مجزرة الجائعين تهز غزة.. ماذا حدث في خان يونس؟

في مشهد يعكس عمق المأساة التي يعيشها سكان قطاع غزة المحاصر، تحولت ساحة انتظار المساعدات الغذائية إلى مجزرة دامية في خان يونس، بعدما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيرانها على حشود مدنيين تجمعوا شرق المدينة للحصول على الدقيق.

وأسفر الهجوم عن سقوط 51 شهيدًا وأكثر من 200 جريح، بينهم 20 إصابة في حالة حرجة للغاية، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

رصاص الموت ينتظر الفقراء في خان يونس

وقالت وزارة الصحة، في بيان لها، إن “حصيلة مجزرة الاحتلال بحق المواطنين الذين ينتظرون المساعدات في منطقة التحلية بمحافظة خان يونس ارتفعت إلى 51 شهيدًا وأكثر من 200 إصابة”، مؤكدة أن “بين الإصابات 20 حالة خطيرة جدًا”.

وأشارت إلى أن “أقسام الطوارئ والعناية المركزة في مجمع ناصر الطبي وصلت إلى حالة من الاكتظاظ الشديد”، وأن الطواقم الطبية تعمل “في ظروف شبه مستحيلة” مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات المنقذة للحياة.

الدفاع المدني: استهداف مباشر لحشود الجائعين

وفي شهادة مؤلمة نقلتها وكالة “فرانس برس”، قال الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل: “ما حدث هو مجزرة ضد الجائعين. الآلاف تجمعوا قرب نقطة توزيع دقيق عند محطة التحلية شرق خان يونس، ففوجئوا بنيران وقذائف الاحتلال تنهال عليهم دون تحذير”.

وأوضح أن عشرات الشهداء والجرحى تم نقلهم إلى مستشفى ناصر، بينهم أطفال ونساء، بينما لا تزال بعض الجثث تحت الأنقاض أو متناثرة في المكان.

روايات من قلب المجزرة

مسعفون وسكان تحدثوا إلى وكالة “رويترز” قالوا إن دبابات الاحتلال فتحت نيرانها بشكل مباشر على الحشود المتمددة على الطريق الشرقي في خان يونس، في وقت لم يكن بحوزة المدنيين أي نوع من الأسلحة أو وسيلة للدفاع عن أنفسهم.

وأكد السكان أن طوابير الجوعى كانت تنتظر المساعدات منذ ساعات الفجر الأولى، وسط أوضاع معيشية كارثية، إذ يُعد الدقيق السلعة الأهم لبقاء العائلات على قيد الحياة.

الجيش الإسرائيلي يلتزم الصمت بعد مجزرة خان يونس

حتى الساعة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول المجزرة، ما أثار موجة غضب واسعة في الأوساط الحقوقية والسياسية داخل وخارج فلسطين.

ورأى مراقبون أن تكرار هذا النمط من الاستهداف يعكس “منهجية منظمة في معاقبة المدنيين عبر تجويعهم وقتلهم في آنٍ واحد”.

تحذيرات من كارثة طبية

وزارة الصحة في غزة، إلى جانب منظمات دولية، حذّرت من “انهيار وشيك” للقطاع الصحي إذا استمرت الاعتداءات بهذا الشكل.

وطالبت بتوفير إمدادات طبية عاجلة، وفتح ممرات إنسانية تضمن إيصال المساعدات إلى السكان دون أن يُعرّضوا حياتهم للخطر.

مجزرة ليست الأولى

تأتي هذه المجزرة في سياق سلسلة هجمات سابقة استهدفت نقاط توزيع المساعدات شمال وجنوب غزة، حيث وثقت منظمات حقوقية استهدافاً ممنهجاً للمدنيين في كل من غزة والوسطى وخان يونس، ما يطرح تساؤلات عن غياب المساءلة الدولية، والتقاعس في وقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق السكان المحاصرين.

اقرأ أيضا.. زعم أن إيران تريد إنهاء حياة ترامب.. كيف يخطط نتنياهو لتوريط واشنطن في الحرب مع طهران؟

زر الذهاب إلى الأعلى