سياسة

مصر تمد يد العون لإنقاذ السودان

خلال عام من اشتعال الصراع فى السوادن، بين ميلشيا الدعم السريع والجيش السوداني، ومعاناة الشعب فى أغلب الولايات، حيث تعاني السودان اليوم من نقص حاد فى متطلبات الحياة، وتخضع تحت عنف دموي، تدخلت عدة دولة للحيلولة دون وقوع المزيد من الضحايا، ومنع انهيار السودان، لكن دون قدرة على العودة..

قدمت مصر العديد من المبادرات لمحاولة حل الازمة السودانية دون استجابة تنفيذية من أطراف الصراع، وحاولت القاهرة دعم ركائز الأمن فى الدولة السودانية والمساعدة الإنسانية للشعب السوداني الذى استقبلت منه بالفعل مئات ألوف النازحين منذ اندلاع الحرب هناك، كما تستضيف مصر بالفعل ملايين اللاجئين من السودان من قبلها، نظرا لعدم استقرار البلاد، واستمرار الأزمات السياسية والعسكرية فى السودان.

ومنذ مؤتمر قمة يوم الخميس 13 يوليو 2023 بمشاركة جميع الدول المجاورة للسودان، قد ركزت المبادرة وقتها على الحل السلمي للأزمة بالتعاون مع الدول الإقليمية الهادفة لتحقيق السلام فى السودان، لكن لم تمنع تلك المبادرة انزلاق البلاد لعنف والتدهور المستمر دون وقف إطلاق النار حتى الآن.

ولازالت مصر تؤكد على وجود قدرة على الحل، وفق رؤية المبادرة المصرية التى تتمحور حول وضع إتفاق سوداني لوقف إطلاق النار طويل الأمد، وفتح ممرات إنسانية آمنة لتسليم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الأزمة، ووضع إطار زمني للمفاوضات بين أطراف الصراع السوداني بمشاركة جميع أطراف القوي السودانية لحل الأسباب الكامنة وراء الأزمة ووضع حد للدمار المحقق الذى يعاني منه الشعب السوداني بمختلف توجهاته.

مصر تمد يد العون لإنقاذ السودان

وفيما تستمر الحرب فى حصد الأرواح، وتستمر المجاعة داخل السودان بينما لا يوجد أفق لحل مناسب، يبدو أن الرجوع للمبادرة المصرية يظل الحل، لإنقاذ مايمكن إنقاذه من بقاء السودان كدولة وشعب قابل للحياة،وفى ذلك السياق احتضنت العاصمة المصرية مؤخرا اجتماعات بشأن الأزمة السودانية والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس المجلس الانتقالي السوداني عبدالفتاح البرهان كما التقي قبلها يوم ٦ مارس الجاري بالسياسي السوداني عبدالله حمدوك الذى بدوره أكد على توافق رؤي السودانيين مع الجانب المصري لحل الأزمة السودانية من حيث رفض الحل العسكري للأزمة وضرورة الاستقرار السياسي للسودان وحفظ وحدة أراضيه ووحدة مؤسسات دولته وجيشه..

يذكر أن بعض المحللين ذهبوا لإمكانية القبول المصري لزيارة من حميدتي قائد ميليشيا الدعم السريع، فيما لم يبدي الجانب المصري انفتاح على ذلك الاتجاه دون إنهاء محقق للصراع، خصوصا مع دعم مصر المستمر للسودان، كدولة مستقلة موحدة، وللجيش السوداني، كحامي للشعب من العنف والاستهداف،لكن المقاربة ممكنة إذا ماتحقق الأمن للسودان بحوار يهدف لوقف فعلي لإطلاق النار.

ولعل تكمن أهمية الحل المصري للأزمة السودانية، فى مستوى الحرص المصري على أمن السودان، لما يمثله من أمن قومي مباشر للدولة المصرية، وما يحققه من تخفيف أعباء النزوح ضد مصر، مع الحرص الحقيقي على سلامة الشعب السوداني، وذلك دون مطامع، أو تغذية للصراعات، من أجل مكاسب ضيقة،فلا تتورط مصر مثل آخرين فى تدمير الدول، ولا القبول بمؤمرات ضد مصالح شعبها، بالإضافة لمحاور الرؤية المصرية التى تركز على الاحترام الكامل لسيادة السودان وسلامة أراضيه وعدم قبول الدعم للمرتزقة، وأساليب التهديد بالمليشيات للجيوش، والدول الوطنية وتلك الصراعات التى تهوى بمقدرات البلاد.

لذلك يبدو أن حل أزمة الصراع فى السودان لاتزال فى قدرات القاهرة بثقلها السياسي والأمني وبما تمثله للسودان من جوار قادر على الدعم للبقاءه فى أمن وسلام.

 

مصر تحاول إنقاذ السودان!

زر الذهاب إلى الأعلى