مؤشر “تاسي” السعودي يسجل أكبر خسارة في 2025 وسط ضغط التصعيد الإيراني الإسرائيلي

تشهد الأسواق المالية في الشرق الأوسط حالة من التوتر والاضطراب غير المسبوق، على وقع التصعيد العسكري المفاجئ بين إسرائيل وإيران، والذي ألقى بظلاله الثقيلة على الثقة الاستثمارية في المنطقة حيث أثار مخاوف المستثمرين من امتداد تأثيرات الصراع إلى المنطقة بأسرها.
تراجع حاد في السوق السعودي: “تاسي” يسجل أدنى مستوياته هذا العام
وشهد مؤشر السوق السعودي الرئيسي (تاسي) اليوم، الأحد 15 يونيو 2025، انخفاضا بنسبة 3.6%، ليغلق عند مستوى 11,932 نقطة، مسجلا أدنى مستوى له منذ بداية هذا العام. جاء هذا التراجع الحاد في أعقاب التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، بعد أن فقد أكثر من 480 نقطة في الجلسة الافتتاحية.
وجاء هذا التراجع كرد فعل مباشر على تصاعد التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، ما أحدث صدمة نفسية بين المستثمرين وأطلق موجة بيع واسعة في السوق.
خسائر بالجملة منذ الافتتاح
وقد بدأ المؤشر تداولات اليوم على تراجع بنسبة 3.3% وفقد المؤشر ما يزيد عن 480 نقطة.
وكان مؤشر “تاسي” أغلق في نهاية جلسة الخميس الماضي، عند مستوى 10840.94 نقطة، بتداولات بقيمة تخطت 5.3 مليار ريال، لكمية أسهم متداولة وصلت إلى أكثر من 2561 مليون سهم، عبر تنفيذ أكثر من 612.3 ألف صفقة.
وقد ساد اللون الأحمر معظم شاشات التداول، مع تراجع أداء أكثر من 250 شركة مدرجة، مما يعكس حالة من الذعر وغياب الرؤية المستقبلية بين المستثمرين الأفراد والمؤسسات على حد سواء
وجاءت الضغوطات الأكبر من 3 قطاعات رئيسية كان أبرزها قطاع المواد الأساسية، الذي تراجع بنسبة 3.36%، يليه قطاع البنوك بـ2.97%، ثم قطاع الاتصالات بنسبة 2.32%. وعلى العكس، تمكن قطاع الطاقة من تحقيق مكاسب بنسبة 1.74%، مدفوعا بارتفاع أسعار النفط، كرد فعل على التوترات العسكرية واحتمال تعطل الإمدادات.
رد فعل إقليمي واسع: تراجع جماعي في الأسواق الخليجية
لم يكن مؤشر تاسي السعودي الوحيد الذي شهد تراجعا اليوم؛ فقد انخفضت مؤشرات أسواق الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل جماعي. وتراجع مؤشر بورصة قطر بنسبة 4%، بينما انخفض مؤشر بورصة الكويت بنسبة 3%، وسط مخاوف من تأثيرات الصراع الإقليمي على الاستقرار الاقتصادي في المنطقة.
أسباب الأزمة: غارات إسرائيلية وردود إيرانية متصاعدة
وتعود أسباب التراجع إلى تصعيد كبير في الصراع الإيراني الإسرائيلي، إذ شنت إسرائيل غارات جوية على مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، ما دفع طهران إلى تنفيذ هجمات صاروخية انتقامية.
وقد أدى هذا التصعيد غير المسبوق إلى زيادة قلق المستثمرين من تداعياته المحتملة على استقرار المنطقة، وخصوصا على الاقتصاديات المعتمدة على النفط.
تأثيرات اقتصادية محتملة: نفط مرتفع ومخاطر على خطط التنويع
وتشير تحليلات اقتصادية إلى أن استمرار التصعيد قد يرفع أسعار النفط بشكل كبير، في ظل المخاوف من تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز. وفي حين قد تستفيد بعض الشركات في قطاع الطاقة من ذلك.
وقد ينعكس الارتفاع في أسعار الطاقة سلبا على الاقتصادات الخليجية، خاصة تلك التي تحاول الابتعاد عن الاعتماد المفرط على النفط ضمن خطط التحول الاقتصادي.
اقرأ أيضًا: خطوة استراتيجية بمليار ريال.. “المراعي” السعودية تستحوذ على “المشروبات النقية”
الضبابية تخيم على أسواق المنطقة
ويرى الخبراء أن الأسواق الخليجية ستظل تحت ضغط خلال الفترة المقبلة إذا لم يتم التوصل إلى تهدئة سياسية سريعة. وينصح محللون بضرورة توخي الحذر، ومراقبة التطورات السياسية والاقتصادية، وتوجيه الاستثمارات نحو القطاعات الأقل حساسية للتقلبات الجيوسياسية مثل الرعاية الصحية، والتكنولوجيا، والخدمات اللوجستية.
في حال تصاعد المواجهات أو تدخل قوى دولية، قد نشهد المزيد من التقلبات، ليس فقط في أسواق المنطقة بل على المستوى العالمي، خصوصا مع تزايد تأثيرات الصراع على أسواق الطاقة وسلاسل الإمداد.