ليلة صعبة على إسرائيل.. كيف كسرت إيران هيبة “الجيش الذي لا يُقهر”؟

في واحدة من أعنف الليالي التي شهدتها إسرائيل منذ عقود، تلقّى الجيش الإسرائيلي ضربات موجعة من إيران، كشفت هشاشة المنظومة الدفاعية، وأثارت تساؤلات حول مصير “الجيش الذي لا يُقهر”، وهو اللقب الذي طالما روّجت له المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منذ تأسيسها.

بحسب وسائل إعلام، أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية، فجر الخميس، عن إصابة 129 شخصاً جراء وابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أطلقتها إيران، ضمن الموجة الرابعة عشرة من عملية “وعد صادق 3”.

وأشارت صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن نحو 90 إصابة سجلت في منطقة جوش دان وسط تل أبيب، بينما أصيب 40 شخصاً في بئر السبع، بعد سقوط صواريخ مباشرة على أحياء ومبانٍ حيوية.

إسرائيل تحت نيران إيران

من بين الأهداف الحساسة التي استهدفتها الضربات الإيرانية، مقر البورصة الإسرائيلية في تل أبيب، ما أسفر عن إصابة 15 شخصاً على الأقل، بينهم اثنان في حالة حرجة، فضلاً عن دمار واسع طال الواجهة الزجاجية والبنية التحتية الرقمية للمؤسسة المالية.

في الجنوب، أُصيب مستشفى سوروكا في بئر السبع بأضرار نتيجة ضربة صاروخية قريبة، ما دفع الإدارة إلى وقف استقبال المرضى بشكل فوري.

ورغم الادعاءات الإسرائيلية بأن المستشفى كان هدفاً مباشراً، أكدت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” أن الهدف الأساسي كان مقراً استخباراتياً تابعاً للجيش الإسرائيلي (IDF C4I) يقع في مجمع غاف يام التكنولوجي المجاور.

وأشار البيان الإيراني إلى أن الضربة أصابت الهدف العسكري بدقة، فيما طال تأثير الانفجار المستشفى المدني المجاور، ما يكشف عن تعقيد المشهد العسكري والأمني في المناطق المدنية.

صواريخ في قلب تل أبيب

الهجمات لم تتوقف عند الجنوب، فقد ضرب صاروخ إيراني مدينة حولون، الواقعة ضمن نطاق العاصمة، وأدى إلى إصابة 3 أشخاص بينهم حالتان حرجتان. وفي رمات جان شرقي تل أبيب، أصيب 12 شخصاً على الأقل، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية.

وشهدت كل من القدس وتل أبيب دوي انفجارات متكررة طوال الليل، وسط حالة من الذعر في صفوف المدنيين، وانتشار كثيف لوحدات الطوارئ في الشوارع.

الحرس الثوري يكشف تفاصيل الهجوم

الحرس الثوري الإيراني أصدر بياناً رسمياً، فجر الخميس، أعلن فيه أن “الضربات كانت دقيقة وأصابت مراكز القيادة والاستخبارات الإسرائيلية بدقة مطلقة”.

وأضاف البيان: “لا توجد منظومة دفاعية قادرة على صد صواريخنا. سماء الأراضي المحتلة مكشوفة بالكامل، ولا يوجد مكان آمن في أي مدينة إسرائيلية”.

ووصف الحرس الثوري الأراضي المحتلة بأنها “تحوّلت إلى ثكنات عسكرية مليئة بالرعب والارتباك”، مشيراً إلى أن إيران تمتلك القدرة على توجيه ضربات أكثر عمقاً في حال استمرت إسرائيل في التصعيد.

نتنياهو يتوعد إيران

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حاول احتواء الموقف إعلامياً، قائلاً في منشور على “إكس”: “أطلق الطغاة الإرهابيون في طهران صواريخ على مستشفى سوروكا وعلى المدنيين في وسط البلاد. سنجعلهم يدفعون ثمناً باهظاً”.

إلا أن رد الفعل الغاضب في الأوساط الإسرائيلية، دفع نتنياهو إلى عقد اجتماع طارئ مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث خيارات الرد العسكري المباشر على إيران.

وزير الدفاع الإسرائيلي يتوعد خامنئي

في موازاة ذلك، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بياناً نادراً في حدّته، قال فيه: “ما حدث يعد من أخطر جرائم الحرب في العصر الحديث. خامنئي سيتحمّل المسؤولية شخصياً”.

وأكد كاتس أنه وجّه أوامره إلى الجيش بـ”تكثيف الضربات ضد الأهداف الاستراتيجية داخل إيران”، بما يشمل البنية التحتية للطاقة في طهران، مضيفاً: “لن نسمح بتكرار هذا الإذلال العسكري”.

إيران تحطم صورة “جيش إسرائيل الذي لا يُقهر”

بالنسبة للمراقبين، فإن الضربات الإيرانية أعادت طرح سؤال كبير: هل ما زال الجيش الإسرائيلي يتمتع بتفوقه العسكري التقليدي؟
إذ أن اختراق الدفاعات الجوية وسقوط الصواريخ فوق أكثر المدن تحصيناً، أظهر فشلاً استخباراتياً وتقنياً، قد يغيّر موازين الردع في الشرق الأوسط.

ويقول محللون عسكريون إن استهداف مواقع قيادة واستخبارات، وسط المدن، وبالقرب من منشآت حساسة، يوجه رسالة إلى تل أبيب مفادها أن “التفوق الجوي والردع التقليدي قد سقطا”.

اقرأ أيضا

ماهر الأسد في موسكو… ظهور مفاجئ لشقيق بشار بعد سقوط النظام | شاهد ماذا يفعل؟

زر الذهاب إلى الأعلى