مصر والإمارات تنفذان مشروعًا لتوصيل مياه شرب نظيفة إلى غزة.. تفاصيل

في خطوة إنسانية استراتيجية، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم الخميس، عن بدء تنفيذ مشروع إمداد المياه المحلاة من الأراضي المصرية إلى جنوب قطاع غزة، ضمن جهودهما المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية الحرجة التي يمر بها القطاع، خصوصا بعد الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية للمياه.

استجابة متكاملة لأزمة المياه في غزة

ويعد المشروع، الذي أعلن عنه خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر مصلحة مياه بلديات الساحل بمدينة دير البلح، ثمرة تنسيق مشترك بين القاهرة وأبوظبي، ويشمل إنشاء خط ناقل بقطر 315 ملم وبطول 6.7 كيلومترات، يربط محطة التحلية التي أنشأتها الإمارات على الأراضي المصرية بالمناطق المتضررة جنوب القطاع، لاسيما في خانيونس ورفح.

دور مصري محوري في تسهيل نقل المياه

وتمثل مصر ركيزة أساسية في تنفيذ هذا المشروع، ليس فقط من خلال استضافة محطة التحلية على أراضيها، بل عبر تقديم الدعم اللوجستي والتقني لضمان تدفق المياه إلى القطاع، بما يعكس التزام القاهرة التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني، وحرصها على توفير حلول عملية ومستدامة للتحديات الإنسانية في غزة.

خدمة 600 ألف نسمة يوميا بمياه محلاة

ووفقا لوكالة الأنباء الإماراتية “وام”، يستهدف المشروع تزويد نحو 600 ألف شخص في المناطق الجنوبية من غزة بـ15 لترًا من المياه المحلاة يوميًا لكل فرد، في ظل دمار أكثر من 80% من شبكات ومرافق المياه نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.

وأوضح شريف النيرب، المسؤول الإعلامي لعملية “الفارس الشهم 3” في قطاع غزة، أن المشروع “ليس استجابة طارئة فقط لأزمة العطش، بل امتداد لنهج إماراتي ثابت في دعم الشعب الفلسطيني”.

وأشار النيرب إلى أن الإمارات “كانت ولا تزال المساند الأساسي لغزة في مختلف القطاعات، من إنشاء محطات تحلية، إلى دعم شبكات المياه وضخ صهاريج ومشاريع الحفر والصيانة”.

دعم مستدام في وجه الأزمة

وبدوره، أعرب المهندس عمر شتات، نائب مدير عام مصلحة مياه بلديات الساحل للشؤون الفنية، عن امتنانه لدور الإمارات “الذي لم يتوقف منذ بداية الحرب، ومساهمتها في تسهيل عمل البلديات وتحسين خدمات المياه في ظل الظروف القاسية”.

ومن جهته، أكد خليل أبو شمالة، ممثل المجتمع المدني في قطاع غزة، أن هذه المشاريع تمنح السكان فرصة حقيقية للحصول على مياه صحية وآمنة، مما يعزز من صمودهم أمام التحديات المستمرة.

حلقة من سلسلة جهود إماراتية مستمرة

ويمثل مشروع توصيل المياه المحلاة حلقة جديدة ضمن سلسلة المبادرات التي أطلقتها عملية “الفارس الشهم 3” للتعامل مع تداعيات انهيار البنية التحتية في قطاع غزة، ويعكس التزاما إقليميا مشتركا، مصريا إماراتيا، بتقديم الدعم الإغاثي العاجل والبناء المستدام لمواجهة أزمات غزة.

اقرأ أيضا.. قصف إسرائيلي على كنيسة كاثوليكية في غزة يصيب صديق البابا فرنسيس

تعاون يعزز الأمن المائي ويعكس وحدة الهدف

ويؤكد هذا المشروع أهمية تكامل الأدوار العربية في دعم القضية الفلسطينية، حيث تشكل مساهمة مصر والإمارات نموذجا عمليا للتعاون الإقليمي الإنساني، في سبيل تأمين أبسط حقوق السكان، وفي مقدمتها الحصول على مياه نظيفة وآمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى