مؤشر سوق الأسهم السعودية يواصل الهبوط وسط ضغوط على القطاعات القيادية

استهل مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” تعاملات يوم الثلاثاء بتراجع طفيف بنسبة 0.2%، مسجلاً 11,051 نقطة بعد دقائق من بدء الجلسة، ليعود بذلك إلى مسار هابط بعد توقف مؤقت لسلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات في اليوم السابق.

وشهدت السوق تذبذباً ملحوظاً في أداء الأسهم القيادية، حيث انخفضت أسعار أسهم شركات رئيسية مثل “أرامكو” و”مصرف الراجحي” و”أكوا باور”، في حين سجل سهم “الاتصالات السعودية” (STC) ارتفاعاً طفيفاً.

توقعات سوق الأسهم السعودية

وأشار خبراء ماليون إلى أن السوق السعودية تواجه ضغوطاً بيعية مستمرة تتركز بشكل رئيسي في قطاعات حيوية مثل الطاقة والبتروكيماويات.

ويعزو المحللون هذا التراجع إلى حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق المحلية والعالمية، مدفوعة بعوامل مثل تقلبات أسعار النفط، التوقعات بشأن أسعار الفائدة، والتوترات التجارية العالمية.

اقرأ أيضًا: كيفية استخراج رخصة القيادة الدولية في السعودية لعام 2025

وأوضح الخبراء أن المستثمرين يميلون حالياً إلى تصفية مراكزهم المالية، بانتظار إشارات أوضح تشير إلى استقرار الأسواق أو حدوث ارتداد مستدام للمؤشر.

وفي هذا السياق، يعتبر مستوى 10,700 نقطة محوراً رئيسياً يراقبه المستثمرون عن كثب، حيث ينظر إليه كمستوى دعم مهم.

وأكد الخبراء أن استمرار المؤشر فوق حاجز 11,000 نقطة قد يكون مؤشراً إيجابياً لاستعادة الزخم الصعودي، خاصة بعد الخسائر التي بلغت حوالي 6% من قيمة المؤشر خلال شهر مايو، نصفها خلال الجلسات الثلاث الأخيرة فقط.

البورصة السعودية
البورصة السعودية

أداء سهم “المتحدة لصناعة الكرتون” في أولى جلساته

وفي سياق متصل، شهدت السوق إدراجاً جديداً لسهم “المتحدة لصناعة الكرتون”، الذي بدأ تداولاته بأداء متذبذب، حيث قفز السهم في بداية الجلسة بنسبة 9%، قبل أن يتراجع لفترة وجيزة دون سعر الطرح الأولي البالغ 50 ريالاً، ليستقر لاحقاً عند 50.7 ريال، بزيادة طفيفة نسبتها 1.4%.

وأوضح المحللون أن إدراج السهم يأتي في ظل ظروف سوقية صعبة، حيث تشهد الأسواق تراجعات عامة، إضافة إلى أن العديد من الأسهم المدرجة حديثاً تتداول حالياً دون مستويات إدراجها الأولية.

ومع ذلك، هناك عوامل إيجابية تدعم السهم، أبرزها طرحه بمكرر ربحية يبلغ 16 مرة، وهو أقل من متوسط مكرر السوق البالغ 17 مرة.

كما تمت الإشارة إلى أن شركات مشابهة في القطاع، مثل “السعودية لصناعة الورق”، تتداول بمكرر ربحية أعلى يصل إلى 37 مرة، مما يعزز النظرة التفاؤلية لبعض المستثمرين تجاه السهم على المدى الطويل.

السياق العالمي وتأثيراته على سوق الأسهم السعودية

على الصعيد العالمي، سجلت الأسواق الآسيوية أداءً متبايناً خلال التعاملات الصباحية، فيما استقر سعر خام “برنت” دون مستوى 65 دولاراً للبرميل بعد جلسة هادئة تأثرت بعطلات رسمية في لندن ونيويورك.

كما حافظ خام “غرب تكساس” الوسيط على استقراره بالقرب من 61 دولاراً للبرميل.

ويرى الخبراء أن هذه التطورات تعكس حالة من الحذر بين المستثمرين على مستوى العالم، مما ينعكس بشكل مباشر على أداء الأسواق المحلية، بما في ذلك السوق السعودية.

ومع استمرار حالة عدم اليقين، يركز المستثمرون على مراقبة التطورات الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بسياسات البنوك المركزية وأسعار الطاقة.

ويؤكد الخبراء أن استقرار المؤشر السعودي فوق مستويات الدعم الرئيسية سيكون حاسماً لاستعادة الثقة في السوق، بينما يظل أداء الأسهم المدرجة حديثاً، مثل “المتحدة لصناعة الكرتون”، تحت الاختبار في ظل الظروف الراهنة.

وتظل السوق السعودية في مرحلة حساسة تتطلب متابعة دقيقة للمؤشرات المحلية والعالمية على حد سواء، مع توقعات بأن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التقلبات حتى تتضح الرؤية بشأن العوامل الاقتصادية الكبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى