محطات رفع المياه بالدلتا الجديدة.. عمل هندسي عملاق يوازي 3 أضعاف السد العالي

أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن حجم الأعمال الهندسية الجاري تنفيذها ضمن مشروع محطات رفع ومعالجة المياه في نطاق مشروع الدلتا الجديدة، يُعادل من حيث الجهد الهندسي ما يوازي بناء ثلاثة سدود من السد العالي. وأوضح أن المقارنة لا تتعلق بالتكلفة المالية، بل تُبرز ضخامة التنفيذ والتعقيد الفني، خاصة وأن مشروع السد العالي استغرق 10 سنوات لإنجازه، في حين يُنفذ مشروع الدلتا الجديدة في غضون 3 سنوات فقط، ما يعكس حجم الإنجاز وضغط الجدول الزمني.

محطة الحمام بالدلتا الجديدة

محطة الحمام.. أضخم محطة معالجة مياه في العالم

يعتمد المشروع على محطة الحمام لمعالجة مياه الصرف الزراعي، والتي تُعد الأكبر من نوعها عالميًا بطاقة تصميمية تبلغ 7.5 مليون متر مكعب يوميًا، وتُنفذ على مساحة تتجاوز 150 فدانًا بمنطقة الحمام على الساحل الشمالي الغربي. وتُستخدم المياه المعالجة بالكامل في ري أراضي مشروع الدلتا الجديدة، دون المساس بحصة نهر النيل.

من داخل غرفة العمليات الخاصة بمتابعة مصادر المياه الخاصة بالري – الدلتا الجديدة

تشارك في تنفيذ المحطة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع عدد من كبرى الشركات المصرية، على رأسها أوراسكوم، وتضم المحطة منظومة متكاملة تشمل مآخذ للمياه، ومحطات رفع، وخطوط نقل، ومراحل متقدمة للمعالجة الثلاثية. ويُنظر إليها كإنجاز هندسي فريد يعكس توجه الدولة نحو تعظيم استخدام الموارد غير التقليدية لتأمين احتياجات الزراعة والغذاء.

مشروع الدلتا الجديدة
مشروع الدلتا الجديدة- أرشيفية

محطات الرفع.. البنية الأساسية لنقل المياه

تشكل محطات الرفع العمود الفقري لمنظومة المياه في مشروع الدلتا الجديدة، حيث يجري تنفيذ 20 محطة رفع عملاقة لنقل المياه من محطة الحمام إلى الأراضي الزراعية عبر شبكة من الخطوط الناقلة تمتد لمئات الكيلومترات، بينها 4 خطوط رئيسية للضخ، يتجاوز طول بعضها 100 كم، ما يضمن الوصول المنتظم للمياه إلى المناطق المستصلحة كافة.

مسار النهر الصناعي الناقل لمياه النيل إلى الدلتا الجديدة

مضخات يابانية عملاقة من “توروشيما” في قلب المنظومة

دعمت شركة “توروشيما” اليابانية المشروع بتوريد مضخات عملاقة تُستخدم في محطات الرفع الرئيسية ضمن خطة نقل المياه من فرع رشيد إلى أراضي الدلتا الجديدة، وتُعد هذه المضخات من الأقوى عالميًا، ويجري تسجيلها حاليًا بموسوعة غينيس للأرقام القياسية نظرًا لقدرتها الاستثنائية.

أعمال البنية التحتية لمشروع الدلتا الجديدة

تُستخدم هذه المضخات في رفع 3 ملايين متر مكعب من المياه يوميًا عبر محور الضبعة بطول 42 كم، لري أراضي جديدة بالصحراء الغربية، بالتوازي مع ضخ 7.5 مليون متر مكعب يوميًا إلى محطة معالجة الحمام، ما يعكس دقة التصميم الهندسي واعتماده على تقنيات قادرة على العمل بكفاءة تحت أي ظروف تشغيلية.

محطة معالجة الدلتا الجديدة
مضخات المياه العملاقة بالمشروع

مشروع يخدم 2.2 مليون فدان

يمتد مشروع الدلتا الجديدة على مساحة إجمالية تبلغ 2.2 مليون فدان، وتُستصلح مليون فدان منها في المرحلة الأولى، ما يجعله أحد أكبر مشروعات التوسع الزراعي في تاريخ مصر، ويهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص عمل ضخمة، ودعم الميزان التجاري الغذائي.

موقع مشروع الدلتا الجديدة

الترعة المعلقة.. شريان مائي جديد يربط محطة الحمام بأراضي الدلتا الجديدة

تُعد “الترعة المعلقة” أحد أبرز الأعمال الهندسية في مشروع الدلتا الجديدة، حيث تمتد لمسافة نحو 170 كيلومترًا لنقل المياه المعالجة من محطة الحمام إلى الأراضي الزراعية المستصلحة. وتتكون الترعة من 94 كم من المجاري المكشوفة و20 كم من المواسير المعلقة والمتجاورة، بإجمالي أطوال مواسير تتجاوز 200 كم. وتضم الترعة 13 محطة رفع لضمان استمرارية التدفق المائي، إلى جانب 81 منشأة صناعية تشمل قناطر، سحارات، كباري سيارات ومشاة، وعدايات. ويبلغ إجمالي المياه المنقولة عبر هذه المنظومة نحو 7.5 مليون متر مكعب يوميًا، ما يجعلها شريانًا استراتيجيًا لري أراضي المشروع الأضخم في تاريخ مصر الزراعي.

الترعة الخرسانية المعلقة بالدلتا الجديدة

منظومة ري متطورة وربط مباشر بالصناعة

تم تنفيذ بنية تحتية متكاملة تعتمد على أحدث نظم الري الذكي، بما في ذلك شبكات ري محوري وتنقيط عالية الكفاءة، إلى جانب إنشاء مركز تحكم ذكي لإدارة توزيع المياه وفقًا لاحتياجات كل محصول. كما تم ربط المشروع بمجمعات صناعية زراعية متخصصة، لتحويل المنتجات الزراعية إلى سلع مصنعة قابلة للتصدير، بما يعزز القيمة المضافة ويرفع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية.

مشروع الدلتا الجديدة من الأقمار الصناعية 2025

الرئيس السيسي: مشروع استراتيجي لمستقبل الأجيال

وخلال زياراته المتكررة للموقع، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن مشروع الدلتا الجديدة يُعد من أهم مشروعات الأمن القومي الزراعي، مؤكدًا أن توفير المياه من مصادر غير تقليدية كالتحلية والمعالجة يمثل خطوة استراتيجية لحماية موارد الدولة من الاستنزاف، وتمكينها من التوسع الزراعي دون الإضرار بحصة مصر من مياه النيل.

اقرأ أيضا.. تحالف مصري–إماراتي–صيني يحول صحراء المنيا إلى حقل استراتيجي لإنتاج السكر

الرئيس يتابع محصول القمح من مشروع الدلتا الجديدة

زر الذهاب إلى الأعلى