مخطط تفجير أجهزة البيجر الإسرائيلية ضد حزب الله.. عالم وهمي للموساد

القاهرة (خاص عن مصر)- نفذت الموساد عملية تفجير أجهزة البيجر المخططة بدقة لتستهدف قيادة حزب الله في لبنان وسوريا، والتي بلغت ذروتها في سبتمبر 2024، تضمنت العملية، التي استغرق التخطيط لها عقدًا من الزمان، أجهزة اتصال لاسلكية مفخخة وأجهزة اتصال متفجرة، مما أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين وإصابة الآلاف.

وفقا لما كشفته صنداي تايمز، شارك عملاء الموساد المتقاعدون مؤخرًا رؤى حول المؤامرة خلال مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على شبكة سي بي إس، وكشفوا عن شبكة الخداع المعقدة التي مكنت من نجاح المهمة.

“عالم وهمي” مبني للخداع

بدأت العملية بمهندسي الموساد الذين قاموا بتعديل وبيع 16000 جهاز اتصال لاسلكي لحزب الله بسعر تنافسي، وبحسب أحد العملاء الذين تم تحديدهم باسم “مايكل”، تم تسويق الأجهزة من خلال شركات وهمية تحاكي الشركات المشروعة، مما يضمن عدم إمكانية تعقبها إلى إسرائيل.

قال مايكل، مشبهًا العملية ببرنامج ترومان: “نحن نكتب السيناريو، ونحن المخرجون، ونحن المنتجون، والعالم هو مسرحنا”.

للإيقاع بحزب الله في الفخ، استهدف الموساد استخدامه لأجهزة النداء التي تم الحصول عليها من شركة تايوانية، وقد تم تعديل هذه الأجهزة سراً لإيواء المتفجرات مع الحفاظ على وظائفها.

أوضح غابرييل، وهو عميل آخر مشارك، كيف اختبر الموساد الكميات المتفجرة لضمان أقصى قدر من الضرر للأهداف دون الإضرار بالمارة، وروجت الإعلانات الكاذبة على موقع يوتيوب لأجهزة النداء المعدلة على أنها قوية وموفرة للطاقة، مما أقنع حزب الله بتبنيها.

اقرأ أيضا.. الشيخوخة تضرب أعضاء الكونجرس الأمريكي.. عضوة تعاني الخرف وتعيش في دار للمسنين

الضربات المنسقة تسبب الدمار

في 17 سبتمبر 2024، أطلق الموساد أجهزة النداء، مما تسبب في حدوث انفجارات في جميع أنحاء لبنان، وانفجرت الأجهزة حتى لو لم يفتح المستخدمون الرسائل الواردة.

في اليوم التالي، تم تفعيل أجهزة اتصال لاسلكية مفخخة أثناء جنازات القتلى في الهجمات الأولية، خلفت الضربات المدروسة قتلى أو جرحى خطيرين من أعضاء حزب الله، مما أرسل رسالة واضحة عن مدى قدرة إسرائيل على العمل والردع.

أكد غابرييل أن العملية تهدف إلى بث الخوف وتآكل عزيمة حزب الله، وقال: “هؤلاء الأشخاص الذين ليس لديهم أيدي وأعين هم دليل حي على الرسالة الإسرائيلية الواضحة لإعدائها “لا تعبثوا معنا”، واصفًا الهجمات بأنها حرب نفسية.

وشهدت أعقاب ذلك خوفًا واسع النطاق، حيث تردد المواطنون اللبنانيون في استخدام الأجهزة اليومية، خوفًا من المزيد من التخريب.

نقطة تحول في الصراع

كانت الضربات بمثابة لحظة حاسمة في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، كجزء من تصعيد أوسع نطاقًا في أعقاب هجمات حماس في أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل.

بعد يومين من العملية، ألقى زعيم حزب الله حسن نصر الله ما وصفه الموساد بخطاب “مهزوم”، وبحلول نوفمبر، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار، حيث ورد أن نصر الله قُتل في غارات جوية إسرائيلية.

إرث الخوف والدقة

أكدت عملية الموساد على براعتها الاستراتيجية ومهاراتها التكنولوجية، وألمح العملاء إلى ابتكارات مستقبلية، الأمر الذي ترك حزب الله وحلفاءه في حيرة بشأن الخطوة التالية التي قد تتخذها إسرائيل.

وكما قال مايكل: “لقد انتقلنا بالفعل إلى الخطوة التالية”.

زر الذهاب إلى الأعلى