملين إياها مسؤولية الانهيار الخدمي والتدهور الاقتصادي المتسارع.

مبادرة مصرية لحل الأزمة في ليبيا قبل تظاهرات جمعة الخلاص

في تطور إقليمي لافت، رحّب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إطلاق حوار ليبي–ليبي شامل، يفضي إلى توافق سياسي يقود نحو انتخابات رئاسية وبرلمانية طال انتظارها.

وجاءت هذه الدعوة عقب لقاء جمع السيسي بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس.

وعبر المنفي عن دعمه الكامل للبيان المصري، مؤكدًا في تغريدة على منصة “إكس” أن المجلس الرئاسي هو الجهة المخولة بتسمية رئيس الحكومة، وفقًا لتعديلات الاتفاق السياسي بين مجلسي النواب والدولة، مشددًا على ضرورة الالتزام بهذا الإطار حتى إجراء انتخابات رئاسية يختار فيها الشعب رئيسه مباشرة.

جلسة في البرلمان لاختيار رئيس جديد لحكومة ليبيا

في المقابل، أعلن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عن عقد جلسة رسمية الاثنين المقبل في مدينة بنغازي، للاستماع إلى برامج المترشحين لرئاسة حكومة جديدة.

وتأتي هذه الجلسة بعد تعليق اجتماعات استمرت يومين ناقشت خلالها رئاسة حكومة موحدة، وسط غياب أي تفاعل رسمي من حكومة الدبيبة مع هذه التحركات.

مصير الدبيبة على المحك

مع تصاعد الدعوات الشعبية، والتحركات البرلمانية، والانخراط الإقليمي والدولي، تدخل ليبيا مرحلة دقيقة قد تكون حاسمة في تحديد مصير حكومة عبد الحميد الدبيبة. وبينما يستعد الشارع لـ”جمعة الخلاص”، يبقى السؤال مفتوحًا: هل تنجح المظاهرات في إسقاط الدبيبة وفتح الباب أمام مرحلة سياسية جديدة؟

اقرا ايضا

إعدام ميداني منظم.. هل تورط رئيس حكومة ليبيا في اغتيال عبد الغني الككلي؟

زر الذهاب إلى الأعلى