مصر تسعي لتوفير السيارات الكهربائية محليًا بأسعار معقولة
تدخل مصر سوق السيارات الكهربائية العالمية بطموح جريء وهو تأمين سيارات كهربائية بأسعار معقولة لسكانها
تدخل مصر سوق السيارات الكهربائية العالمية بطموح جريء وهو تأمين سيارات كهربائية بأسعار معقولة لسكانها، وفقا لما نشره موقع واية.
بحسب خاص عن مصر، تحت قيادة شريف الصياد، رئيس مجلس تصدير الهندسة في مصر، تستفيد البلاد من التحديات التجارية التي تواجهها شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية في الأسواق العالمية الرئيسية لتضع نفسها كوجهة رئيسية لإنتاج السيارات الكهربائية والابتكار.
تحديات تصدير السيارات الكهربائية في الصين: فرصة لمصر
في الأشهر الأخيرة، واجهت السيارات الكهربائية الصينية حواجز تجارية كبيرة في الولايات المتحدة وأوروبا وكندا، مما جعل من الصعب على الشركات المصنعة الصينية توسيع نطاقها العالمي. فقد زادت الولايات المتحدة التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية من 25٪ إلى 100٪، في حين فرض الاتحاد الأوروبي تعريفة مؤقتة لمكافحة الدعم بنسبة 37.6٪.
أقرا أيضا.. مصر تلزم اليخوت الأجنبية بدفع أسعار الوقود بأسعار السوق العالمية
كما رفعت كندا تعريفاتها الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية إلى 100٪ في أغسطس. وعلى الرغم من هذه العقبات، تظل الصين لاعباً مهيمناً في صناعة السيارات الكهربائية العالمية. وبحسب تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، ارتفعت صادرات الصين من المركبات الكهربائية بنسبة 13300% من عام 2017 إلى عام 2023، لتصل إلى 42 مليار دولار.
يرى شريف الصياد أن هذا يمثل فرصة فريدة لمصر. وأشار الصياد إلى أن “الصين هي اللاعب الكبير القادم في مجال المركبات الكهربائية، لكنها تواجه تحديات التصدير بسبب التعريفات الجمركية المرتفعة”. ويعتقد أن مصر يمكن أن تستفيد من هذه القيود التجارية من خلال جذب الشركات المصنعة الصينية لإنشاء مرافق إنتاج داخل البلاد. بدءًا من المكونات الرئيسية مثل المحركات والبطاريات، تهدف مصر إلى بناء أساس قوي لإنتاج المركبات على نطاق واسع في المستقبل القريب، وتحويل نفسها إلى لاعب تنافسي في سوق المركبات الكهربائية العالمية.
بناء البنية التحتية لمستقبل الكهرباء
لا يقتصر دفع مصر لتقديم المركبات الكهربائية بأسعار معقولة على جذب الشركات المصنعة الأجنبية؛ بل تستثمر الدولة أيضًا في البنية التحتية الأساسية لدعم التبني الواسع النطاق للسيارات الكهربائية. في الوقت الحالي، يوجد في مصر خمس شركات خاصة تدير محطات شحن المركبات الكهربائية، والحكومة بصدد الموافقة على طلبات من ثلاث شركات إضافية تسعى إلى دخول السوق. تشكل هذه الشبكة المتنامية من محطات الشحن جزءًا أساسيًا من استراتيجية مصر لخلق بيئة مستدامة للسيارات الكهربائية.
من خلال تعزيز البنية التحتية للشحن، تضع مصر الأساس لمستقبل حيث يمكن للسيارات الكهربائية أن تندمج بسلاسة في الحياة اليومية للمصريين، وتوفر لهم خيارات نقل ميسورة التكلفة وصديقة للبيئة.
الميزة الاستراتيجية لمصر في سوق المركبات الكهربائية
إن الموقع الجغرافي لمصر، إلى جانب اتفاقياتها التجارية، يجعلها مرشحًا مثاليًا لجذب استثمارات كبيرة في قطاع المركبات الكهربائية. تتميز البلاد بالعمالة الماهرة منخفضة التكلفة، وهي ميزة تنافسية يمكن أن تجذب الشركات المصنعة الأجنبية التي تسعى إلى خفض التكاليف مع الحفاظ على معايير الإنتاج العالية. علاوة على ذلك، توفر اتفاقيات مصر التجارية إمكانية الوصول إلى ثلث أسواق العالم، مما يضع البلاد كبوابة رئيسية لصادرات المركبات الكهربائية إلى أوروبا والشرق الأوسط وما بعده.
تتضمن رؤية الصياد جعل مصر مركزًا إقليميًا لإنتاج المركبات الكهربائية. وتأتي هذه الخطوة في وقت تتطلع فيه مصر إلى استعادة قدرتها التنافسية في سوق السيارات العالمية، وخاصة في أعقاب خسارة الأرض لصالح دول أفريقية أخرى مثل المغرب وجنوب إفريقيا في إنتاج المركبات التقليدية التي تعمل بالبنزين.
عصر جديد لقطاع السيارات في مصر
مع وجود استراتيجية واضحة، يمثل دخول مصر إلى سوق المركبات الكهربائية لحظة محورية لصناعة السيارات في البلاد. من خلال التركيز على إنتاج المركبات الكهربائية، يمكن للبلاد البناء على خبرتها التصنيعية الحالية وخلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. لا تقتصر خطة الصياد لجذب مصنعي المركبات الكهربائية الصينيين على استيراد السيارات فحسب، بل تتعلق ببناء نظام بيئي كامل حول الصناعة – والذي يشمل إنتاج المكونات المحلية والعمالة الماهرة وسلسلة توريد قوية.
مع وضع مصر لنفسها كقائدة في قطاع المركبات الكهربائية، فإن جهود البلاد لدمج حلول النقل المستدامة في اقتصادها يمكن أن تكون بمثابة نموذج للدول النامية الأخرى التي تسعى إلى الانتقال إلى تقنيات أكثر خضرة.
وفي الختام، يعكس الدفع الطموح لمصر نحو المركبات الكهربائية بأسعار معقولة أهدافها الأوسع المتمثلة في التنويع الاقتصادي والابتكار والاستدامة. وبفضل المزيج الصحيح من الاستثمار والبنية الأساسية والشراكات الدولية، فإن البلاد على أهبة الاستعداد لتصبح لاعباً رئيسياً في سوق السيارات الكهربائية العالمية وتقديم خيارات نقل صديقة للبيئة وبأسعار معقولة لمواطنيها.