مصر تقود مشروعات إعادة إعمار ليبيا

الدبيبة: استدعينا نخبة الشركات المصرية لتنفيذ مجموع من المشروعات في جنوب وغرب وشرق البلاد

للوهلة الأولى حين يقع نظرك على صور مشروعات البنية التحتية في ليبيا تظن أنها في مصر، فالعمال مصريون والشركات مصرية، جاءوا إلى ليبيا لنقل التجربة المصرية في بناء الطرق والجسور والكباري بجودة عالمية وسرعة قياسية.

حيث استعانت حكومة الوحدة الوطنيّة في ليبيا بالشركات المصرية لتنفيذ مشروع (استكمال الطريق الدائري الثالث) الذي يبلغ طوله الإجماليّ 23.8 كيلومترا، والذي كان متوقفا عن العمل منذ مطلع عام 2007، بتكلفة تصل إلى 930 مليون دولار.

وقال عبد الحميد الدبيبة في حفل استكمال أعمال تنفيذ المشروع : “نحن هنا للإعمار والبناء والحياة، لنبدأ مشروع استكمال الطريق الدائري الثالث بطرابلس”، وأضاف: “استدعينا نخبة الشركات المصرية لتنفيذ مجموع من مشروعات الكهرباء والصرف الصحي والطرق في جنوب وغرب وشرق البلاد”.

فبمليارات الدولارات، تعاقدت ليبيا مع عدة شركات مصرية متخصصة في المقاولات والإنشاءات لبناء العديد من المشاريع خاصة الطرق والكباري وإعادة إعمار مدينة درنة المنكوبة بعد الفيضان المدمر الذي ضرب ليبيا بعد إعصار دانيال في سبتمبر الماضي.

مشروعات الطرق والمرافق تتصدر أولوية مشاريع التنمية والإعمار فى ليبيا، إذ تركز خطة الإعمار على تنفيذ استراتيجية متكاملة لحل أزمة المرور بها ، وإعادة تأهيل المرافق وتهيئة الطرق الرئيسية للربط بين المدن.

وترصد “خاص عن مصر” أبرز الشركات والشراكات المصرية في ملف إعادة إعمار ليبيا:

-شهد عام 2021 توقيع مصر وليبيا ستة عقود لمشروعات البنية التحتية و14 مذكرة تفاهم.

وتتضمن الاتفاقيات الموقعة: قيام كل من أوراسكوم كونستراكشون وحسن علام للإنشاءات، وشركة رواد للهندسة التابعة للسويدي إلكتريك، ببناء وتوريد محطتين جديدتين لتوليد الطاقة بالغاز، وبناء طريق دائري جديد حول طرابلس، وإنشاء طريق جديد بين أجدابيا وجالو. وغطت مذكرات التفاهم الـ 14 عددا من القطاعات بما في ذلك الصناعة والطاقة والزراعة والاتصالات والطيران المدني.

وتشمل المشروعات التى أبرمها تحالف الشركات المصرية مع الجانب الليبى توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز تنمية وتطوير المراكز الإدارية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية، وأيضا توقيع عقد بين جهاز مشروعات الاسكان والمرافق الليبى، وشركات المقاولات المصرية بشأن تنفيذ الطريق الدائرى الثالث بمدينة طرابلس، بجانب توقيع عقد تصميم وتوريد وتركيب مشروع محطتى درنة الغازية، وميلتا الغازية، مع الشركة العامة للكهرباء الليبية.

كما وقع حينها وزيرا النقل اتفاقيتين ستشهدان قيام الشركات المصرية بالعمل في أعمال البنية التحتية الليبية مثل الطرق والجسور، إضافة إلى مشروعات لتحديث الموانئ الليبية وخفض التلوث.

َفي يوليو الماضي، أعلن نائب رئيس مجلس رجال الأعمال الليبي – المصري، مختار القلعي، عن مشاركة أربع من كبرى الشركات المصرية في مشروعات إعادة الإعمار في ليبيا بقيمة أعمال تتجاوز 4 مليارات دولار.

وفي إبريل الماضي، قال منعم السعيطي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة بنغازي الليبية، إن الغرفة سجلت نحو 35 شركة مصرية للاستثمار في ليبيا، وذلك في ظل التوجه لجذب رجال الأعمال والشركات المصرية للدخول للسوق الليبية.

وأشار خلال المؤتمر التحضيري لزيارة أكبر وفد صناعي مصري إلى ليبيا، إن سوق ليبيا سوق واعد أمام المنتجات المصرية، كما أن والعلاقات الليبية بين مصر وليبيا لها جذور ممتدرة لعقود طويلة

وأوضح أن الشرق الليبي يثق في الشركات المصرية، حيث نجحت في إنجاز 3 جسور في وقت قياسي، ومازال أمام الشركات المصرية القدرة على انجاز عدد اكبر من المشروعات الإنشائية وتطوير البنية التحتية.

وفى سبتمبر 2021 شهدت اجتماعات الدورة الحادية عشرة للجنة العليا المصرية الليبية المشتركة، برئاسة رئيسى وزراء البلدين: الدكتور مصطفى مدبولى، والمهندس عبدالحميد الدُبيبة، توقيع 14 مذكرة تفاهم مشتركة بين الجانبين، فى عدد من المجالات المختلفة، و6 عقود تنفيذية إلى جانب توقيع محضر اجتماعات اللجنة المشتركة.

وفي العام نفسه، كشف مسؤول ليبي عن أن بلاده وقعت عقودا لتنفيذ مشاريع كهرباء مع شركات مصرية بقيمة تتراوح بين 1.5 و2 مليار دولار.

وأضاف أن الشركات المصرية من المتوقع أن تستحوذ على نسبة تتراوح بين 60 و70% من مشروعات إعادة الإعمار في بلاده.

وأشار إلى أن تكلفة الأعمال اللازمة لإعادة إعمار ليبيا تقدر بنحو 111 مليار دولار ويتم تنفيذها على مدار 10 سنوات، موضحًا أن الشركات المصرية ستحظى بنصيب الأسد من المشروعات، بنسبة 70 في المائة، بمجموع 77.7 مليار دولار تقريبًا.

وفي مارس 2023 وقّع تحالف شركات مصرية عقد استئناف العمل بمشروع الطريق الدائري الثالث في العاصمة طرابلس المتوقف منذ عام 2008، بتكلفة بلغت 4.263 مليارات دينار ليبي، فيما بلغ حجم مشروعات شركات المقاولات المصرية في ليبيا حوالي 15 مليار دولار، وفقًا لأحد التقديرات، الأمر الذي جعلها مصدر ثقة في مشروعات إعادة الإعمار

 شركة نيوم (أبناء سيناء) 

ففي 21 يناير الماضي، أعلنت الحكومة الليبية توقيع عقود لإعادة إعمار وبناء 11 جسرًا في مدن درنة، بنغازي، وأجدابيا، بالتعاون مع شركات مصرية رائدة في مجال الإنشاءات.

العقود وقعها كل من حاتم العريبي، رئيس لجنة إعادة الإعمار والاستقرار، وبلقاسم خليفة حفتر، المدير التنفيذي لصندوق إعادة اعمار درنة والمناطق المتضررة، بحضور  أسامة حماد، رئيس وزراء الحكومة الليبية، من الجانب المصري، إبراهيم العرجاني، رئيس مجلس إدارة شركة “نيوم”، وهاني ضاحي، رئيس مجلس إدارة شركة وادي النيل.

وفي درنة، سيتم إنشاء 6 جسور جديدة تشمل جسر البحر، وادي الناقة، مسجد الصحابة، وثلاثة جسور في الوادي، بينما في أجدابيا، حيث سيتم بناء جسرين هما جسر وسط المدينة وجسر تقاطع الطريق الدائري مع طريق طبرق.

كما ستشهد بنغازي إنشاء ثلاثة جسور جديدة هي جسر تقاطع جزيرة الجرات البريد الرئيسي، جسر جزيرة حي السلام بالمدخل الشرقي للمدينة، وجسر تقاطع طريق الهواري مع مصنع الإسمنت.

درنة المنكوبة 

كما تم توقيع عقود عدد من الجسور والكباري بمدينة درنة التي تضرر بعضها جراء الفيضان بحضور المدير التنفيذي لصندوق إعمار درنة المهندس بالقاسم حفتر، ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب المصرية أحمد العصار.

وقال أحد المهندسين العاملين في مدينة درنة إن المدينة تحتاج إلى الخبرات الدولية لإعادة الإعمار، فحجم الضرر الذي تعرضت له لا يمكن للشركات المحلية في الوقت الحاضر التعامل معه.

وتابع العبيدي قائلا إن الشركات المصرية هي أول الواصلين لمدينة درنة وستصل تباعا شركات دولية أخرى وقعت معها الحكومة في شرق ليبيا عقودا

وكانت العاصفة دانيال قد ضربت مدينة درنة والمناطق المجاورة لها في 10 سبتمبر الماضي، وتسببت في تدمير 30% من البنية التحتية للمدينة ومقتل أكثر من 4000 شخص وفقدان ما يزيد عن 11 ألف في أحدث الإحصائيات التي نشرتها السلطات الليبية.

تحالف شركات «أوراسكوم للإنشاء، ورواد- الهندسة الحديثة، وحسن علام»

يتولى تحالف الشركات المصرية، المكون من «أوراسكوم» و«حسن علام» و«رواد الهندسة الحديثة»، تنفيذ مشاريع كبيرة في العاصمة طرابلس، من بينها مشروع الطريق الدائري الثالث الذي تبلغ تكلفة تنفيذه مليار دولار تقريباً، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع طريق غات – أوباري جنوب غربي ليبيا.

اقرأ أيضا .. محمد العبار يُخفض أسعار الفنادق والمطاعم بمشروعاته بالساحل الشمالي والعلمين

ويقوم التحالف بتنفيذ  5 مشروعات بنية تحتية لصالح الحكومة الليبية، وتقدر التكلفة الاستثمارية للمشروعات الخمسة المتعاقد عليها بمبلغ 3 مليارات دولار لتنفيذ محطتين للكهرباء ومشروع الطريق الدائرى، بالإضافة إلى مشروعين للطرق.

الهيئة العربية للتصنيع

في مايو 2022، أعلن رئيس الهيئة العربية للتصنيع الفريق عبد المنعم التراس عن مشاركة الهيئة بمختلف شركاتها ومصانعها في مبادرة إعادة إعمار ليبيا تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي وإيمانًا من الدولة المصرية بضرورة القيام بواجبها الوطني لدعم الأشقاء في ليبيا.

وأشار إلى أن الهيئة العربية للتصنيع تستطيع تلبية جزء كبير من احتياجات الأشقاء في دولة ليبيا من منتجات الهيئة من الأجهزة الإلكترونية والحواسب الشخصية والتابلت، وأيضا من إنشاء وتنفيذ محطات الطاقة الشمسية بالقدرات المختلفة أسوة بما تم تنفيذه من محطات بالدول الإفريقية، كما تستطيع الهيئة إمداد الجانب الليبي بمطالب من مواسير البولي إيثيلين إنتاج الهيئة العربية للتصنيع لمد شبكات المياه والغاز، بالإضافة إلى توفير جميع أنواع العدادات الذكية في مجال الكهرباء والغاز والمياه، ومن خلال القدرة العالية والخبرة الكبيرة للكوادر الفنية بالهيئة العربية للتصنيع يمكنها المشاركة في إعادة تأهيل المصانع الحالية بدولة ليبيا، وطبقا لأعلى معايير الجودة والمواصفات القياسية

وادي النيل

وفي 15 مارس 2023، وقّعت لجنة إعادة إعمار بنغازي عقدًا مع شركة “وادي النيل” المصرية لتنفيذ أربعة جسور ونفق في بنغازي بمدة تنفيذ ستة أشهر، ما يؤكد الثقة في الشركات المصرية ومعدلات التنفيذ.

والجسور التي تم التوقيع عليها هي عدد 2 جسور معلقة في تقاطع شارع فينيسا مع طريق الهواري، وجسر مع نفق في تقاطع طريق المطار مع منطقة المساكن، وجسر في تقاطع طريق المطار مع مفترق حي الدولار

كما تشمل أعمال الشركة إنشاء موقف سيارات، وإنشاء الحدائق والمنتزهات، وصيانة شبكة إنارة الطرق، وصيانة الأرصفة والساحات، وصيانة طلاء الواجهات.

من ضمن الأعمال التي كلفت بها الشركة من الجانب الليبي مشروع (20) ألف وحدة سكنية المعروف بــ (العمارات الصينية) ، لاستكمال الصيانة والبناء فيها.

وفي 2023، كشفت شركة وادي النيل بدأت بالتعاون مع المكتب الاستشاري في التنفيذ، وإعداد التصميمات للمرافق الخدمية والطرق التي يصل طولها إلى (50) كيلو متر

المقاولون العرب 

في يناير الماضي، شهدت مدينة درنة الليبية مراسم توقيع كبرى العقود فى مجال الإعمار لتنفيذ جسرين في مدينتي درنة وسوسة الليبيتين، حيث وقع العقود المهندس بالقاسم حفتر، المدير التنفيذي لصندوق إعادة إعمار مدينة درنة والمناطق المتضررة، والمهندس أحمد العصار رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، المنفذة للأعمال، وذلك بمقر إدارة الصندوق فى مدينة درنة.

وشمل التوقيع عقود إنشاء جسور جديدة فى المدخل الغربي لمدينة درنة التى جرفتها السيول، ومنها جسر بأعلى وادي أبو مهبول، وجسر بأعلى وادى مرقص، بالطريق البحري الرابط بين مدينتي سوسة ودرنة.

ولا تزال الإنشاءات على الأراضي الليبية بأيدي مصرية تجري على قدم وساق، منها ما تم الانتهاء منه، وهو ما جعل الليبين يعيدون نشر صور المنشأت التي تم أنجازها بكل فخر بأن مثلها موجود في ليبيا يضاهي البنية التحتية في دول العالم المتقدمة، كما يعيد المصريون الصور ذاتها ليفخرون بأنها تمت بخبرات وسواعد مصرية خالصة من أجل تنمية ليبيا الجارة الشقيقة.

زر الذهاب إلى الأعلى