مايكروسوفت تواجه اضطرابات متزايدة بسبب دورها في حرب إسرائيل على غزة

القاهرة (خاص عن مصر)- تواجه مايكروسوفت اضطرابات داخلية متزايدة بسبب تورطها في الصراع الدائر بين إسرائيل وغزة، حيث يحتج موظفو عملاق التكنولوجيا على تعميق علاقات الشركة بالجيش الإسرائيلي.

وفقا للجارديان، تُبرز هذه الاحتجاجات استياءً متزايدًا بين الموظفين إزاء استخدام خدمات مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في العمليات العسكرية، مما يثير تساؤلات أخلاقية حول ممارسات الشركة التجارية في مناطق النزاع.

إعلان

الاحتجاجات والاضطرابات

بلغت الاضطرابات ذروتها خلال احتفالات الشركة بالذكرى الخمسين لتأسيسها في أبريل 2025، عندما قاطع موظفو مايكروسوفت خطابات كبار المسؤولين التنفيذيين، بمن فيهم مصطفى سليمان، المدير التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي، والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر.

تُعد هذه الاحتجاجات، التي تزايدت وتيرة حدوثها خلال العام الماضي، جزءًا من حملة أوسع نطاقًا تحث مايكروسوفت على قطع علاقاتها مع إسرائيل بسبب استخدامها لتكنولوجيا الشركة خلال حرب غزة.

في لحظة توتر شديد في مارس 2025، عرض موظفو مايكروسوفت عبارة “مايكروسوفت تدعم الإبادة الجماعية” على القاعة الكبرى خلال فعالية، تصاعدت الاحتجاجات منذ بداية الصراع في أكتوبر 2023، حيث استخدم جيش الدفاع الإسرائيلي خدمات مايكروسوفت للحوسبة السحابية Azure وتقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم العمليات العسكرية في غزة.

استياء الموظفين

أعرب العديد من الموظفين عن مخاوفهم الأخلاقية بشأن دور الشركة في دعم العمليات العسكرية التي يعتقدون أنها تُسهم في إلحاق الضرر.

صرحت ابتهال أبو سعد، مهندسة البرمجيات السابقة في مايكروسوفت، لصحيفة الغارديان بأنها تشعر بقلق متزايد بشأن عملها في مايكروسوفت، لا سيما وأن أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة استُخدمت لاستهداف وقتل الفلسطينيين.

أدت اعتراضات أبو سعد إلى فصلها في نهاية المطاف، كما أدى إلى فصل العديد من الموظفين الآخرين الذين أعربوا علنًا عن مخاوف مماثلة.

لا تقتصر الاحتجاجات الداخلية على حوادث معزولة، بل تعكس اتجاهًا أوسع نطاقًا للاستياء بين الموظفين، حيث يفكر بعضهم في ترك الشركة لأسباب أخلاقية.

عبّرت منتديات الشركة، مثل منتدى Viva Engage التابع لشركة مايكروسوفت، عن استياء واسع، حيث أثارت النقاشات حول علاقات الشركة بإسرائيل وصراع غزة جدلاً حاداً، واتهم بعض الموظفين مايكروسوفت بفرض رقابة على الآراء المؤيدة للفلسطينيين، مما أدى إلى تفاقم التوترات في مكان العمل.

رد مايكروسوفت وجدلها

على الرغم من تزايد الانتقادات، واصلت مايكروسوفت العمل مع الجيش الإسرائيلي، موفرةً خدمات أساسية في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

واجهت الشركة تدقيقاً متزايداً بشأن تورطها في الصراع، حيث كشفت تقارير صادرة عن وسائل إعلام مثل وكالة أسوشيتد برس ودروب سايت عن دور مايكروسوفت في تأجيج “الاندفاع نحو التكنولوجيا” بين الشركات التي تقدم خدمات للجيش الإسرائيلي.

أدت هذه التقارير إلى تفاقم الاحتجاجات داخل الشركة، حيث حثّ الموظفون والموظفون السابقون مايكروسوفت على إلغاء عقودها مع الحكومة الإسرائيلية.

لم تُعلّق مايكروسوفت بعد على الاحتجاجات المستمرة واضطرابات الموظفين، لكن هذه الحوادث ليست معزولة. تشير احتجاجات مماثلة في شركات تقنية أخرى، مثل جوجل، التي واجهت انتقادات أيضًا لعلاقاتها بإسرائيل، إلى أن هذه قضية أوسع نطاقًا داخل قطاع التكنولوجيا.

اقرأ أيضا.. ثغرات العمود الفقري المالي الأمريكي.. كيف ستتطور أزمة الدولار؟ 

النقاش الأخلاقي: الأعمال التجارية في مواجهة حقوق الإنسان

يتمحور النقاش حول مدى توافق مصالح مايكروسوفت التجارية مع قيمها المؤسسية المعلنة، بما في ذلك التزامها بحقوق الإنسان والمعايير الأخلاقية.

قارنت الموظفة السابقة أنجيلا يو، التي استقالت احتجاجًا في ديسمبر 2024، بين موقف مايكروسوفت الحالي وقرارها السابق بقطع العلاقات مع جنوب إفريقيا في ثمانينيات القرن الماضي بسبب نظام الفصل العنصري. وجادلت بأن مايكروسوفت، التي لطالما قدمت نفسها كقوة للخير، يجب أن تعيد النظر في علاقاتها التجارية مع الحكومات المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان.

مستقبل المعضلة الأخلاقية لمايكروسوفت

تشير الاحتجاجات والاستقالات المستمرة إلى معضلة أخلاقية كبيرة تواجهها مايكروسوفت. فمع استمرار الشركة في دعم العمليات العسكرية في غزة، تتزايد التساؤلات حول العواقب طويلة المدى لتدخلها.

هل ستتخذ مايكروسوفت موقفًا داعمًا لحقوق الإنسان، أم ستُعطي الأولوية لمعاملاتها التجارية على حساب المسؤولية الأخلاقية؟

لا يزال الوضع في مايكروسوفت بعيدًا عن الحل، ومن المرجح أن ينضم المزيد من الموظفين إلى الاحتجاجات إذا لم تُعالج الشركة مخاوفهم، قد يكون لهذا الاضطراب المتزايد في إحدى أكثر شركات التكنولوجيا نفوذًا في العالم تداعيات كبيرة على كيفية تعامل الشركات مع التحديات الأخلاقية للعمل في مناطق النزاع.

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!
error: Content is protected !!