مصري أسير في أوكرانيا.. رحلة من التعليم إلى جندي على الخطوط الأمامية بروسيا

القاهرة (خاص عن مصر)- كشف يوتيوبر أوكراني، ديميتري كاربينكو، حالة مصري أسير في أوكرانيا توضح كيف يتم إغراء الشباب من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالخدمة العسكرية الروسية تحت وعود كاذبة.
كان أحدث مثال هو محمد، طالب مصري من قنا، سافر إلى روسيا للدراسة لكنه وجد نفسه محاصرًا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا. شاب مصري، كان يسعى في الأصل إلى التعليم في روسيا، وجد نفسه مخدوعًا للانضمام إلى الحرب بعد سجنه بتهمة تتعلق بالمخدرات.
سلطت قصة هذا الأسير المصري في أوكرانيا الضوء على كيفية التلاعب بالشباب، وخاصة الطلاب الأجانب، ليصبحوا مقاتلين في صراعات لم يكن لديهم نية للمشاركة فيها.
حلم تحول إلى كابوس
بدأت رحلة هذا الشاب المصري عندما سافر إلى روسيا للدراسة الجامعية، والتحق بجامعة قازان الوطنية للأبحاث التقنية لدراسة الطيران.
كان محمد، الطالب اللامع من صعيد مصر، يطمح إلى الدراسة وبعد فشله في تأمين مكان في كليات في مصر، أقنعه أصدقاؤه بمواصلة التعليم في روسيا، حيث لم تعتمد القبولات الجامعية على الدرجات فقط. التحق بجامعة في قازان، تتارستان، عام 2021، وتعلم اللغة وتكيف مع بيئته الجديدة.
لكن الحلم سرعان ما انهار حيث أصبحت الرسوم الدراسية ونفقات المعيشة ساحقة. وعلى الرغم من عمله كسائق توصيل طعام، إلا أنه كافح لإعالة نفسه واعتمد على أموال الأسرة، التي استنفدت في النهاية. وفي النهاية تم فصله من جامعته، مما أدى إلى إلغاء تأشيرة دراسته.
أقرا أيضا.. ترامب يهدد جيلًا بخفض التمويل.. المجتمع العلمي الأمريكي يفكر في الرحيل
الوقوع في الفخ الروسي
مع عدم وجود إقامة قانونية وعدم وجود وسيلة للعودة إلى الوطن، وجد محمد نفسه عُرضة للخطر. أثناء عمله كسائق توصيل خاص، تورط دون علمه في معاملة غير قانونية، مما أدى إلى سجنه. في مواجهة عدم وجود خيارات قابلة للتطبيق، عرضت عليه الحكومة الروسية فرصة:
- توقيع عقد مع الجيش الروسي
- الحصول على الجنسية الروسية
- الحصول على راتب كبير
- شطب قضيته الجنائية
في محاولة يائسة لإيجاد مخرج، وقع محمد العقد، دون أن يدرك أنه سيتم نشره في الخطوط الأمامية في أوكرانيا كمرتزق.
من جندي إلى أسير حرب
بعد تجنيده، تم إرسال محمد بسرعة إلى أوكرانيا للقتال نيابة عن روسيا. ومع ذلك، وسط فوضى ساحة المعركة، تم القبض عليه من قبل القوات الأوكرانية. تم الكشف عن قصته في مقطع فيديو وثائقي من قبل اليوتيوبر الأوكراني دميتري كاربينكو، الذي يجري مقابلات مع أسرى الحرب الروس.
يظهر الفيديو، الذي ظهر مؤخرًا، محمد وهو يتحدث مع مترجم – سجين مصري آخر – حيث سُمح له بالاتصال بوالدته لإبلاغها بأسره.
التداعيات الأوسع.. قضية واسعة النطاق
حالة محمد ليست فريدة من نوعها. لقد وقع العديد من المصريين والعرب في نفس الفخ، حيث انجذبوا إلى روسيا إما بحثاً عن فرص العمل، أو التعليم، أو الزواج من مواطنين روس. وبمجرد وصولهم إلى هناك، يتم تجنيدهم تحت وعود كاذبة بالثروة والاستقرار والحماية القانونية. والعديد منهم لا يعودون أبداً، وتفقد أسرهم كل اتصال بهم.
تستهدف استراتيجية الجيش الروسي الأفراد الضعفاء، وتستغل صراعاتهم المالية ومشاكلهم القانونية لتجنيدهم في أدوار قتالية. وفي حالة محمد، تحول سعيه للحصول على التعليم إلى مأساة غيرت حياته، والتي تركته الآن أسير حرب بمستقبل غير مؤكد.
تحذير للآخرين
إن قضية محمد بمثابة تحذير قاتم للطلاب والعمال الذين يفكرون في فرص العمل في روسيا. إن الوعد بالمواطنة والاستقرار المالي غالباً ما يأتي مع مخاطر خفية، بما في ذلك التجنيد العسكري القسري والانتشار في مناطق الحرب.
في غياب مسار واضح للعودة إلى الوطن، يواجه محمد احتمال البقاء مدى الحياة في الأسر، معتمداً على تبادل الأسرى المحتمل بين روسيا وأوكرانيا.