معادن السعودية تدرس شراكات مع 4 شركات عالمية لمعالجة المعادن النادرة داخل المملكة

تخطط شركة التعدين السعودية “معادن”، الرائدة في قطاع التعدين بالمملكة، لإقامة مشروع مشترك مع شركة عالمية لمعالجة المعادن الأرضية النادرة، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز سلاسل التوريد للصناعات المرتبطة بتحول الطاقة.
وتسعى “معادن” من خلال هذا المشروع إلى ترسيخ مكانة السعودية كمركز عالمي للمعادن الحيوية.
والشركة تدرس حاليًا الشراكة مع إحدى أربع شركات عالمية بارزة، وهي: شركة “إم بي ماتيريالز” الأمريكية، و”شينغهي ريسورسز” الصينية، و”ليناس” الأسترالية، و”نيو بيرفورمانس ماتيريالز” الكندية.
اقرأ أيضًا: خطوات التسجيل في منصة مدرستي بالسعودية لعام 1446 بكل سهولة
ومن المقرر أن تختار “معادن” شريكًا واحدًا على الأقل بحلول نهاية يونيو المقبل، للمضي قدمًا في إنشاء منشأة متطورة لمعالجة هذه المعادن داخل السعودية.
أهمية المعادن النادرة في السعودية
تأتي هذه الخطوة في وقت أصبحت فيه معالجة المعادن الأرضية النادرة ضرورة اقتصادية ملحة، نظرًا لدورها الأساسي في تصنيع مكونات الذكاء الاصطناعي، والسيارات الكهربائية، والمغناطيسات المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية.
وتعد هذه المعادن، التي تشمل الليثيوم والنحاس والزنك، ركيزة حيوية لدعم التقنيات الحديثة.
رؤية 2030 والتنوع الاقتصادي
وتندرج هذه المبادرة ضمن أهداف برنامج “رؤية 2030″، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط.
وتسعى السعودية لاستغلال احتياطاتها الضخمة من المعادن لتعزيز مكانتها في السوق العالمية، مع التركيز على استخراج ومعالجة الموارد مثل المعادن النادرة التي تدخل في صناعات متقدمة.

منافسة الشركات العالمية
وتتمتع الشركات المرشحة للشراكة بخبرات متنوعة، فـ”نيو” و”شينغهي” تتفوقان في معالجة المعادن النادرة وإنتاج المغناطيس، بينما تعمل “إم بي ماتيريالز” على تطوير قدراتها في الولايات المتحدة، وتمتلك “ليناس” سجلاً في معالجة المعادن بماليزيا وبناء منشأة جديدة في تكساس.
وأكدت “ليناس” أنها تجري مناقشات مستمرة مع شركات ناشئة في هذا المجال، مع تركيزها الحالي على مشروعات في أستراليا وماليزيا وأمريكا.
اقرأ أيضًا: رابط نظام نور لتسجيل طلاب الابتدائي ورياض الأطفال في السعودية للعام الدراسي 1447
تحديات تقنية ولوجستية
وتواجه عملية معالجة المعادن النادرة تحديات كبيرة، حيث تتطلب فصل 17 معدنًا متشابهًا في الحجم والوزن الذري، مما يجعل العملية معقدة ومكلفة.
كما يتطلب الاستخلاص ترتيبًا محددًا، مما يحد من مرونة اختيار العناصر المطلوبة. ومع ذلك، تعتزم “معادن” وشريكها المستقبلي وضع خطة شاملة بحلول ديسمبر القادم لاستخراج ومعالجة هذه الموارد.
وفي سياق متصل، كانت “إم بي ماتيريالز” قد استثمرت مع “شينغهي” في منشأة بفيتنام عام 2023، إلا أن الشركتين أعلنتا مؤخرًا نيتها إنهاء هذه الشراكة.
وتستمر “إم بي” في توريد المعادن من منجمها في كاليفورنيا إلى “شينغهي” للمعالجة في الصين.
ومع اختيار الشريك المناسب، ستعمل “معادن” على تسريع جهودها لاستغلال ثروات السعودية المعدنية، مما يعزز دورها في دعم الاقتصاد الوطني والتحول نحو الطاقة النظيفة، في ظل الطلب العالمي المتزايد على المعادن النادرة.